بنت الوزيرة فى الكمين
أزمة منتصف الليل
رفضت الكشف على بطاقة هويتها لضابط فى كمين شبرا
تمتلك سيارة «بورش» سوداء تتجول بها
مع اقتراب عقارب الساعة على منتصف الليل، وقف أحد ضباط الشرطة، برتبة نقيب، ينظم حركة المرور فى أحد الكمائن بمنطقة شمال القاهرة، وكانت الحركة المرورية تسير بسلاسة وانتظام، إلى أن وصلت سيارة ماركة "بورش" سوداء اللون إلى مدخل الكمين، لتبدأ أزمة كبيرة بين صاحبة السيارة وضباط الكمين.
دخلت السيارة الكمين، وكإجراء روتينى متبع مع كل السيارات التى تمر عبره، طالب الضابط قائد السيارة بإظهار رخصتى القيادة والسيارة، وبعد تسلمه للرخص لاحظ اختلاف الأسماء فيها، إذ كانت رخصة قيادة سائق السيارة باسم مغاير تماما للاسم الوارد برخصة السيارة، فاسترعى ذلك انتباه الضابط، الذى سأل السائق عن سبب الاختلاف، ليجيبه بأن السيارة مملوكة لـ"الآنسة" الجالسة فى المقعد الخلفى.
على الفور، ترك الضابط سائق السيارة وتوجه إلى شباك الباب الخلفى، ليطلب من "الآنسة" أن تظهر بطاقة الرقم القومى الخاصة بها، ليكشف عليها جنائيا، كإجراء روتينى متبع مع جميع المارين بالكمين، إلا أن الرد كان مفاجئا للضابط، إذ رفضت الفتاة بشكل قاطع الامتثال لهذا الأمر، وصاحت فى وجهه بالجملة الأشهر فى تاريخ مثل هذه المواجهات، قائلة: "هو أنت متعرفش أنا بنت مين"، فشعر الضابط بغضب شديد من فرط عبثية الجملة وتكرارها، وازداد عناده هو الآخر ورد عليها قائلا: "لو كنت بنت مين، برضه ها كشف على بطاقتك".
فوجئت الفتاة بإصرار الضابط وحنقه، وربما تحامله الزائد عليها، فما كان منها إلا أن هرعت إلى رئيس الحرس الخاص بوالدتها، معالى الوزيرة، واتصلت به لتشكو إليه طريقة تعامل الضابط، وتطلب منه التدخل بسرعة لينقذها من غضب الضابط وروتين الإجراء، ليطلب منها رئيس حرس معالى الوزيرة والدتها، أن تعطى هاتفها المحمول إلى ذلك الضابط الغاضب، لكن الأخير رفض رفضا حاسما الرد على الهاتف، ضاربا عرض الحائط بهوية الشخص الموجود على الطرف الآخر، قائلا: " مش هارد على حد، إن شاء الله يكون اللى على الخط وزير الداخلية نفسه، وبرضه هاكشف على بطاقتك".
وبعد ثوان، أفاق رئيس حرس معالى الوزيرة من هول صدمة الضابط وفورة غضبه، ليرد عليه بوصلة من الوعيد والتهديد، وفى لمح البصر زادت الأجواء سخونة، وتبادل الضابط ورئيس الحرس الوعيد والشتائم، على مرأى وسمع ابنة الوزيرة وسائقها وكل أفراد الكمين، ومع إصرار الضابط على الكشف عن بطاقة الرقم القومى، رضخت الفتاة المدللة، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، على الأقل بالنسبة للضابط وأفراد الكمين، بل أنه كان قد بدأ توًا.
انقلب تحدى الضابط لابنة الوزيرة ورئيس حرس والدتها الخاص إلى وبال عليه وعلى زملائه المتواجدين فى الكمين، الذين لم يكن لهم أى ذنب إلا التواجد فى هذه الدقائق، وصدق قائد الحرس فى وعيده، وما هى إلا دقائق، وعلم أفراد الكمين بإحالتهم إلى التحقيق، ولا يزال الضابط ينتظر مصيره الذى انقلب مع لحظة رؤيته للسيارة "البورش" سوداء اللون.