حلم الرئاسة يراود المشتاقين.. "شفيق" يستغل أحداث الواحات.. و"عنان" يغازل الإخوان

تقارير وحوارات



في كل انتخابات رئاسية، جرت في مصر، وتحديدًا بعد ثورة 25 يناير، 2011، اعتدنا وجوهًا دأبت على الترشح، رُغم إخفاقها، في المرات السابقة.

الانتخابات الرئاسية 2018 اقتربت، وبدأت أصوات الشخصيات المشتاقة إلى كرسي الرئاسة، تظهر على الساحة مرة أخرى، بعد سُبات عميق، منذ انتخابات 2014، مستغلة الأحداث الأبرز على الساحة، بهدف تلميع نفسها، وكسب أصوات المواطنين قبل الماراثون الرئاسي.
الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، وصف الاشتباكات التي دارت في منطقة الواحات بين الأمن وعناصر إرهابية، الجمعة، بأنها «عملية عسكرية كاملة الأركان».

وكتب أدمن صفحته، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "ما هذا الذي يحدث لأبنائنا وهم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة، أرجوكم لا تتعجلوا في الانتقام قبل أن تستوعبوا وتفهموا حقيقة ما دار أمس على أرض بلدنا الجريح".

وتابع "أرجوا أن تدركوا أن ما حدث لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل، ولا هو مهاجمة بنك في مدينة حدودية، أبداً لمن لا يفهم ولمن لا يريد أن يفهم، ما دار كان عملية عسكرية كاملة الأركان، أديرت ظلما ضد أكثر أبنائنا كفاءة ومقدرة وإخلاصًا".

وأوضح "عفواً. لا أستطيع أن أنطق أو أكتب عزاء لأسر أبنائنا، أحبائنا الشهداء، فالكارثة مروعة.. العزاء لمصر، ولكل محب لمصر".
التصريحات رأها متابعوها، محاولة لإثبات الوجود، ويسعى الفريق شفيق إلى تلميع نفسه وقول "أنا موجود".

النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، قال إن من يستغل المواقف والأحداث التي تمر بها البلاد، ويخرج علينا بتصريحات وتدوينات، فإن الغرض منها ليس الخوف على البلد، وإنما الغرض منها كسب ود الشعب، مؤكداً أن الشعب يعلم كله هذه الألاعيب ويثق في قدرات رئيسه.

وعن تصريحات الفريق شفيق، حول حادث الواحات، قال "رُغم أنني أكنّ للفريق شفيق كل الاحترام، لكن حزين من اندفاعه لقول هذا الكلام باعتباره رجل دولة".

وأردف أن الفريق شفيق بعيد عن الوطن وعما يحدث بداخله، فهو يسمع تلك الأخبار شأنه شأن أي أجنبي مقيم في الخارج، "كنت أتمنى أن ينتظر تحقيقات النيابة حول ملابسات الحادث قبل إبداء رأيه، ولا يليق بشفيق وهو رجل دولة أن يغازل مشاعر المصريين المجروحة تجاه هذا الحادث الأليم".

أيضًا الفريق سامى عنان، مؤسس حزب مصر العروبة، أحد الأسماء المطروحة بقوة لخوض الانتخابات المقبلة، ويتهمه البعض بوجود علاقة بينه وبين جماعة الإخوان الإرهابية، ويسعى إلى كسب ودها وينتظر دعمها في حال حسم موقفه بخوض غمار المعركة الرئاسية.

وترشح "عنان" في انتخابات الرئاسة عام 2012، إلا أنه فشل في الحصول على أصوات المصريين، ولم يترشح في انتخابات الرئاسة 2014.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ظهر "عنان" مرة أخرى، من خلال اتصالات مكثفة مع عدد من الأطراف الدولية، التي تصر على التدخل فى الشأن المصرى، وعلى رأسها قطر، فضلًا عن تواصله مع قيادات إخوانية بالخارج، للاتفاق على حملة انتخابية بميزانية ضخمة.

وكان إعلان نائب رئيس حزب مصر العروبة، رجب هلال حميدة، قرار ترشح عنان من خلال قناة "مكملين" الإخوانية، بمثابة انتحار سياسي، فهو المرشح الوحيد، الذي لم يسع أحد لحرقه، لكنه انتحر سياسيًا بإرادته الشخصية، عبر توطيد علاقته بالجماعة الإرهابية المرفوضة في الشارع.

رجب هلال حميدة، نائب رئيس حزب مصر العروبة، خرج بتصريحات يغازل من خلالها الإخوان، بقوله: "يجب إجراء مصالحة وطنية مع جماعة الإخوان المسلمين، وإصدار عفو رئاسي عن قياداتهم"، لافتا إلى أن "المصالحة يمكن أن تتم بأن تتصدر الجماعة شخصيات لها قبول في الشارع المصري مثل القيادي حلمي الجزار".

