أبشع جريمة في الحي الهادئ.. التفاصيل الكاملة لمقتل أسرة داخل فيلا بالرحاب
حادثة
دموية شغلت بال الرأي العام، وقعت في منطقة الرحاب بالقاهرة، لما انتهت إليه من مقتل
أسرة بالكامل داخل فيلتها، مكونة من الأب عماد سعد، 56 عاما، والأم وفاء فوزي، 43 سنة،
والأوﻻد محمد، 22 عاما، ونورهان، 20 عاما، وعبد الرحمن، 18 سنة، عثر على جثثهم في حالة
تعفن.
وتبين من التحريات الأولية العثور على 11 طلقة فارغة
في مكان الحادث، كما أشارت واختفاء الكلب الخاص بالمتوفين وعدم تحرك سياراتهم من مكانها.
رواية الداخلية
وذكر بيان أمني، أن بلاغا ورد إلى مباحث التجمع
الخامس بمديرية أمن القاهرة من أهالي مدينة الرحاب أكدوا خلاله انبعاث رائحة كريهة
من داخل فيلا بدائرة القسم.
وعلى
الفور انتقل ضباط وقوات الشرطة إلى محل الواقعة، وتبين من الفحص والتحريات الأولية
أن الجثث لرجل أعمال فى العقد الخامس من عمره ويدعى "ع.س"، وزوجته وأطفالهم
الثلاثة.
وبحسب
البيان، تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف ملابسات الواقعة، فيما تحفظ رجال مباحث القاهرة
على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، وانتقل فريق من النيابة إلى الفيلا للمعاينة.
وأمرت
نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، باستعجال تحريات المباحث فى الواقعة
وانتظار تقرير الطب الشرعى لكشف تفاصيل الحادثة.
النيابة تعاين
وانتقل فريق من نيابة
القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، إلى موقع الحادث، وأجرت معاينة لمكان
الحادث وتبين سلامة جميع منافذ وأبواب الفيلا، كما استمعت إلى أقوال الجيران من
الشهود الذين أكدوا أنهم اشتموا روائح كريهة بشكل فج ما دفعهم للبحث عن مصدر تلك
الروائح حتى توصلوا إلى أن تخرج الفيلا مسرح الجريمة، وأخطروا الأجهزة الأمنية
بالواقعة، والتي حضرت وقامت بكسر باب الشقة ودخلت إلى أروقتها لتكتشف وجود جثث
المجني عليهم والدماء من حولهم، وتبين أنها في حالة تعفن.
النيابة أمرت بتشريح
الجثث وعرضها على مصلحة الطب الشرعي، لبيان سبب الوفاة، واستدعت أقارب المجني
عليهم لسماع أقوالهم.
كما تحفظت على كاميرات
المراقبة الخاصة بالفيلا، والفيلات المجاورة، واستعجلت النيابة العامة تحريات رجال
المباحث عن مراقبة الفيلا، ومعاينة المنطقة وفحص المترددين عليها، وفحص سجل
المكالمات الأخيرة للمتوفين بعد مخاطبة شركات المحمول، وحصر خلافات الضحايا
وعلاقاتهم، للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية في الحادث.
أجهزة البحث الجنائي رفعت
بصمات الجريمة، وكلفت فريق البحث الأمني بمراقبة الڤيلا، ومعاينة المنطقة.
مفاجأة التحقيقات
تحقيقات النيابة كشفت عن مفاجأة جديدة غيرت
مسار القضية، وضحدت فكرة الانتحار التي تبنتها وسائل الإعلام، خلال اليومين الماضيين، على
اعتبار أن الأب قتل أسرته ثم أطلق الرصاص على نفسه،
جهات التحقيق عثرت على رسائل تهديد على هاتف الأب،
من رجلي أعمال، بسبب تهربه من سداد ديون مستحقة عليه، وتعود إحدى تلك الرسائل لصاحب
معرض سيارات شهير بالقاهرة، والذي وجه اتهامات مباشرة لرب الأسرة، بقتله، هو وأسرته
في حال عدم سداده الديون.
