الحمى الروماتيزمية التهاب بلعوم ومفاصل

الحمى الروماتيزمية ما هى إلا رد فعل مناعى يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين، بجرثوم يدعى المكورات السبحية وتصيب أيضا المفاصل بالالتهاب هذا ما يوضحه دكتور أحمد السواح أخصائى القلب بالمعهد القومى للقلب، قائلا: إن القلب يحتوى على العديد من الأنسجة الضامة التى يصيبها المرض نتيجة للتشابه الشديد بينها وبين تركيب البكتريا ، وخاصة الصمامات، وتنتج الالتهابات فى الصمامات عندما يُكوّن جسم الإنسان أجساما مضادة لمحاربة البكتريا ، فهو بالتالى يقوم بمحاربة الأنسجة الضامة، ومنها صمامات القلب، وتصيب الأطفال عادة ما بين 5 - 15 سنة. وتبدأ علامات الحمى الروماتيزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين، وقد تحدث بعد أسبوع واحد. وتسبب ارتفاعا فى الحرارة وآلاما وانتفاخا فى عدد من المفاصل، وتبدو المفاصل المصابة حمراء، منتفخة، ساخنة ومؤلمة عند الحركة، ويبدو المريض متعرقا وشاحبا، وعادة ما تختفى علامات الالتهاب فى المفاصل بعد 42 - 48 ساعة، ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخرى بالالتهاب.

وأكثر المفاصل إصابة هى مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين. ونادرا ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين. وإذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب، ولهذا فقد تمر الحالة دون تشخيص.

أما إذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا، وقد يشكو المريض حينئذ من ضيق النفس عند القيام بالجهد، أو حينما يكون مستلقيا على السرير، كما قد يظهر انتفاخ فى الساقين.

وإذا لم تعالج نوبات الحمى الروماتيزمية أو تكرر حدوثها، ازداد خطر حدوث إصابة فى صمامات القلب، حيث يحدث تليف فى صمامات القلب مما يؤدى إلى حدوث تضيق أو تسرب فيها، وفى الغرب تحدث إصابة الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية، أما فى العالم ال ثالث، فتحدث الإصابة القلبية بصورة مبكرة جدا. وتعالج الحمى الروماتيزمية بالراحة التامة فى الفراش إلى أن تختفى الحمى تماما، ويعود عدد ضربات القلب وتخطيط القلب وسرعة الترسيب إلى وضعها الطبيعى، ويعطى المريض حبوب الأسبرين، وقد يحتاج الأمر إلى إعطاء حبوب الكورتيزون، إذا ما عولج التهاب اللوزتين أو البلعوم الناجم عن المكورات السبحية معالجة صحيحة، وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية، كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسل ين الطويل المفعول عضليا وبشكل متواصل لمنع حدوث أية هجمات من الحمى الروماتيزمية.