طارق أبو زينب يكتب: بين من يمتلك بوتقة الانصهار والتكامل الوطني ومن يمتلك مكنة قطع الأيدي
يتساءل المرء عن تلك الأسباب الجوهرية التى طالت النائب السيدة بهية الحريري ، على الأخص ، في أثناء الحملة الانتخابيّة ، وإذا ما تمعن المرء أيضاً ، أكثر وأعمق بعض الشيء ، يجد ببساطة مبسطة ، أن الفارق بين النائب بهية الحريري وخصومها في دائرة صيدا وجزين ، غريب عن السلوك الانتخابي ، بل الخصوم في واقع حالهم ليس بخصوم انتخابية ، بقدر إنهم خصوم وزيدة حبة ، مع تحفظنا لحقيقة واقعهم ، تماشياً مع اللغة التى تتبناها السيدة بهية ، فعندما تؤكد الحريري على الحفاظ على تعددية المدينة والتكاتف من أجل الوصول إلى بناء بوتقة ينصهر فيها جميع المكونات المختلفة لصالح الدولة ، يدعو من في الطرف الآخر ، إلى قطع أيدي من يصوت لهذا الصوت الجامع والحريص على كيان الدولة.
لقد رسخ الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ أوائل الثمينات سلوكاً ، تحول تدريجياً الى نهج ينتهجه الأغلبية اللبنانية ، السلام بين الفرقاء اللبنانين ، على هذا النهج ، عرفت صيدا ومنطقة الجنوب عموماً، على سلمية اَهلها ونبذ العنف والابتعاد على التفرقة ، لكن ، كما يبدو لي أو هكذا أرجح ، قوة السلاح في يد فريق وخارج الدولة، جعل صِيغة التفرد وإلغاء الآخر واقع في لبنان ، بل ، هناك حالة من العمى ، يجلس الأعمى فوق ترسانة من السلاح ، فأصبح لا يرى أحد.
على كل حال، مهما جرى، لا يمكن تغير تاريخ صيدا ومنطقة الجنوب ، فلصيدا تاريخ كبير وطويل ، أهل صيدا يحفظون عن ظهر قلب تاريخها وتاريخ ابناءها وعلى رأسهم إنجازات وعشق الرئيس الشهيد رفيق الحريري لمدينتهم وبلدهم الأكبر ، لهذا ، سيخوض اَهلها انتخابات تقليدية ، ذات طابع سلمي غير مكترثين بالتهديدات من هنا أو هناك ، بل ، اخيراً وليس آخراً ، ندعو جميع من يظن نفسه فوق الشعب والدولة الابتعاد عن منطق ، أنا الدولة والدولة وأنا.