كما عثرت جهات التحقيق أيضًا، على رسائل أخرى لـ"نورهان"
الإبنة المقتولة، تبلغهم فيها بتخوفها من الاعتداء عليها هي وأسرتها من بعض الأشخاص
بسبب خلافات مع والدها، دون أن تذكر طبيعة تلك الخلافات.
جهات التحقيق دعت مصلحة الطب الشرعي، إلى الإسراع
في إصدار التقرير النهائي لقتل الأشخاص الخمسة لإيضاح حقيقة فرضية الانتحار أم كونها
حادثة جنائية.
كما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة من خلال سماع أقوال بعض جيران وأقارب الأسرة للتوصل إلى الحقيقة وإنهاء غموض تلك القضية.
شقيق الأب: أخي لم ينتحر
رأفت سعد، 60 عامًا شقيق الأب المقتول، في
الحادث، استبعد فكرة انتحار أخيه، قائلًا إنه اتصل به قبل الحادث بأيام، وطلب منه
بيع منزل قديم تملكه الأسرة لاحتياجه لأموال بشكل عاجل بعد سرقة أوراق مهمة من ملف
قضية كانت منظورة أمام القضاء.
وروى رأفت، تفاصيل آخر مكالمة هاتفية له مع
شقيقه قائلاً: يوم 26 إبريل اللي فات كلمني، وقالي يا رأفت اتصرف بسرعه وبيع البيت
بتاعنا، أنا عايز فلوس لأني كنت عامل معارضة في قضية كبيرة وروحت اسأل على الورق
لقيته اختفى.
وأكمل أنه لم يتطرق خلال الحديث بينهما إلى طبيعة الأوراق أو القضية، لكنه أوضح أنه أخبره بأن المنزل قديم بمنطقة الشرابية، ولا يتجاوز نصيبه فيه أكثر من 200 ألف جنيه، قولت له أنت ليك الربع ومش ده المبلغ اللي هيفك ضيقه، لأنه مبلغ صغير.
وواصل حديثه:
"مركزتش في كلامه بعد ما قفل معايا لكن بعد ما بلغوني بالحادثة افتكرت الموقف
ده".
وذكر رأفت أن أخيه، كان متدينًا وطموحًا وزوجته
طيبة جدًا وابنه محبوب.. وابنته وردة.. ومن المستحيل، أن ينتحر، لأنه من النوع الذي
يثبت نفسه ودائماً ما يتدخل لحل مشاكل الناس وله أفضال كثيرة على أناس قريبين
وبعيدين، وحجم أعماله ثقيل ومع ناس كبير"ة.
ابن عمته: عمره ما اتعصب
وقال خالد، ابن عمة الأب المقتول، إنه يستبعد الانتحار، لأن الأب "عمره ما اتعصب ولا انفعل وكنت بتكلم معاه باستمرار"، مشيرًا إلى المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما قبل نحو شهرين "طلبني على التليفون وكانت حالته كويسة جداً، وكان بيستفسر عن دواء لحشرات أصابت الكلب بتاعه".
خبير أمني: الحادث لغز
الخبير الأمني، اللواء مجدي البسيوني، قال إن الحادث
يمثل لغزًا غريبًا، بخاصة عقب العثور على إطارات السيارة الخاصة بالأسرة فارغة من الهواء، مرجحًا وجود شبهة جنائية حول الحادث.
وتوقع أن يكون من قام بالجريمة، شخص معروف لجميع أفراد الأسرة، مرجحاً أن هناك أكثر من شخص ارتكب الجريمة، لأن الجثث متفرقة.
الطب الشرعي
وانتهى الطب الشرعي، من تشريح جثث 4 من الضحايا،
فى المذبحة بينما يواصل الأطباء تشريح جثة رجل الأعمال، الذي تشير التحريات الأولية
إلى ارتكابه للجريمة.
التقرير المبدئي، للصفة التشريحية، لجثامين الضحايا،
كشف عن أنه تم إطلاق 8 طلقات عليهم، حيث أصيبت كل ضحية بطلقتين.
كما يقوم خبراء الأدلة الجنائية، بفحص فوراغ الطلقات، والسلاح الذي تم العثور عليه في مسرح الحادث، لمضاهاة الطلقات به، لمعرفة العيار المستخدم في ارتكاب الجريمة.