انتفاضة سياسية وبرلمانية بعد العدون الثلاثي على سوريا: بلطجة دولية
تسبب الضربة العسكرية من قبل القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية لعدد من المواقع في سوريا في عملية أدعى الغرب أنها جاءت لمعاقبة دمشق على شنها هجوما كيميائيًا مزعومًا في دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع في إثارة غضب الأحزاب والبرلمانيون المصريين مؤكدون أن إسرائيل المستفيد الأول من الأوضاع داخل سوريا.
الضربة
الأمريكية تعاقب الشعب السوري
أكدت
لجنة الشئون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال، أن الاعتداء العسكرى والمتمثل
فى الضربات الجوية والصاروخية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الأراضى السورية
بمزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية فى دوما، إنما يمثل خرقًا واضحًا للمواثيق والقوانين
الدولية، ولاسيما وأن مجلس الأمن لم يصدر قرارًا بعد فى هذا الشأن ولم يجر تحقيقًا
حتى الآن لتوضيح من المتسبب فى استخدام تلك الأسلحة المحرمة دوليًا.
وأضاف
اللجنة، أنه إذا كنا ندين استخدام أية أسلحة غازية أو كيماوية أو بيولوجية، لاسيما
ضد المدنيين ونرفض أن يقوم أى طرف باستخدامها، إلا أننا وبنفس القدر ندين أى تعدى على
السيادة الوطنية لسوريا وتابعت :"أن تصفية الحسابات بين القوى العظمى فيما بينها
أو مع القوى الإقليمية الأخرى لا يجب أن تتخذ من سوريا مسرحًا لها، فالشعب السورى هو
الذى يدفع الثمن من دمائه، وأن تلك الضربة العسكرية لن تعالج أو توقف استخدام الأسلحة
الكيماوية، ولن تعاقب سوى الشعب السورى الشقيق وتزيد من معاناته المستمرة، كما أنها
تفتح الباب لمزيد من الصراعات المسلحة داخل سوريا".
إسرائيل
المستفيد الأول من الأوضاع داخل سوريا
كما
أعرب المتحدث باسم البرلمان الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية ووكيل لجنة القيم
بالمجلس عن أسفه الشديد حيال استخدام القوة لحل الأزمة السورية، مشيدًا بالموقف المصري
الذي أعربت فيه مصر عن بالغ قلقها من التصعيد العسكرى الراهن على الساحة السورية، لما
ينطوى عليه من آثار على سلامة الشعب السورى الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات
حول تحديد مناطق خفض التوتر.
وأعلن
"حسب الله"، رفضه القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دوليا على الأراضى السورية،
مطالبا بإجراء تحقيق دولى شفاف فى هذا الشأن وفقا للآليات والمرجعيات الدولية، مطالبا
القمة العربية بالرياض بأن تتخذ موقفا موحدا للتضامن مع الشعب السورى الشقيق فى سبيل
تحقيق تطلعاته للعيش فى أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه،
من خلال توافق سياسى جامع لجميع المكونات السياسية السورية بعيدا عن محاولات تقويض
طموحاته وآمال.
كما
طالب المجتمع الدولى والدول الكبرى بأن تتحمل مسئولياتها فى الدفع بالحل السلمى للأزمة
السورية بعيدا عن الاستقطاب، والمساعدة فى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين
والمتضررين من استمرار النزاع المسلح.
لا بد
من اتخاذ موقف موحد بشأن سوريا
وقال
النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار بمجلس النواب ورئيس
لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن التاريخ أثبت أن استخدام القوة لحل المشكلات هو أسلوب
فاشل ولا يؤدي إلا إلي المزيد من الدمار والقتلى والجرحى والدليل على ذلك ما حدث من
قبل في العراق وليبيا والآن في سوريا، مشيرًا إلى رفضه القاطع لاستخدام القوة لحل الأزمة
السورية.
وأشاد
"عابد" بالموقف المصري الذي أعربت فيه مصر عن بالغ قلقها من التصعيد العسكري
الراهن على الساحة السورية، لما ينطوى عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق،
ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر، مُطالبًا القادة والزعماء
العرب في قمة الرياض العربية باتخاذ موقف موحد تجاه الأزمة السورية يكفل الحل السلمي
لها والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والشعب السوري الشقيق لأنه الضحية الأولى
لما يدور داخل سوريا.
