خبراء عن اقتراحات دمج الأحزاب: إحياء للحياة السياسية.. ولكن الأمر ليس سهلاً

تقارير وحوارات


"الأحزاب كثيرة ويجب أن تدعوهم للدمج من أجل زيادة قدراتهم".. هكذا دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحزاب السياسية للدمج خلال لقائه مع مُمثلي عدد من وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية على هامش منتدى شباب العالم الذي عقد بالشهور الماضية، ومن بعدها اقترح عدد من السياسيين فكرة الاندماج بدلاً من كونها كتل منفصلة عن بعضها البعض ولم يكن لها تأثير على الواقع السياسي المصري.

 

اندماج الأحزاب إحياء للحياة السياسية من جديد

من جانبه، قال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يتواجد في مصر ما لا يقل عن 104 حزب قانوني ومُشهر ولم يظهر هذا العدد الضخم في ممارسة العمل السياسي الحقيقي على أرض الواقع.

 

وأضاف الشهابي، أن ضخامة عدد الأحزاب في مصر مع عدم عملها سياسيًا تصدر صورة سلبية للغاية أمام المجتمع الدولي عن مصر، مُؤكدًا أنه مُؤيد مُقترحات دمج الأحزاب مع بعضها البعض وفقًا لأيدلوجيات كل كتلة حزبية، مُشيرًا إلى أنه في أغلب دول العالم يكون عدد الأحزاب بداخلها لا يزيد عن 9 أحزاب فقط.

 

كما أكد رئيس حزب الجيل، أن تقليص عدد الأحزاب السياسية في مصر وفقًا للاندماجات سيساهم في إحياء العملية السياسية من جديد بالبلاد، مشيرًا إلى أن لابد من اندماج التيارات الليبرالية مع بعضهم البعض والتيارات اليسارية مع بعضهم البعض والتيار الوسطي مع بعضه البعض.

 

لا لدمج للأحزاب الدينية

وفي نفس السياق، قال الدكتور أيمن حسن نائب رئيس حزب الغد، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن الحزب بقيادة المهندس موسى مصطفى موسى المرشح الرئاسي السابق أعلن دعمه لمُقترح اندماج الأحزاب.

 

وأضاف حسن، أنه من المُستبعد أن يكون هناك اندماجات مع الأحزاب السياسية ذات الطابع الديني، مُؤكدًا أن الحزب قبل عقد الانتخابات الرئاسية اقترح فكرة اندماج الأحزاب ذات الأيدلوجيات المُتقاربة فكريًا وسياسيًا، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة ستساهم في تقدم الحياة السياسية بمصر.

 

كما أكد نائب رئيس حزب الغد، أن اندماج الأحزاب أمرًا ليس سهلاً كما يتصور ويعتقد البعض من حيث الإجراءات القانونية لأن كل حزب لن يقبل بالتنازل عن اسمه وعن وضعه.

 

سياسة الدول الديمقراطية

من جانبه، أشاد المهندس ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد للشئون البرلمانية والسياسية، بدعوة دمج الأحزاب وأكد أن دمج الأحزاب سيؤدي إلى إحياء الحياة السياسية والحزبية في الشارع المصري وفرز العديد من القيادات الحزبية القادرة على المشاركة قي قيادة الدولة.

 

وأوضح قورة، أن دمج الأحزاب السياسية سيكون عن طريق التقارب بين الأحزاب التي تحمل مرجعية وايدلوجية واحدة، مضيفا أنه يوجد في مصر 100 حزب سياسي بعضهم عدد أفراده لا يتجاوز 10 أفراد فقط، والشعب المصري لا يعرف إلا أسماء 5 أحزاب فقط ،والباقي ليس له اي وجود او تأثير في الحياة السياسية.

 

وأضاف مساعد رئيس حزب الوفد، أن عدد الأحزاب الممثلة في مجلس النواب والتي تملك أعضاء لها بالمجلس لا يتجاوز 10 احزاب، وبالتالي يجب أن تندمج إليه الأحزاب التي لا تمتلك أي عضوية في مجلس النواب، مشيرا إلى أن أي دولة ديمقراطية في العالم مثل أمريكا وإنجلترا لا يوجد لديها أكثر من 3 أحزاب.