نزار قباني لم يكن "دونجوانا" ولم يحب أكثر من ثلاث نساء فى 75 عاما.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (16)

العدد الأسبوعي


بعد الهزيمة لم يكلم أحدا ثلاثة أيام قاطع فيها الطعام حتى خرج بالقصيدة التى حولته من شاعر العشق والحنين إلى شاعر يكتب بالسكين

بعد الهزيمة لم يكلم أحدا ثلاثة أيام قاطع فيها الطعام حتى خرج بالقصيدة التى حولته من شاعر العشق والحنين إلى شاعر يكتب بالسكين

تواعدنا على اللقاء فى دمشق ليكشف لى عن خبايا حياته السياسية والعاطفية ولكن الأزمة القلبية الرابعة فاجأته قبل السفر بساعات


الكتابة لغة ذات توتر عالى تلغى ما سبقها من لغات.. حروف جريئة تختصر حكمة سنوات بعيدة فى لحظات سريعة.. انقلاب حضارى متكرر نقوم به ضد أنفسنا لتغييرها أو تطويرها.. فن متميز خارج عن القانون ولكنه يعكس نوعا مفقودا من العدل.. زلزال استثنائى يترك خلفه تربة خصبة تنتج قمحا وحبا.. تذكرة سفر تسمح لنا بالتجول داخل أعماقنا لعلنا نستوعب ما يجرى حولها.. وصفة طبيعية ضد الخرافة تنقذنا من الغيبوبة.. جنون مشروع لا تأخذنا الحكومة بسببه إلى مستشفى الأمراض العقلية.. مجموعة الأحلام التى لا تفسير لها.. شرارات الحرية التى تتجمع تحت جلد الشعوب سنة بعد سنة لتتفجر أزهارا وأقمارا.

هذه التعريفات جمعتها على مدى نحو أربع سنوات (من نوفمبر 1994 إلى إبريل 1998) فى جلسات عديدة مع نزار قبانى فى فنادق ومطاعم وحدائق وقاعات وصحف لندن التى هاجر إليها بعد استحالة الحياة فى بيروت على إثر الخراب الذى سببته الحرب الأهلية التى اشتعلت فى لبنان دون سبب مقنع أو تبرير يريح القتلى فى مقابرهم والأحياء فى ملاجئهم.

التقينا أول مرة عام 1986 فى مبنى «الحوادث» وقت هجرتها إلى لندن وهو يرد على أسئلة محررها الأدبى نورى الجراح فى حوار مع المجلة استأذنت فى حضوره صامتا لكنى بطلب من طرفيه شاركت فيه بأسئلة سياسية.

وتباعدت بيننا السبل حتى دافعت عن قصيدته «متى يعلنون وفاة العرب؟» التى منعت من النشر فى كل البلاد العربية وتعرض نزار قبانى بسببها إلى هجمات مهينة أحزنته كثيرا بل أكثر من ذلك نشرت القصيدة فى عدد «روزاليوسف» الصادر يوم 20 نوفمبر 1994 ضاربا عرض الحائط بتحذيرات المصادرة والمطاردة فى العواصم العربية.

حسب القصيدة كان نزار قبانى يحلم ببلاد تسمى مجازا بلاد العرب «تسامحه إذا كسر زجاج القمر.. وتشكره إذا كتب قصيدة حب.. وتسمح له أن يمارس فعل الهوى.. مثل العصافير على الشجر».

«أحاول رسم بلاد لها برلمان من الياسمين وشعب رقيق من الياسمين».. «أحاول إحراق كل النصوص التى ارتديها.. فبعض القصائد قبر.. وبعض اللغات كفن.. ولكنى جئت بعد مرور الزمن».

«أحاول أن أتصور ما هو شكل الوطن».. و«أسبح ضد مياه الزمن».. «وأسرق تينا ولوزا وخوخا وأركض مثل العصافير خلف السفن».. «وحين أفقت اكتشفت هشاشة حلمى.. فلا قمر فى سماء أريحا.. ولا أسماك فى مياه الفرات.. ولا قهوة فى عدن».

«أنا منذ خمسين سنة أراقب حال العرب وهم يرعدون ولا يمطرون.. وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون.. وهم يعلكون جلود البلاغة علكا ولا يهضمون».

ولم تمر سوى ثمان وأربعين ساعة على نشرى القصيدة المحرمة والممنوعة حتى وجدت فاكسا على مكتبى بخط نزار قبانى (فاكس رقم 0712456659) فيه رسالة حرصت على الاحتفاظ بها حتى اصفر ورقها بفعل الزمن:

لندن فى 24 نوفمبر 1994:

أخى العزيز الأستاذ عادل حمودة ،، نائب رئيس التحرير مجلة «روزاليوسف» القاهرة.

