جمال جليل يكتب : الدولة الفاشلة

مقالات الرأي

جمال جليل يكتب :
جمال جليل يكتب : الدولة الفاشلة

إن استراتيـچية زعزعة الأمن والاستقرار واستمرار الفوضى لأقصى درجة ممكنة فى الدولة ومع استمرار الفوضى تنهار الدولة تدريجياً.. «الجيل الرابع من الحرب غير التقليدية مثل الحروب التى خاضتها أمريكا فى أمريكا اللاتينية مثلا لإفشال الدول هناك عبر عملائها دون تدخل عسكرى مباشر.. الهدف ليس تحطيم الجيش أو القضاء على قدرتها فى شن مواجهة خارج حدودها بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء ولكن بثبات من أجل أن ترغم عدوك على تنفيذ إرادتك».. «القاسم المشترك فى كل هذا هو زعزعة الاستقرار وفى أغلب الأحوال لم تعد أمريكا ترسل قوات نظامية عبر الحدود ولكن القدرات العقلية الذكية هى السلاح الرئيسى فى هذا الإطار أنها ليست قوة النيران وإنما قوة إشاعة الفوضى وتفجير الدول من الداخل».

«ما الذى أسقط حائط برلين.. الطائرات.. الدبابات؟ الإجابة بالطبع لا.

إلا أنه الاقتصاد الألمانى!!.. «إن خلق الدولة الفاشلة عملية تنفذ بطريقة جيدة وببطء وبهدوء كاف وبشكل حميد باستخدام مواطنى دولة العدو وباستخدام طابور خامس فيستيقظ عدوك ميتا».. كل هذه الكلمات هى كلمات البروفيسور «ماكس مانورينج» الأستاذ بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى وسياسته مع الدول العربية.. التى وصفها بوش وكونداليزا رايس.. عندما أشاروا بمنتهى الوضوح إلى أن هناك خطة وتخطيطاً لتغيير خريطة الشرق الأوسط.. ما نراه اليوم هو عملية تغيير وإبدال للشرق الأوسط.. لم تعد أمريكا تستخدم البارود كما حدث فى أفغانستان والعراق وليبيا.. .. أصبح المنهج الجديد «من دقنه وافتله خراب منه فيه».. أى استعمال واستخدام غباء الخصم، فهل من المنطق أن نجد الربيع العربى كله شد حيله فى لحظة واحدة.. الهبة هى هى.. اللافتات هى هى.. «الشعب يريد إسقاط النظام».. ويتم استخدام ديكتاتورية وفاشية الرؤساء العرب أعظم استخدام لأسوأ نهايات لهؤلاء الرؤساء.. هل تتذكرون كيف مات صدام حسين؟ هل تتذكرون نهاية مُعمر القذافى؟ هل تتذكرون نهاية زين العابدين؟ هل تلاحظون كيف تم الإجهاز على مبارك وجار الأجهاز على بشار الأسد.. صحيح قاوم ولكنى متأكد يوما ما سيدخل إلى القائمة.. قائمة الخريف العربى.. أو الهباب العربى.. أى اسم عدا الربيع العربى والسؤال الآن.. وماذا بعد؟

الخطة تسير قدما كما رسمتها أمريكا وينفذها الطرف الآخر بكل تفاصيلها دون أن يعبأ بمظاهرات أو اعتصامات أو عصيان أو استفزاز..

من له أذنان فليسمع ومن له عينان فلير.. اللعبة قذرة.. وقذرة جداً..

الفيلم سخيف ومرعب وقاتل.. فليستيقظ الشعب المصرى ويشعر بما يحاك له وإدراك ما يحدث حوله.. هل يستطيع عمل شىء ضد الخطة الموضوعة له والتخطيط المعد له؟.. هذا ما سنراه فى الأيام المقبلة بعد أن بدأنا نرصد ملامح الدولة الفاشلة.. وربنا يستر!!