رامي المتولي يكتب: أفلام مرشحة للمشاهدة فى مهرجان الإسماعيلية
التفاصيل التى تحملها الدورة الـ 20 من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة تنبئ بدورة قوية وطموحة تحمل طابعا خاصا رسم ملامحه رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا مع رئيس المركز القومى للسينما -المنظم للمهرجان- دكتور خالد عبد الجليل والمدير الفنى الناقد أندرو محسن، ثلاثة أسماء تعاونت وخططت لتخرج إلى النور دورة مختلفة لا تتطلع فقط إلى المستقبل لكنها أيضًا تقف على أرضية تاريخ المهرجان الصلبة وتستمد منه ما يعطيها دفعة للأمام، خطوات ربما تبدو صغيرة بداية من قرار عبد الجليل بفصل منصب رئيس المركز عن رئيس المهرجان واضعًا ثقته فى زكريا الذى اختار بدوره ناقدا شابا نابغا ليكون مديرًا، وبهذا تتعدد الرؤى والخبرات فى قيادة المهرجان متعاونين مع عشرات الأسماء الأخرى، ليكون الملمح الأساسى فى هذه الدورة هو الفن والتاريخ.
الاحتفاء بالفن بشكل عام هو خيط رئيسى رفيع سيطر على اختيارات الأفلام فى هذه الدورة أفلام هى: «مرايا الشتات» للمخرج قاسم عبد، «آلات حادة» للمخرجة نجوم الغانم، «بلا خيوط» للمخرج أنجليوس كوفوتسوس من مسابقة التسجيلى الطويل و«السر العربى» للمخرجة جوليا جروسزك، «نغمة الإخلاص» للمخرج فارون تشونال، «الحلم: موراكامى» للمخرج نيتش أنجان، «جلود آن» للمخرجة كلود جرونسبان من مسابقة التسجيلى القصير و«دعاء» للمخرج محمد شيروانى من مسابقة الروائى القصير، «مكتشف المواهب» للمخرج خوسيه هيريرا، «وودى ووودى» للمخرج جاومى كاريو من مسابقة أفلام التحريك يتناولون بشكل مباشر الفنانين وإبداعتهم ومعاناتهم، ويناقشون سواء أركان إبداعهم أو معاناتهم النفسية أو حتى اكتشاف أحدهم أن له ابنًا كما الحال مع المغنى إلهام مدفعى فى «السر العربى».
لا يوجد فيلم مصرى فى مسابقة التسجيلى الطويل، لكن هناك أفلاما مميزة فى فروع أخرى «آخر من يغادر ريو» للمخرج أسامة عياد فى مسابقة الوثائقى القصير والذى تدور تفاصيله فى رحاب سينما «ريو» فى بورسعيد التى مازالت تتعلق بالماضى هى ومشغل أفلامها، و«ماذا تفعل قبل منتصف ليل 1 أغسطس 2016؟» للمخرج عمر نايف فى مسابقة الروائى القصير والذى يقدم فى 4 دقائق الكثير من التفاصيل المكثفة عن علاقة الزواج فى مصر فى إطار فانتازى. هناك أفلام أخرى تحمل رؤى فنية مختلفة تستحق الوقوف أمامها بشكل قوى على رأسها فيلم «الكل إلى الجزء» فى مسابقة الوثائقى القصير للمخرج الإيرانى فاهيد حسينى نامى والذى يحتك بشكل مباشر مع السياسة والمد الثورى الذى طال العالم بشكل أو بآخر منذ العقد الثانى من الألفية الجديدة، سرد غير تقليدى للفيلم الوثائقى محوره هو تمثال لطاغية سقط، أما «تشويش» فتتخذ مخرجته اللبنانية فيروز سرحال حدثا كرويا مهما مدخلا لسرد مؤثر فى المنطقة العربية وصراعها مع إسرائيل فى فيلم تقريبًا بلا حوار سوى صوت المعلق الكروى.