شكرا من القلب على احتضانكم لقصيدتى الأخيرة (متى يعلنون وفاة العرب ؟).

لم يفاجئنى موقفها الطليعى والكبير والشجاع فهذا جزء من تراث «روزاليوسف» ومن تاريخها العريق إلى جانب الفكر الحر والكلمات التى لا تساوم.

«وعندما تقف «روزاليوسف» معى.. فهذا يعنى أن الدنيا كلها وقفت معى.. وأن الحرية معى.. وأن الله معى».

وترك نزار قبانى على الفاكس تليفونه (رقم 0712355773) وعنوانه (نورث كابانى 5 هربرت مانيسون 35 سالون ستريت لندن اس دبليو آى أكس 9 ال بى بريطانيا) فلم يترك لى حجة لعدم التواصل وأسعدنى ذلك كثيرا وفى كل رحلة إلى أوروبا كنت أمر عليه والتقى به بل حضرت معه ندوات شعرية ولمست بنفسى شعوره بالقلق والخوف من الفشل فى كل مرة يدخل فيها على جمهوره العريض وكأنه شاعر مبتدئ يخشى ضربه بالطوب والطماطم.

وحدث أن كنا نتناول طعام عشاء فى فندق تشرشل عندما وجدته يصمت فجأة ويتوه بعيدا وكأنه انتقل إلى عالم آخر.. لم يعد يرانى منه.. وأخرج من جيبه قلما من نوع الفلوماستر الرفيع السن وراح يكتب به قصيدة «مايا» على مناديل الورق الموضوعة أمامنا فبدت الكلمات ناشعة وكأنها على ورق شفاف.. لكنه بالقطع الوحيد الذى يعرف قراءتها.

لا أتصور أن مايا تجربة حقيقية فى حياته ولكنها بمثابة حلم يقظة لشاعر تجاوز سن الشباب ويحلم بفتاة مراهقة تحرضه على الحب على طريقة لوليتا وإن لا أنكر إنها شخصية واقعية التقى بها وهو يحتسى كأسا من النبيذ على حمام سباحة فوصفها ببراعته المعهودة :

وصف «الركبة الملساء.. والشفة الغليظة.. والنهد الذى يأمره بأن يتقدم إلى الأمام.. ولكنه رفع الراية البيضاء بلا قيد ولا شرط.. وإن دعاها إلى دخول مدينة جسده لتتصرف فيها بمن فيها كما تشاء.. خاصة بعد زجاجة من الفودكا الروسية تحيل ثقافته العاطفية صفرا.. وكأنها الأنثى الأخيرة».

هى «تقول إنها لم تبلغ العشرين بعد.. وأنها ما قاربت أحدا سوايا.. وأنا أصدق كل ما قال النبيذ.. وكل ما قالت مايا».. «تقول إننى الذكر الوحيد وأنا أصدق كل ما قاله النبيذ» ونصف ما قالت مايا».. «إنها مخربة وطيبة ماكرة وطاهرة.. وتحلو حين ترتكب الخطايا.. وحاضرة وغائبة».. «وتكرر أنها ما لمست أحدا سوايا وأنا أصدق كل ما قال النبيذ وربع ما قالت مايا».

مثل مايا قصائد عشق مفضوح كتبها نزار قبانى جعلت البعض يتصوره دون جوانا ولم يكن ذلك صحيحا بالمرة فهو لم يحب فى حياته التى وصلت إلى 75 سنة سوى ثلاث مرات أقواها حبه لزوجته الثانية بلقيس الراوى التى ماتت تحت أنقاض تفجير السفارة العراقية فى بيروت لتضيف إلى أحزانه مأساة أخرى مؤلمة بعد فقد ابنه توفيق موتا قبل أن يحصل على شهادة الطب فى جامعة القاهرة.

ليس كل ما ينتج الشاعر أو يخرج من الكاتب عاطفيا هو أمر واقع وغالبا ما يكون أمنيات يجسدها على الورق إذا ما عجز عن تحقيقها فى الواقع.

إن إحسان عبدالقدوس أكثر دعاة تحرير المرأة حماسا كان محافظا فى بيته وبقيت زوجته سيدة بيت وأما بعيدة عن حياته العامة.

اكتفى بنموذج المرأة الجريئة الشجاعة متجسدا فى أمه فاطمة اليوسف ولم يشأ أن يكرره فى حياته الخاصة.

وما أن تركت «روزاليوسف» فى منتصف إبريل عام 1998 حتى تواعدنا نزار قبانى وأنا على اللقاء فى دمشق مسقط رأسه الذى غاب عنه طويلا مفضلا بيروت الأكثر حرية عنه.. اتفقنا على أن يروى لى من أسرار حياته السياسية ما أخفاه بشرط أن نتكلم معا ونحن نتجول فى المدينة القديمة... خاصة حى «مئذنة الشمع» حيث ولد وتربى وكبر فيه وعاش مأساة شقيقته التى انتحرت كى لا تجبر على الزواج ممن لا تحب مما جعله يؤمن مبكرا بقضية المرأة رغم ما تعرض له من هجوم شرس استمر من رجال الدين عليه إلى ما بعد مماته.