وأكد
على ضرورة المصارحة الحقيقية بين الدول العربية والاستجابة الفورية لمبادرة الرئيس
عبد الفتاح السيسى لإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر والمؤامرات
التي تواجه الدول العربية.
العدوان
الثلاثي على سوريا "بلطجة دولية"
وأدان
النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، وعضو مجلس النواب عن حزب
المصريين الأحرار، العدوان الثلاثى على سوريا بقيادة أمريكا ومشاركة فرنسا وبريطانيا،
واصفا إياه بالبلطجة الدولية والانتهاك السافر للقوانين والمواثيق الدولية.
وأوضح
رضوان، أن الدول الثلاث لها مطامع على الأراضي السورية تسعى لتنفيذها من وراء العدوان،
كما تسعى لبسط نفوذها وإضعاف الجيش العربي السوري وإسقاط سوريا كما سقطت العراق من
قبل على يد أمريكا، متوقعا فشل هذا العدوان قريبا خاصة في ظل الرفض الروسي والعربي.
وطالب
رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بالتحرك الفوري من قبل جامعة الدول العربية للقيام بدورها
في حماية المنطقة من أي انتهاك أو عدوان خارجي، مشددا على ضرورة وجود وقفة دولية حاسمة
من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة لردع هذه التجاوزات، مشيرًا إلى أن وصف الوضع في
سوريا بالحرب الباردة أو العالمية الثالثة "مبالغ فيه"، مؤكدا أن الأزمة
السورية سيتم تسويتها خلال الأشهر المقبلة.
الهجوم
على سوريا خارج الشرعية الدولية
وندد
المهندس على قرطام نائب رئيس حزب المحافظين للشئون الخارجية، بشدة الهجوم على دولة
سوريا الشقيقة وهى دولة ذات سيادة وعضو في مجلس الأمن الدولي، موضحًا أن ما يحدث يعتبر
استباقا لنتائج التحقيقات من اللجنة المشكلة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والتى
تبدء أعمالها اليوم في سوريا.
وأكد
قرطام، على أن هذا الاعتداء الغاشم خارج الشرعية الدولية ويعصف بمصداقية مجلس الأمن
ويمثل إهانة للمجتمع الدولى ككل ويمثل منعطفا خطيرا فى أساسيات التعامل الدولى، ويبعث
برسالة واضحة أن مجلس الأمن أصبح غير ذى جدوى على الأرض ولا يمثل الحماية الدولية لأى
من أعضائه وينقل رسالة واضحة أن منطق الغطرسة وفرض الأمر الواقع بالقوة وهو المنهج
الجديد فى التعاملات والعلاقات الدولية.
العدوان
على سوريا انتهاك للقانون الدولي
وقال
الفريق جلال الهريدى، رئيس حزب حماة الوطن، إن الحزب يرفض العدوان الثلاثى ضد دولة
عربية شقيقة، والذى يتم خارج موافقة الامم المتحدة ومجلس الأمن، لتكون سوريا مسرحا
لقتال الكبار على حساب المدنيين من الأطفال والنساء.
وأكد
رئيس الحزب أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكا للقانون الدولى والمواثيق والمعاهدات الدولية،
لأن الأمم المتحدة لم تقر هذه العمليات ضد سوريا وهذا يعمل على عرقلة عمل لجنة التحقيق
المشكلة من الأمم المتحدة لتحديد المسؤولية عن استعمال الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين
فى مدينة دوما السورية، مشيرا الى أن نفس الاكاذيب التى تقودها الدول المعتدية على
سوريا هى نفسها التى ادعتها أثناء الاعتداء على العراق، متابعا أنها نفس الذرائع والأكاذيب
حول وجود أسلحة كيماوية بسوريا كما ادعوا بوجود أسلحة فى العراق وما اشبه اليوم بالبارحة
ونفس الذرائع التى يحاول من خلالها القوى المعتدية على مقدرات الشعوب مستمرة فى استهداف
سوريا.
وأشار
"الهريدى" إلى أن قرار المشاركة الإنجليزية يأتي منفردا من رئيسة الوزراء
تيريزا ماى لعدم وجود دورة انعقاد للبرلمان البريطانى ويأتى للتغطية على كذب الادعاءات
الإنجليزية ضد روسيا فى قضية العميل المزدوج سكريبال.