«البرنامج الذهبى» هو ركن أساسى فى المهرجان من خلاله يعرض أكثر من 45 فيلم حازت على جوائز المهرجان خلال الـ20 عامًا الماضية بعضها مصرى أصبح مخرجوه أسماءً لامعة كمروان حامد وشريف البندارى وهبة يسرى، الأول يعُرض فيلمه «لى لى» الحائز على جائزة لجنة التحكيم فى مسابقة الافلام الروائية القصيرة- الدورة الخامسة عام 2001، والثانى يعُرض فيلمه القصير «صباح الفل» بطولة هند صبرى الحائز على جائزة لجنة التحكيم فى الدورة العاشرة 2006 ، أما هبة فيعرض فيلمها الروائى «عشق آخر» الذى حاز على شهادة تقدير فى الدورة الـ 11 عام 2007، هذا إلى جانب وجودها ضمن أعضاء لجنة التحكيم التى تضم أسماء أخرى حازت أفلامهم على جوائز المهرجان فى دوراته السابقة.
يضم البرنامج الثرى أيضًا أفلامًا لأسماء لامعة على المستوى العربى: مى المصرى وفيلمها «أحلام المنفى»، محمد الدراجى وفيلمه «الحب والحرب والله والجنون»، مهدى فليفل وفيلمه «عالم ليس لنا»، ويحتفى بالمصريين فى الخارج: تهانى راشد وفيلمها «البنات دول»، نمير عبد المسيح وفيلمه «العذراء والأقباط وأنا»، سمير –المكرم الرئيسى فى المهرجان مع الراحل على أبو شادى- وفيلمه «أنسَ بغداد»، أهمية هذا البرنامج لا تنحصر فقط فى التعددية ولا التنوع من حيث الأفلام والمخرجين فقط ولكن فى التوثيق لتاريخ المهرجان، فالعمل لجمع شمل الفائزين السابقين وأفلامهم وتأليف لجنة تحكيم منهم وإقامة جسر للتواصل بين جيل جديد يتابع المهرجان ويتواصل مع جيل سابق أو التعرف على محطات انطلاق الجيل الحالى من الفنانين بخلاف إعادة كتابة التفاصيل الدقيقة للمهرجان فى الـ20 سنة الماضية من خلال كتاب الاحتفالية، هو محاولة طموحة تحسب للمهرجان ككل، حيث يعانى أغلب المهتمين بالسينما من غياب المواد المعلومات وعدم توثيقها بشكل جيد ودقيق، إعادة عرض الأفلام مع كتاب الاحتفالية يضع فى ذاكرة من لم يعاصروا المهرجان فى الماضى تفاصيله الحية التى شهدها الكثيرون من جيل الأساتذة ومن تلاهم، فكرة عصام زكريا الرئيسية فى أن يعيد كتابة التاريخ بغرض التدقيق والتوثيق ليس فقط فيما يتعلق بالمهرجان ولكن أيضًا فيما يتعلق بالنقد خاصة أن العديد من رؤساء المهرجان هم فى الأساس نقاد وباحثين سينمائيين هاشم النحاس، على أبو شادى بخلاف من تعاونوا مع المهرجان من نقاد، لذلك على جانب آخر يوثق المهرجان ملامح الحركة النقدية فى مصر سواء من خلال كتاب «على أبو شادى.. فى رحاب السينما والثقافة» لمحمود عبد الشكور، أو كتاب «سمير فريد وتأسيس النقد السينمائى العربى» بعد أن قدم فى المهرجان فى العام الماضى كتابا عن الكبير هاشم النحاس، ومع استمرار المهرجان على هذا النهج سنجد حلقة متصلة من الكتب الموثقة عن حال وأهل النقد فى مصر فى سلسلة كتب تضم كما هائلا من المعلومات والتفاصيل نفتقدها فى الوقت الحالى.