وكان مبرره للإفراج عما فى صدره من خبايا أن التوقيت أصبح ملحا بعد أن نجا بأعجوبة من ثلاث أزمات قلبية مضيفا «ويستحيل أن تتركنى الأزمة الرابعة فهى امرأة من نوع خاص تعرف كيف تعانق الرجل حتى تظفر بروحه».

أما سر اطمئنانه لى فهو: «ثقته فى أننى لن أبيع ما سيكشف من ملفات تمس شخصيات حاكمة لمن يدفع ثمن دفنها قبل نشرها».

وقبل الموعد المحدد بأربعة أيام سافرت إلى دمشق أنا وصديقى رسام الكاريكاتير جمعة فرحات ونزلنا فى فندق شيراتون وتناولنا عشاء يوم الوصول فى بيت العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الذى اهتم بالقلم أكثر من اهتمامه بالسيف وكادت زوجته «أم فراس» أن تقضى علينا بطعامها الشهى الذى لا يقاوم طبقا بعد طبق.

وهبط نزار قبانى فى الموعد المحدد لكنه دخل دمشق من إحدى بوابات المطار الخلفية فى قرية البضائع محمولا فى تابوت بعد أن توفى فى لندن والمؤلم أن شيوخ مسجد ريجنت ستريت اختلفوا حول شرعية الصلاة عليه ولحق بهم شيوخ المنابر فى مساجد سوريا الذين هاجموه حيا وميتا ولكن ما توقفت عنده طويلا كان موقف السلطة السياسية الحاكمة فى سوريا فقد ضغطت على مصطفى طلاس المسئول الوحيد الذى استقبل جثمانه للإسراع بدفنه فى صمت.

لم أتصور كما سمعت همسا من صحفيين سوريين شباب أن السبب هو أن نزار قبانى سنيا مثله مثل مصطفى طلاس بينما النظام ينتمى للطائفة العلوية (الشيعية) ودللوا على ذلك بأن النظام أجل دفن جثمان سعد الله ونوس وهو واحد من أفضل كتاب المسرح السياسى فى العالم العربى حتى يجهز وداعا يليق به لأنه علوى مثل بشار الأسد.

وتحت سماء مفتوحة فى حى توما (قلب دمشق) قلت للصحفى والسيناريست حكم البابا: « نحمد الله أننا فى مصر لا نعرف مذهبنا الإسلامى إلا عندما نتزوج حين يعلن المأذون أن الزواج على مذهب أبى حنيفة النعمانى ولو ذكر اسم إمام آخر ما اعترضنا».

ولولا الحياء لوضع البابا يده على فمى حتى لا أكمل ما يخفينا وراء الشمس.

لكن ما أن خرج جثمان نزار قبانى من المسجد بعد الصلاة عليه إلى الشارع حتى فوجئ الجميع بأن دمشق كلها خرجت تودعه بعد أن استقبلت مشيعين يصعب حصرهم من خارجها وسجل الشاعر المتميز انتصارا وهو فى العالم الآخر على نظام يفرض الدين على طريقته الخاصة بالحديد والنار.

لقد علم نزار قبانى شعبه وأهله وناسه الحب وكان من الصعب عليهم أن يتنكروا له فى لحظاته الأخيرة على الأرض مهما كان الثمن.

ولا شك أن عدم علمانية النظام وتفرقته الواضحة بين المذاهب والطوائف فتحت عشرات الثغرات لتسلل الصراعات العرقية التى انتهت بحرب أهلية فى سوريا استمرت سنوات طويلة وقتل فيها نحو المليون شخص وهرب منها نحو عشرة ملايين آخرين وفقدت سوريا خلالها استقلالها الوطنى فقد أجبرت على استدعاء قوات إيرانية وروسية لحمايتها وفركت إسرائيل يديها فى سعادة فقد سقطت آخر قلاع المواجهة العربية ولو كانت مواجهة شكلية.

وطلبت من سلمى كركوتلى (زوجة حكم البابا) أن تأخذنى إلى بيت نزار قبانى الذى وصفه فى مذكراته بـأنه «قارورة عطور وخلية ثوار» واستجابت الصحفية المتميزة لطلبى ولكن المفاجأة أن البيت اشتراه رجل شيعى لم يسمح لنا بدخوله وإنما سمح فيما بعد للتنظيمات الشيعية بتحويله إلى معرض صور ولوحات فى ذكرى استشهاد الحسين فى كربلاء.

