تعرف على علامات الرياء
أن المسلم الموحّد لا يدعو إلا الله ولا يخشى أو يرجو إلا الله ولا يعبد سواه، قال تعالى (قل إنّ صلاتي ونسكي ومحيايي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أوّل المسلمين).
الشّرك بالله ظلمٌ عظيمٌ وإثمٌ كبيرٌ لا يغتفر، فالله سبحانه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك من الذّنوب والمعاصي لمن يشاء، والشّرك أنواع ودرجات أشدّها عبادة غير الله، وأدناها أن يقوم الإنسان في مقامه وعبادته يرائي النّاس وهو الشّرك الخفي الذي قال عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه أخفى من دبيب النّمل في هذه الأمّة.
فمن النّاس من إذا صلّى أمام النّاس أحسن صلاته وإذا صلّى منفرداً لم يحسنها مع أن وقوفه منفرداً أمام الله تعالى أولى باستحضار عظمة و مراقبة من يقف أمامه، وقد يتصّدق البعض بماله أمام النّاس ليحمد على ذلك ويمدح، أو من يقاتل مختالاً لينظر النّاس إليه معجبون من شجاعته و إقدامه، فكلّ هذا من الرّياء والشّرك الخفيّ.
فمن أراد الآخرة وأراد أن يُتقبّل عمله في المتّقين يجب أن يخلص النّية لله عزّ وجلّ بل ويجدّدها دائماً كلّما وقف أمام الله تعالى.
وقد عُدّ الرّياء من صفات المنافقين، فهم يراءون النّاس في أعمالهم و عباداتهم ولا يذكرون الله إلا قليلاً، همّهم كيف ينظر النّاس إليهم ولا يهمّهم نظر الله إليهم، قال تعالى في وصفهم (يراءون النّاس ولا يذكرون الله إلا قليلا) صدق الله العظيم.