وكيل الأزهر: القوانين التي يتحاكم إليها الناس لا تخالف الشريعة
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن كل الأديان، وحتى التشريعات الوضعية، تقر حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض، ورد كل صور الاعتداء، وحتى الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين في قول الله: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..." هي في حقيقتها آية سلام، لأن من يفكر في حربنا إذا اطّلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا وقتالنا، ونحن لا نقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب بيننا وبينهم.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، الذى يعقد بعنوان "دور الشريعة والقانون في استقرار المجتمعات"، أن القوانين التي يتحاكم إليها الناس لا تخالف الشريعة فقط غير المدركين هم من يظنون أن الشريعة غير مطبقة وأنها تنحصر في الحدود وهذا خطأ كبير ،فالشريعة لا تنحصر في الحدود ولا أقول أن الحدود ليست مهمة ولكن إذا ضمن تطبيقها وهى قدر ضئيل من الشريعة تمثل نحو 2.5% من الشريعة فهي محسوبة بالورقة والقلم ،فلم تأتى الشريعة لقطع الرقاب وجلد الناس بل جاءت لتجنيب الناس للوقوع في المحظور.
وتابع أن الشريعة الإسلامية ليست جامدة، وإنما هي مرنة بما يسهم في التيسير على الناس ويراعي أحوالهم ويواكب ما يستجد في حياتهم، وهو ما جعل الدين الإسلامي هو الدين الخاتم الصالح لكل زمان ومكان، و ما يندرج تحت الثابت من الأحكام التكليفية محصور ومعدود؛ حيث يتمثل في عدد من الفروض والمحرمات المقطوع بها حكمًا ونصًّا، وأن ما يندرج تحت المتغير في شريعتنا الإسلامية كثير جدًّا بحيث يتعذر حصره.