هذا هو الفرق بين العفو والمغفرة
بين مصطلح العفو والمغفرة اختلافًا لا يدركه الكثيرون، فما هو الفرق بين العفو والمغفرة؟
العفو، ذكر الله سبحانه وتعالى كلمة العفو في عددٍ من آيات القرآن الكريم منفردة، كما ذكرت كلمة المغفرة منفردة في آياتٍ أخرى، وقرنت في مواضع أخرى، فلفظ العفو ذكر على سبيل المثال في قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )، وفي قوله تعالى: (وأن تعفوا أقرب للتّقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم ).
العفو هنا يكون خلقاً من الأخلاق الكريمة التي حث عليها الإسلام، حيث يلجأ إليه المسلم عندما يتعرّض للسّوء أو الأذى من غيره فلا يقابل الإساءة بالإساءة، وإنّما يقابل الإساءة بالعفو والإحسان، فالعفو هو مجاوزة الإساءة مع بقاء أثرها، بمعنى أنّه قد يقول الإنسان لآخر اذهب فقد عفوت عنك بشكلٍ عام أي بدون أن يمحي أثر الإساءة في قلبه، وهذا الأمر يحدث كثيرًا في حالات القتل إذ قد يعفو الإنسان عن قاتل قريبه ويبقى أثر تلك الجريمة في قلبه.
كما فسّر ابن تيمية عفو الله تعالى عن عباده بإنّه إسقاط حقّه والعفو عنه، أي يكون المعنى مجرّداً، حيث يعفي الله تعالى عن الذّنوب بدون أن يقبل على من عفى عنه بالضّرورة أو يرضى عنه.
المغفرة وردت أيضًا في آيات القرآن الكريم منفردة، قال تعالى: (فغفرنا له ذلك وإنّ له عندنا لزلفى وحسن مآب )، وقد جاءت هذه الآية الكريمة في حقّ أحد الأنبياء وقد غفر الله له ذنبه، وتضمّنت المغفرة هنا ستر الذّنب والصّفح عنه مع إقبال الله على من استغفر له.
الفرق بين العفو والمغفرة هو أنّ العفو يكون معناه عامّاً، حيث يسقط العافي حقّه عن المعفو عنه، بينما تكون المغفرة أخصّ حيث يسامح الإنسان الغافر ويستر ذنب من أخطأ في حقه مع نسيانه ومحو أثره.
قال تعالى: ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ الله غفور رحيم )، فالعفو يكون ابتداء حينما يطلق الإنسان سراح من عفى عنه، والمغفرة تأتي تالياً حينما يغفر له خطأه بمحو أثره في قلبه وصفحه عنه.