هل بدأ العد التنازلي للحرب الإسرائيلية ضد طهران؟

عربي ودولي



عادت المواجهات من جديد بين تل أبيب والنظام الإيراني، الذي يُلقي بتصريحاته العدائية بين الحين والآخر تجاه إسرائيل، وردًا على ذلك قامت الطائرات الإسرائيلية بتوجيه ضربات مركزة ضد أهداف إيرانية على الأراضي السورية، إلا أن المواجهات ربما تدخل طورا مستقبليا جديدا، في ضوء التصعيدات المستمرة للكيان الصهيوني التي أعلنها صراحة، بل أبلغ بها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.


اهتمام متزايد
في تطور ملاحظ، عقد "الكابينيت" السياسي والأمني لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، اجتماعًا طارئًا ناقش خلاله التطورات الأخيرة مع إيران، لا سيما الهجوم على مواقع لنظام بشار الأسد في سورية والتي غالبا أسفرت عن قتلى لمليشيات تابعة للنظام الإيراني المحتل لسوريا.

واستغرق الاجتماع أكثر من ساعتين، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أشارت إلى أن أعضاء "الكابينيت" استمعوا إلى تقارير استخبارية وتقديرات أمنية من أمنيين وعسكريين، حيث تمّ استدعاء أعضاء الكابينيت هاتفيًا اليوم، وبشكل طارئ.


إسرائيل لن تسكت
هكذا أعلنتها إسرائيل بوضوح لروسيا والولايات المتحدة، أنها لن تسكت في حال تعرضت لهجوم من الأراضي السورية بحسب ما أعلنه موقع "هآرتس"، مبينا أن إسرائيل لن تسكت في حال تعرضت لهجوم من الأراضي السورية، سواء تم الهجوم عبر "حزب الله" أم بطريقة أخرى.


هجوم واسع النطاق
إسرائيل لم تبلغ فقط بالرد على إيران في حال شن هجوم عليها، بل أكدت أنها سترد بهجوم واسع النطاق لضرب المصالح الإيرانية والسورية، مع استهداف القواعد التي تمركزت فيها القوات الإيرانية في سوريا، والتي يتم استخدامها لنقل الأسلحة والذخيرة بهدف مواصلة التمركز العسكري لإيران في سورية، حسبما أكدت "هآرتس".


استمرار الاستهداف
كما أعلنت الصحيفة الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يتمسك بمواصلة عملياته وهجماته التي تستهدف قوافل نقل السلاح لـ"حزب الله"، ومواصلة منع تمركز إيران في الأراضي السورية، لا سيما أن جهات سياسية رسمية في الحكومة الإسرائيلية ترى أن إيران من شأنها أن تضرب مراكز سكانية في إسرائيل.


نتنياهو: إيران تكذب
من ناحية أخرى شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هجوما علىى إيران مكذبا إياها في عدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدا أنها وواصلت الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وعززت تلك الخبرة بعد توقيع اتفاق 2015 مع القوى العالمية.

وأوضح نتنياهو أنه لا يستبعد أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتفاق جديد مع إيران حول الملف النووي، مشيرا إلى أن إيران تواصل الحفاظ على خبراتها المتعلقة بالأسلحة النووية وتعززها لاستخدامها في المستقبل.


أدلة قاطعة
وكشف نتنياهو أنهم يمتلكون أدلة قاطعة على قيام إيران بتطوير برنامج "سري" للحصول على سلاح نووي، مبينا أن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على 100 ألف ملف من أرشيف إيران النووي السري، مضيفا أن الاتفاق النووي مع طهران فشل في التطرق للقنبلة النووية السرية وبرنامج الصواريخ الإيرانية.


تصعيد أمريكي
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي على إيران وسط شن حرب أخرى على الملالي من قبل البيت الأبيض، الذي أكد أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بحثا فيها "المسألة الإيرانية".

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، أن أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط تقلقنا، والولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في مواجهتها أقوى من أي وقت مضى، حسب تعبيره.


تأييد كبير للضربات على إيران
ويرى سامر خليوي، المحلل السياسي السوري والمتخصص في الشأن الدولي، أن اسرائيل أعلنت أكثر من مرة أنها لن تسمح لإيران ولميلشيات حزب الله بالإقتراب من حدودها، مشيرا إلى أنها طلبت من روسيا أن تلعب دورا بالحد من التواجد الإيراني خاصة بعد ان اتفقت الولايات المتحدة وروسيا والأردن وإسرائيل على منطقة خفض التصعيد بجنوب سوريا، وعلى أن تبتعد القوات الإيرانية بمسافة لا تقل عن 40 كم من الحدود ولكن لم يحصل ذلك.

وأضاف خليوي من لندن في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن عدم تنفيذ الاتفاق أصبحت اسرائيل بحل من اَي التزام مع روسيا ووجدت تأييد كبير من أمريكا وخاصة الصقور الجدد وزير الخارجية بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون اللذان يكنان العداء لإيران في ضرب أهداف إيرانية.


مستقبل التصعيد
وعن مستقبل التصعيد، أوضح خليوي، أن إسرائيل ستستمر وتتوسع في ضرباتها ضد المليشيات الإيرانية، قائلا: ويمكن أن تشمل كافة المناطق التي تتواجد بها إيران بعد أن كان هدف إسرائيل إبعاد تلك القوات عن حدودها فقط، حتى تجبر إيران على التراجع والإنعزال، وهذه العملية تلقى تأييدا إقليميًا ودوليًا كبيرا.

وأكد خليوي أن الاٍرهاب الإيراني تمدد كثيرا بالمنطقة، وأصبح يهدد دول عديدة لذلك أصبح هناك شبه إجماع على وقف الاٍرهاب الإيراني خاصة في سوريا، مبينا أن إيران تعيش موقفا صعبا للغاية، مستدلا بماحدث بضربات يوم أمس الأحد على المواقع الإيرانية بمدينة حماة، التي نفتها طهران خوفا من مطالبتها برد على تلك الضربات، مما سيجعلها ستتعرى أكثر ويفتضح أمرها لذلك ستتلقى الضربات بصمت ودون اَي ردة فعل ريثما تجد لها مخرجًا من ورطتها بسوريا.