توقيع عقود قيمتها 18 مليار دولار ورسائل لإيران.. ثمار رحلة محمد بن سلمان لفرنسا

تقارير وحوارات


أثمرت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لفرنسا والتي استمرت ثلاثة أيام، بالعديد من الاتفاقيات، أبرزها إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيزور المملكة في نهاية العام لتوقيع عقود ثنائية بقيمة 18 مليار دولار، فضلاً عن مباحثات عدد من القضايا والمواضيع المشتركة التي تهم البلدين، لاسيما الوضع في الشرق الأوسط  خاصة سوريا.

 

وقف توسع إيران بالمنطقة

عقد الرئيس الفرنسي وضيفه مؤتمرا صحفيا بقصر الإليزيه، قال فيه الرئيس ماكرون إن باريس لن تتسامح مع تهديد الصواريخ الباليستية للسعودية لكنها تريد احترام قانون حقوق الإنسان الدولي في اليمن، مضيفًا أنه يتفق مع السعودية على ضرورة وقف توسع إيران بالمنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية لكنه لا يزال يعتقد بوجوب الحفاظ على اتفاق إيران النووي، لكن ولي العهد السعودي قال إن حكومة إيران لا تخدم مصالح شعبها وتدعم الإرهاب وتعمل ضد مصلحة السعودية.

 

الأوضاع في سوريا

وفي الشأن السوري، قال الرئيس الفرنسي إن روسيا انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الهدنة، وإن فرنسا ستواصل المحادثات مع بريطانيا وأمريكا للتوصل إلى رد على سوريا بخصوص الهجوم الكيميائي المفترض على دوما وستتخذ قرارا خلال أيام.

 

وقال الرئيس الفرنسي إنه وفي حال قررت بلاده شن ضربات عسكرية على سوريا فسوف تستهدف "القدرات الكيميائية" للنظام من غير أن تطال "حليفيه" الروسي والإيراني. وأضاف ماكرون "خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا والقرارات التي قد نتخذها لن تهدف في أي من الأحوال إلى ضرب حلفاء النظام أو مهاجمة أي كان، بل ستستهدف القدرات الكيميائية التي يملكها النظام"، مؤكدا أن فرنسا "لا ترغب بأي تصعيد".

 

بينما قال ولي العهد السعودي إن المملكة قد تشارك في رد دولي في سوريا إذا استدعى الأمر وطلب منها شركاؤها وحلفاؤها الدوليون ذلك. وقال ولي العهد "إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين".

 

اتفاق فرنسي سعودي على استراتيجية جديدة للعقود الدفاعية

قال مسؤول من وزارة الدفاع الفرنسية إن فرنسا والسعودية اتفقتا على توقيع اتفاقية حكومية جديدة لإبرام صفقات الأسلحة.

 

وقال المسؤول "بالتعاون مع السلطات السعودية بدأت فرنسا استراتيجية جديدة لتصدير السلاح للسعودية والذي كانت تتولاه حتى الآن شركة (أو.دي.ايه.اس)" مشيرا إلى المؤسسة التي تتولى حاليا المصالح الدفاعية الفرنسية في السعودية.

 

وأضاف المسؤول دون الخوض في مزيد من التفاصيل أن الصادرات "ستصبح الآن مشمولة ضمن اتفاقية حكومية بين البلدين. شركة (أو.دي.ايه.اس) ستتولى فقط استكمال العقود القائمة".

 

توقيع 19 بروتوكول

وفي ختام زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفرنسا الثلاثاء قام البلدان بتوقيع 19 بروتوكول اتفاق بين شركات فرنسية وسعودية بقيمة إجمالية تزيد عن 18 مليار دولار، وتتعلق رسائل النوايا هذه بقطاعات صناعية مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه، كما تشمل السياحة والثقافة والصحة والزراعة، على ما أفاد بيان صادر عن منتدى الأعمال الفرنسي السعودي الذي يضم أرباب عمل وممثلين عن الحكومتين.

 

ومن أبرز هذه الاتفاقات اتفاق بين شركة توتال الفرنسية وأرامكو السعودية بقيمة حوالى 5 مليار دولار من أجل التطوير المشترك لموقع بتروكيميائي في الجبيل بشرق السعودية، حيث تملك المجموعة الفرنسية أضخم مصفاة لها في العالم.

 

وبين الشركات الفرنسية المعنية بالاتفاقات أيضا مجموعات "سويز" و"فيوليا" و"شنايدر إلكتريك" و"سافران" و"أورانج" و"جي سي دوكو"، كما أعلن الصندوق الاستثماري الفرنسي السعودي "فايف كابيتال" عن أول استثمارين له مع مجموعة "ويبيديا" للإعلام والتكنولوجيا المتخصصة في الترفيه ومجموعة "سويز".