"صندوق الورنيش".. بوابتك لتلميع حذائك على كرسي العرش (فيديو وصور)
تحت أحد كباري عروس البحر الأبيض المتوسط بمنطقة محرم بك بالإسكندرية يجلس الحاج حسن صبحي ملمع الأحذية على "كرسي العرش" كما قيل عنه على صفحات التواصل الاجتماعي، مرتديًا ملابس انيقة من الزمن القديم طربوش وصديري وقميص، فعندما تجلس على كرسيه المضاء بألوان زاهيه وسط الزرع الأخضر والأزهار تشعر بأنك الملك وانت تجلس بمنتهى الراحة لتلمع حذائك على ألحان أغاني أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش وغيرهم.
ينقلك العم حسن لزمن آخر مع إبتسامته الطيبة ووجهه المليء بالسماحة والحب، فهو محب لعمله ولا يشعر أنها مهنة تقلل منه أو غير مريحة بالنسبة له، بل على العكس جعل منها مكسبًا لرزقه بطريقة مبتكرة وملفتة للأنظار مشجعًا كل من يكره عمله ويشعر بالخجل منه أن يفكر ويبدع ويستمر في لقمة عيشه بدون إحراج أو ملل خصوصًا جيل الشباب.
ويقول حسن صبحي 60 عاما لـ"الفجر": "عملت في قهوة عادية مدة كبيرة حوالي 47 عامًا وربيت أولادي وعلمتهم وزوجتهم، وعندما كبرت في السن ووجدت نفسي وحيداً، وسبب أنني كنت أترك العمل كثيراً ولا أجد وظيفة مناسبة لي وعدم التفاهم بيني وبين جيل الشباب الجديد ففكرت في عمل صندوق الورنيش، لأنني كنت أفكر فيه لمدة عام كامل وعندما أصبحت الفكرة جاهزة قمت بتنفيذها على الفور".
ويتابع: "ذهبت للنجار لعمل الكراسي والمنجد لتنجيدها والكهربائي لوضع بعض اللامضات على الكراسي، ووضع كوشة فوق الكرسي تحتوي على 600 لامضة، وشاشتين للعرض على الجانبين حتى يرى الزبون ما خلفه ومن أمامه، أما الجانب الآخر تعرض الشاشة أغاني أم كلثوم ووردة، وفريد الأطرش، وحتى أستطيع أن أكمل مشروعي "صندوق الورنيش جمعت المال في جمعية بمبلغ 4000 جنيه، وأخذت غويشة من زوجتي فكانت التكلفة 12 ألف جنيه".
ويقول: "الناس أحبت الفكرة وأنا أحضرت لهم الطرابيش، فيجلسون على الكرسي من أجل التصوير، وإقبال الزبائن كبير على تلميع الأحذية فيأتي لي من كل المهن والطبقات والجميع يحبني وانا أحبهم كثيراً ، وأحب مهنتي كملمع أحذية، وبالنسبة لملابسي فهي تعبر عن إني خادم للزبائن، فيجب أن أكون أنيق، فمنذ زمن كان الخادم يلبس مثل هذه الملابس فهي تعبر عنه وهي عبارة عن طربوش وقميص وصديري".
ويضيف: "ذهبت إلى الحي لترخيص مشروعي لأن البلدية تهد كل ما أفعله وكانت ورشتي اكبر من ذلك، ولكن كل شئ اتهد وقمت ببيع أمبوبة الغاز لاسترد ما تبقى منه فأنا رجل بسيط ولم أعد أريد شيئاً من هذه الحياة".
ويضيف الحاج حسن: "أرجو من أبو الغلابة وحبيب الملايين الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يصل له صوتي، فأنا أريد ان يكون لي مكان مخصص وأزين المكان وأجعله واجهة جميلة للإسكندرية أطلب منهم ذلك أستر بيتي ونفسي ،وأنا اعترف اني اقف في الشارع مخالف".