منال لاشين تكتب: المتحدث باسم البرلمان أكد انفراد "الفجر": دمج الأحزاب يفجر الخلاف بين مؤسسات الدولة
مسئولون يرفضون المساس بمستقبل وطن وحماة الوطن والأمن: كثرة الأحزاب بركة
نعرف فى «الفجر» قيمة الكلمة وشرف المهنة ونحاول أن نصل إليك بكل ما يدور فى الكواليس المغلقة دون تهوين أو تهويل. وهذا ما حدث الأسبوع الماضى عندنا فتحت «الفجر» الملف الساخن والشائك.ملف دمج الأحزاب. أكدنا أنه لا يوجد مشروع قانون بشأن الدمج وأن كل ما نطرحه هى أفكار عامة وخطوط عريضة داخل وخارج البرلمان. وتورطت بعض الصحف والمواقع الكبرى بالحديث عن قانون دمج الأحزاب. وخرج المتحدث الرسمى للبرلمان النائب صلاح حسب الله يؤكد انفرادنا فى برنامج هنا العاصمة. قال النائب: إن كل ما يتعلق بدمج الأحزاب هو مجرد أفكار داخل وخارج البرلمان. وأكد النائب ما نشرته «الفجر» أن بعض النواب داخل ائتلاف دعم مصر يعارضون التحول إلى حزب. إلى هنا انتهى كلام المتحدث الرسمى للبرلمان.
وعملية دمج الأحزاب لا تزال تثير الجدل وربما الخلاف بين عدد من مؤسسات الدولة السيادية والأمنية. فهناك مسئولون ساندوا قيام بعض الأحزاب. وهؤلاء المسئولون يرفضون أن تختفى هذه الأحزاب أو تندمج مع أحزاب أكبر وأعرق. ومن أكثر الأحزاب التى تثير هذا الخلاف حزبا حماة وطن ومستقبل وطن.
ومن ناحية أخرى فإن معيار اختيار الأحزاب المعرضة للدمج يثير خلافا آخر. فالبعض يأخذ بمعيار الأقدمية ولذلك يريد هذا الفريق استمرار الأحزاب التى عملت قبل ثورة 25 يناير مثل التجمع والناصرى والغد وذلك على الرغم من انخفاض تمثيل هذه الأحزاب فى البرلمان أحيانا، وفشل بعضها فى الوصول للبرلمان حينا أخرى.بينما نجحت أحزاب جديدة مثل حماة وطن ومستقبل وطن والمصريين الأحرار حصدت نسبا مرتفعة فى مقاعد البرلمان. ورسميا حزب الوفد مستمر وقد يقبل أن تندمج بعض الأحزاب الصغيرة تحت عباءته.
ثمة صراع آخر يتصل بالفكرة نفسها وبقصة دمج الأحزاب. فهناك جهة أمنية ترفض فكرة الدمج من أساسها؟ وترى أن كثرة الأحزاب بركة، وذلك بتعبير أحد قيادات الجهة. فأحيانا يتطلب المشهد السياسى أو الداخلى مواقف مؤيدة أو معارضة من هذه الأحزاب، وتضطر الجهة للتعامل مع عدد كبير من هذه الأحزاب الصغيرة لدعم بعض مواقف الدولة المصرية. ولذلك لا ترحب هذه الجهة بفكرة دمج الأحزاب، وبالأحرى لا تؤيد هذه الجهة السعى لتقوية ودعم الحياة الحزبية. ولا ترى أن هذه الأحزاب الصغيرة تؤثر سلبا على مصالح الدولة المصرية فى أى شىء. ففى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم تتقدم الأحزاب الكبرى أو الأحزاب ذات التمثيل الجيد فى البرلمان للترشح فى الانتخابات الرئاسية، وخافت أن تخوض الانتخابات.بينما تقدم للمنافسة حزب صغير وليس له نواب بالبرلمان للترشح وهو حزب الغد. ولذلك ترى الجهة الأمنية أن حكايات دمج الأحزاب لن تجلب سوى وجع الدماغ للدولة واتهام الحكومة بأنها تتدخل فى شئون الأحزاب وتقوم بتفصيل الحياة الحزبية على مقاسها أو بالأحرى مزاجها.
والاتهام الأخير بدأ يتردد بالفعل مع بداية انطلاق أفكار دمج الأحزاب. ولكن الأهم من هذا الاتهام اتهام آخر. فالحكومة بتضييقها على الأحزاب ومطاردتها لأعضاء وقيادات الأحزاب تغلق الباب أمام أى تطوير للحياة الحزبية.