"أوقاف الإسكندرية" تُطلق قوافل دعوية في المساجد إحتفالا بذكرى الإسراء والمعراج

محافظات



تشهد مساجد محافظة الإسكندرية، اليوم الجمعة، عملا دعويا مكثفا فى ذكرى الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وذلك تحت رعاية الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية.

حيث نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية، قافلة دعوية كبرى صباح اليوم لأداء خطبة الجمعة بمساجد إدارة أوقاف العجمى والدخيلة تحت عنوان "دروس وعبر من الإسراء والمعراج"، وكذلك إفتتاح مسجد الأسمنت الكبير بوادى القمر بحضور قيادات الدعوة بالمديرية والشيخ عبد السلام رزق مدير إدارة أوقاف العجمى والدخيلة.

كما تقيم مديرية أوقاف الإسكندرية عقب صلاة المغرب إحتفالا كبيرا بذكرى ليلة الإسراء والمعراج بمسجد العارف بالله سيدى أبى العباس المرسى، بحضور الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، وجميع القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية والدينية، وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف بتسليط الضوء على أبرز الدروس المستفادة من تلك الذكرى العطرة.

وقال العجمى إن أهم الدروس المستفادة من تلك الذكرى المباركة أن الإيمان برحلة الإسراء والمعراج جزء من عقيدة المسلم، ذلكم أنه إحدى المعجزات التي أيد الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام، والإيمان بالمعجزة جزء من العقيدة الإسلامية، وهو امتحان لإيمان المؤمنين وارتياب المنافقين، ولهذا ارتد من ارتد عن الدين لضعف إيمانهم وقلة يقينهم، وفاز بالصدق والصديقية أبو بكر رضي الله عنه فسمي صديقًا، لإيمانه وتصديقه الجازم بمعجزة الإسراء والمعراج، وهكذا الصحابة الكرام ممن امتحن الله قلوبهم بالتقوى، ففازوا بالإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة.

وتابع: "تبين لنا جميعا لطف الله تعالى بعباده، ونصرته لأوليائه والدعاة إلى سبيله، فقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد أن اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأذى؛ تكريمًاُ من الله تعالى لهم، وتجديدًا لعزيمتهم وثباتهم على الدين، وثقتهم بالله رب العالمين".

وأكد وكيل أوقاف الإسكندرية، على أنه من أهم الدروس المستفادة من تلك الرحلة المباركة هو فرض الصلاة لأن فيها دلالة على عظم شأنها، فقد اختصها الله من بين العبادات بأن تفرض في السماء عندما كلم رسوله صلى الله عليه وسلم بدون واسطة، ولقد شرعت الصلاة عباد الله لتكون معراجا ترقى بالناس كلما تدنت بهم شهوات النفوس وأعراض الدنيا، وأكثر الناس اليوم لا يصلون الصلوات التي شرعها الله، فصلاتهم لا حياة فيها ولا روح، إنما هي مجرد حركات جوفاء، لأن علامة صدق الصلاة أن تعصم صاحبها من الوقوع في الخطايا، وأن تخجله من الاستمرار والبقاء عليها إن هو ألم بشيء منها.

وإن من لطف الله تعالى بعباده أن خفف عنهم الخمسين صلاة على يد محمد صلى الله عليه وسلم وبمشورة موسى عليه السلام حتى بلغت خمس صلوات في اليوم والليلة، فلله الحمد لله والمنة أن خفف عنا، وأثبت لنا أجر الخمسين، والويل لمن نقص من هذه الخمس، فلم يأت بها كاملة في أوقاتها، وفي بيوت الله كما أمر الله.

وأوضح العجمى أن مقام العبودية هو أعلى مقام للبشر وأن من علو قدر النبي- صلى الله عليه وسلم - عند ربه أنّ الله تعالى لا يخاطبه باسمه وإنما يخاطبه بوصف النبوة والرسالة، مشددا على أن الثبات على الحق والتزام المبدأ هو من أهم الدروس المستفادة ويتضح ذلك من المشهد الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم لماشطة ابنة فرعون.

واختتم العجمى حديثه قائلا:"ومِن ذِكْرى الإسراء والمعراج يجب ألاَّ ننسى أنَّ القدس وديعةُ سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لكلِّ المسلمين، ففي درج البيان الذي يَشرحُ التاريخَ رسالةٌ هامَّةٌ لكلِّ مسلم: أنَّ عليه واجبًا نحوَ البيت المقدس أيًّا كان موقعُه وموضعُه، وفحواها، وأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد صلَّى إمامًا بالأنبياء في المسجد الأقصى، وهذا معناه أنَّ مقام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا يَعدِلُه مقام، وكذلك يجب أن تكون أمَّتُه، وفيه الإشارة أيضًا إلى أنَّ هذا المسجد المبارك قد تمَّ ضمُّه إلى أخويه: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ليتبوَّأَ مكانَه اللاَّئق به ضِمنَ مقدَّسات المسلمين".