الطبيب الذكي" يقطي علي نقص الأطباء في الصين
حينما تمرض لن تكون في حاجة لزيارة الطبيب طالما مازلت متصل بشبكة الإنترنت، فهناك جيش هائل من الأطباء الروبوت يجري نشرهم في العديد من الدول حاليا للعمل كأطباء، وتخدمة ملايين البشر، خاصة في ظل مشكلة نقص الأطباء الحاد الذي تعاني منه الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، ويبدو أن الصين ستكون الدولة الأولى عالميا التي تتوسع في تطبيق تلك التجربة المثيرة للاهتمام.
وحسب ما ذكرته صحيفة الشعب الصينية، أطلق المستشفى الثاني بمقاطعة جوانجدونج برنامجا طبيا يطلق عليه "الطبيب الذكي"، والذي يقدم خدمة تشخيص الأمراض ودفع التكاليف على الإنترنت دون الحاجة إلى جهد الذهاب إلى المستشفيات وقضاء الكثير الوقت في الانتظار، ويمكن للبرنامج الطبي الذي يعمل عن طريق الإنترنت تشخيص أكثر من 200 نوعا من الأمراض بدقة تصل إلى أكثر من 90%. وباستخدام الـ"وي تشات"، تطبيق الدردشة الأكثر شعبية في الصين، يمكن للمستخدمين الحصول على تشخيص طبي من خلال الحساب العام للمستشفى، حيث يقوم برنامج "الطبيب الذكي" بعرض سلسلة من الأسئلة على المريض، في محاولة للتشخيص الذاتي، من ثم يقدم البرنامج بعض توصيات والإرشادات الطبية استنادًا إلى إجابات المريض. ولم يقتصر دور "الطبيب الذكي" على تقديم الخدمة للمرضى فقط، بل يساعد الأطباء أيضًا خلال عملية العلاج.
حيث يمكن للأطباء مراجعة التاريخ الطبي للمريض واتخاذ الاقتراحات الطبية المقدمة من هذا البرنامج الذكي، الأمر الذي من شأنه رفع فاعلية العمل وتخفيض نسبة الأخطاء عند التشخيص. وعلى سبيل المثال، كان الطبيب يستغرق ما بين 5 و10 دقائق لتشخيص المريض في الماضي، في حين يمكن أن يترك اليوم مهمة التشخيص إلى هذا البرنامج الذكي، ويركز على فحص المريض مباشرة، ما يساعد على حفظ 50% من الوقت المطلوب للعلاج. وحسب الصحيفة، كانت قد وضع مجلس الدولة الصيني استراتيجية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، بهدف تنمية الصناعات الأساسية للذكاء الاصطناعي في البلاد إلى أكثر من 1 تريليون يوان (150 مليار دولار، بزيادة 100 مرة عن رقم في عام 2016)، لتجاوز أكثر من 10 تريليونات يوان بحلول عام 2030. وتستهدف الصين بحلول عام 2020، أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تشخيص أكثر من 95% من الأمراض الشائعة، المرتبطة بالمخ والرئتين والعين والعظام ونظام القلب والأوعية الدموية.
ولدى الصين حاليًا نحو 2.3 طبيب لكل 1000 شخص، مقارنة مع 4.25 في سويسرا و2.83 في المملكة المتحدة، في حين أن سرعة شيخوخة السكان أيضًا تضيف المزيد من الضغط إلى نظام الرعاية الصحية في البلاد.