وأردف، في حواره مع موقع "مصر العربية" الإلكتروني، أن المصالحة تساهم في أن يرسخ النظام نفسه ويحقق استقرارا سياسيا، فحتى الآن هناك مشكلات في قطاع السياحة، كما أن الإخوان تنظيم دولي ويمتلك أموالا، ومن الوارد أن يساهموا في إنعاش الاقتصاد المصري، والإخوان سيعودون للعمل السياسي والاجتماعي بشروط الدولة، وبعد الاعتراف بالسيسي.

ونوه بأن الرفض الذي قد يكون لدى قطاع من الشعب للمصالحة مع الجماعة تسببت فيه أجهزة إعلامية موجهة، وهي الأجهزة نفسها التي روجت اتهامها لحركة حماس بأنها حركة إرهابية،  ثم عادث لتصفها بحركة المقاومة، وذراع فلسطين في مواجهة الاحتلال، ويمكن لهذا الإعلام أيضا أن يمهد الطريق للمصالحة مع الإخوان.

واستكمل "أنا أعلم جيدًا أن الإخوان ليسوا إرهابيين كما يروج الإعلام حاليًا"، مشددا على أن ليس كل من في السجون المصرية مخطئين وأن هناك مظلومين كثيرين والرئيس نفسه أقر بذلك.

من ناحيته قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إن جماعة الإخوان، تبحث عن مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتواصلت مع الفريق سامي عنان، لخوض الانتخابات المقبلة 2018.

واستتبع خلال حواره مع برنامج "صالة التحرير"، على فضائية "صدى البلد"، أن هناك اتصالات تمت بين المرشح الرئاسي الأسبق، أيمن نور مع الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، لإقناعه بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتًا إلى أن عزمي بشارة هو الآخر يلعب دورًا في التواصل مع سامي عنان لدعم ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

في السياق ذاته، قال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب الحركة الوطنية، إن هناك بعض العسكريين أراؤهم غير مدروسة وضد الدولة وضد الإجراءات التي تتخذها لإصلاح البلاد، وتصريحاتهم ليست من أجل المعارضة وإنما كل شخص يدلي بتصريح له الغرض الخاص منه ويخدم شي معين فكل شخص له ظروف الخاصة، الفريق شفيق خارج البلاد منذ حوالي 5 سنوات ، فربما الصورة الكاملة لا تصل إليه بشكل صحيح.

وأشار إلى أن الفريق عنان شارك في قيادة المجلس العسكري في فترة عصيبة، وأعتقد أنه ليس معارضًا أو منتقدًا للسياسات وإنما هو يُدفع إلى هذا، وأعتقد أن من يخدم هذه الفترة الكبيرة من الصعب أن يجلس بهذه الصورة، فموقف الفريق عنان من الانتخابات الرئاسية ليس واضحًا حتى الآن، فيخرج علينا أحد معاونية ويعلن ترشحه وبعد ذلك يخرج هو وينفي، فموقفه هو موقف غامض وغير واضح، وأيضًا  الفريق شفيق رئيس الوزراء السابق والمرشح الرئاسي السابق أيضاً وهو صاحب الأصوات الأكثر في انتخابات 2012، ولكن من الصعوبة أن تكون تصريحاته لنقد سياسات الدولة.

واختتم بأنه من الممكن أن تكون هذه التصريحات التي تخرج هي لحب العودة، وأن يكون في الصورة مرة أخرى، ولكن الترشح ومنافسة الرئيس السيسي، أكاد أجزم أن الفريق شفيق والفريق عنان، يعلمان أن خوضهما المنافسة أمام الرئيس السيسي مستحيل، واصفًا كل من يترشح أمام السيسي، بأنه يسعى إلى تجميل الصورة والموقف فقط لا غير. 

كما أعلن المحامي خالد علي، عزمه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف العام المقبل، وذلك خلال مؤتمر صحفي بمقر حزب الدستور قائلًا: "قررنا اليوم الإعلان عن بدء بناء حملتنا".

ويتوقع قانونيون حرمان علي من الترشح في الانتخابات، إذا أيدت محكمة الاستئناف حكم حبسه 3 أشهر، في اتهامه بارتكاب فعل خادش للحياء العام، وهو الحكم الصادر في سبتمبر الماضي.

خالد علي، هو وكيل مؤسسي حزب العيش والحرية، تحت التأسيس، منذ عدة سنوات؛ لعدم اكتمال أوراقه وتوكيلات المؤسسين.
وترشح في انتخابات الرئاسة عام 2012، التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي، وحصل فيها على 143 ألف صوت.

وفي انتخابات الرئاسة عام 2014، رفض الترشح أمام الرئيس السيسي، واصفًا الانتخابات بـ"المسرحية".