لكن الأهم أن القدر حرمنى من كتاب عن نزار قبانى وعدنى فيه بالبوح عما أخفاه طوال عمره من أسرار عرفها عن كبار السياسيين والنجوم فى العالم العربى.

وكنت سأضيف للكتاب ما بيننا من حكايات بجانب رسائل الفاكس المتبادلة والتى تحدث فيها بصراحة عن حياته العاطفية بما يخالف ما عرف عنه فلا هو شيد هرما من الحلمات ولا شق نهرا من شهوة النساء كما كتب فى قصائده.

وربما لا تتصور أنه خجول يحمر وجهه إذا ما واجهته امرأة بجرأة غير متوقعة مثلما حدث بعد أمسية شعرية فى بيروت عندما تقدمت إليه امرأة مثيرة طالبة منه توقيعه ليس على كتاب أو ورقة نقدية أو صفحة بيضاء وإنما فخذها الذى كشفته بسهولة أمام مئات من البشر.

وحدث مرة أخرى أن طلبت منه امرأة يصعب مقاومتها أن يغمض عينيه حتى تعطيه هدية بمناسبة عيد ميلاده ولإقناعه بالمفاجأة التى تخبئها له وضعت يديها خلف ظهرها ومثل طفل صغير أغمض نزار عينيه فهجمت المرأة على شفتيه تقبلهما بطريقة يصعب الفكاك منها لولا أن أبعدت عنه بالقوة.

وربما كانت اللحظات الأشد ألما بالنسبة إليه تلك التى عاشها بعد صدمة هزيمة يونيو فقد ظل صامتا لا يكلم أحدا ثلاثة أيام لم يقرب خلالها الطعام ولم يدخل جوفه سوى دخان السجائر والنبيذ الأحمر ليخرج بعدها بقصيدته «هوامش على دفتر النكسة» التى حولته فى لحظة واحدة «من شاعر يكتب الحب والحنين إلى شاعر يكتب بالسكين».

واعترف أنه فى تلك القصيدة شرح قبل غيره الأسباب الحقيقية للهزيمة بصياغة شعرية حزينة:

(1) «إذا خسرنا الحرب فلا غرابة لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقى من مواهب الخطابة بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والزمارة».

(2) «خلاصة القضية توجز فى عبارة لقد لبسنا ثوب الحضارة والروح جاهلية».

(3) «يوجعنى أن أسمع الأنباء فى الصباح يوجعنى أن اسمع النباح».

(4) «ما دخل اليهود من حدودنا وإنما تسللوا مثل النمل من عيوبنا».

(5) «يا سيدى السلطان لقد خسرت الحرب مرتين لأن نصف شعبنا ليس له لسان ما قيمة الشعب الذى ليس له لسان؟ لقد خسرت الحرب مرتين لأنك انفصلت عن قضية الإنسان».

وأتحدى أن ينكر أحدا من علماء السياسة وخبراء الاستراتيجية أن توصيف نزار قبانى كان شديد الدقة كما أنه سبقهم فى التوصل إليه.

بل إن تفسير جمال عبدالناصر للهزيمة لم يخرج عن رؤية نزار قبانى وإن لم نعرفها إلا بعد خمسين سنة على الهزيمة عندما حصلت من هدى عبدالناصر على نسخة من محاضر الاجتماعات السرية التى عقدها عبدالناصر بعد الهزيمة مع القادة العرب وأعضاء اللجنة التنفيذية العليا ومجلس الوزراء واعترف فيها بأن الثقة طردت الكفاءة من اختيارات المسئولين الكبار وأن الأجهزة التى منعت الناس من كشف الأخطاء أخرست المجتمع وضللت النظام وأعمته عن رؤية الحقيقة فاندفع إلى هاوية سحيقة لم يخرج منها سالما.

وما أن نشرت القصيدة حتى رحنا ننسخها بالكربون ونحن طلبة فى الجامعة لتصبح منشورا سريا يقبض على من يحمله بل أكثر من ذلك منع نزار قبانى من دخول مصر ومنعت أغانيه فى الإذاعة وهو ما ضاعف من حزنه فكتب رسالة إلى عبدالناصر برر فيها قصيدته بتوجعه من الهزيمة مثلما توجع العرب جميعا بمن فيهم عبدالناصر نفسه وحمل الرسالة رجاء النقاش إلى هيكل لتوصيلها إلى عبدالناصر الذى قدر حالة نزار قبانى وسمح بإعادة أغانيه إلى الإذاعة.

والمؤكد أن نزار قبانى كان يحب عبدالناصر وكتب بعد وفاته أكثر من قصيدة عنه وذات مرة قال لى: «إنه سيأتى إلى القاهرة لزيارة قبرين أحدهما مطرب هو عبدالحليم حافظ والآخر زعيم هو جمال عبدالناصر».