الفجر | ترصد عامان على "إستفتاء مارس" بداية تقسيم الشعب

الفجر | ترصد عامان
الفجر | ترصد عامان على "إستفتاء مارس" بداية تقسيم الشعب

معتز بالله عبد الفتاح : لم يقسم المجتمع بل أظهر إنقسامه

فريدة الشوباشى : اليوم الذى تحولنا فيه لمسلمين وكفار قبل أن نصبح إخوان وغير إخوان

عبدالله السناوى : اليوم الذى إنفصلت فيه الإخوان عن القوى الوطنية

مر عامان على هذا اليوم الشهير ، 19 مارس2011، و التصويت على الإعلان الدستورى وقد أعلن الجميع أن هذا اليوم كان بداية التقسيم الحقيقى لمصر فهو التاريخ لمن أراد أن يسطر متى إنقسمت مصر.

خرج الناس من الثورة فرحين بما أتاهم ربهم من نصر معتقدين أن تلك البلد فى يد أمنّة فهى فى أيدى قادة الجيش لم يلتفت الكثير وقتها أن هؤلاء القادة هم من صنيعة مبارك فقد كان موقف الجيش من الثورة واضحاً ، وبالتالى فإن الأمر الأن لا داعى للتشكيك فيه.

قامت الثورة وتنحى مبارك وحل مجلس الشعب والشورى ومن المفترض أن يكون هناك دستورا جديدا يحمى تلك البلاد كانت القوى السياسية كلها بما فيها الإخوان والسلفيين فى ذلك الوقت على قلب رجلا واحد وبالتالى لم يحدث أى إختلافات حتى خرج علينا المجلس العسكرى ليخير المجتمع المصرى أيهما تريدون دستورا جديد تجرى على أساسه إنتخابات أم دستور 71 على أن يكون هناك إنتخابات أولا وبالتالى فقد كان مجرد طرح هذا الإختيار هو أمر غريب فمن المعروف فى جميع النظم أن الدستور أولاً.

وعند إعلان نتيجة الاستفتاء ، أعلن التيار الاسلامى رأيه فى أن الإنتخابات أولا متخذين ذلك ذريعة بما لهم من أغلبية وطرق حشد وبالتالى صنع دستور على هواهم وهو ما تم فى نهاية الأمر ولكن ما حدث وقتها هو أول إستخدام لورقة الدين فى الدعاية السياسية وظهر هذا الشعار الذى كان أول مرة يظهر وهو نعم لتطبيق شرع الله ونعم لإنهم يريدون حذف المادة الثانية من الدستور وأخيرا نعم توصلك إلى الجنة.

شهد إستفتاء مارس أيضا أول ظهور سياسى بالمعنى الصحيح لدعاة كالشيخ مجمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب الذى إعتبر أن قول نعم هم من صميم الدين وقال قولته المشهور وقالت الصناديق للدين نعم وكانت النتيجة 77 % فى المائة نعم و33 % فى المائة لا.

إستفتاء مارس الذى كان أول إنقسام فى مصر ونتج عنه إنتخابات برلمانية ثم حل بقرار من الدستورية لعدم دستوريته وعدنا مرة أخرى لنقطة الصفر وهى الدستور أولا وهو ما أعترف به حزب الحرية والعدالة نفسه إنه أخطأ بالإنتخابات أولا ولكن بعد أن تكبدت الدولة ملايين من أجل إتمام تلك العملية.

إنتهى إستفتاء مارس ولكن ظلت الورقة الدينية هى المستخدمة من قبل التيار اليمينى ظهر هذا واضحا فى الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى فى نوفمبر وتظاهرات تأييد له وكانت الشعارات أن الإعلان هذا يطبق شرع الله ونعم للشريعة الاسلامية وهو الأمر الذى مازال يتكرر بين وقت وآخر مضى إستفتاء مارس ولكنه سيظل يوما يذكره التاريح وسيكون له عواقبه.

الدكتور معتز بالله عبد الفتاح قال: إن إستقتاء مارس كان بداية ظهور الإنقسام فى المجتمع المصرى فهو لم يقسمه بل هو أظهر ما فيه من عيوب وظهر من كان يقول الدين بعيدا عن أى إعمال العقل وبين من جعل كل تفكيره هو مناهضة الليبرالين والعلمانيين واليسارين ومنهم من أختار الشيخ وفقط.

وأضاف عبد الفتاح كما أن إستفتاء مارس كان البداية من أجل معرفة مدى المزاج العام للشعب المصرى وشهد ظهور ممارسات سياسية لرجال قضوا عمرهم فى الدعوة وبالتالى كان مقدمة لما ستشهده مصر فى الأيام المقبلة وهو ماظهر.

أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى فقد إعتبرت أن يوم 19 مارس هو بداية الدعاية بإسم الدين صريحة فى مصر وبدلا من شعار الإسلام هو الحل وجدنا الفكر الوهابى يطل علينا ويعلنها صراحة نعم تدخلك الجنة والآن أسالهم أى جنة تلك التى دخلتموها أن مصر تسير بسب تلك الأراء إلى الأسوأ التى لن تبقى على أرضها أخضر أو يابس وأنتم مازلتم تتغنون بنفس النغمة.

وأضاف الشوباشى مضى عامان هل تحقق ما كانوا يريدون أم أن المعارضة المصرية هى السبب لقد أثبت هذا الإستفتاء القوة مع من وهذا ما أراد أن يعرفوه قيادات المجلس العسكرى السابق وعلى هذا الأساس تحركوا فإن إستفتاء مارس كان اليوم الذى إنقسمنا فيه إلى مسلمين وكفار قبل أن يقسمنا الرئيس إلى اخوان وغير إخوان.

أما الكاتب الصحفى عبد الله السناوى فقد أشار إلى أن إستفتاء مارس كانت عملية تحول كبرى فى مسار الثورة المصرية إذ أن طرح الفكرة نفسها غريب وعلى الرغم إنه كان له إيجابيات فلأول مرة ينزل المصريون بتلك الأعداد ولكن الدعاية التى تعرضنا لها واللعب بورقة الدين وتقسيم المجتمع المصرى إلى مسلم وكافر كان ينذر بكارثة مشيرا الى أن هذا الإستفتاء كان مقدمة لنتيجة الإنتخابات البرلمانية التى حدثت بعد ذلك.

كما أضاف السناوى أن هذا اليوم ايضا كان بداية تخلى الإخوان المسلمين عن الإصطفاق الوطنى وبدا واضحا إنهم بما لهم من تنظيم قادر على الحشد وإدراة عملية إنتخابية فهم الأولى بتلك الإنتخابات وفعلوها وهم يعلمون أن الأمر غير دستورى ولكنهم تركوا جميع القوى تفعل ما تريد وإتخذت هى مسارا مختلفا عن الباقى مشيرا إلى إنه أول يوم ظهر فيه إنفراد الإخوان المسلمين بشئ خطأ من أجل مصلحتهم فقط.