السادات يدعو "السيسي" إلى حوار وطني موسع فور إعلان فوزه بالرئاسة
وجه محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، سؤالا بمناسبة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، قائلا: هل نتوقع انفراجة في المناخ السياسي من خلال حوار وطني جاد يتم دعوة الجميع إليه للجلوس معا للوقوف على أولويات المرحلة القادمة والملاحظات والدروس المستفادة مما مضى.
وأضاف السادات خلال بيان له: لا شك أن الحوار هو لغة التفاهم والتقارب ما بين أفكار متعددة لكل منها رؤى وأسانيد تجعلها الأقرب إلى عقل متبنيها فالحوار يؤدى فى النهاية إلى الخروج برأى توافقي يحقق نظرةَ وطموح الجميع.
واستكمل: فالتعدد الحزبي والاختلاف الفكري من طبيعة المجتمعات، لذا تنشأ في كل الدول أحزاب سياسية لها رأيها السياسي الخاص ورؤيتها المستقلَّة للقضايا بناءً على قناعاتها الخاصة، وفهمها وتقييمها للمصلحة، وتنشأ عادةً اجتهادات مختلفة من قبل الأحزاب والنقابات والاتحادات قد تتعارض فيما بينها، لذا لابد فى النهاية أن نلجأ إلى الحوار والاستماع للجميع.
وأشار إلى أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة استنفذنا فيها كل السبل الممكنة لضمان مشاركة أكبر من المواطنين، رغم أن هذا الدور ليس دور الدولة بل هو دور المرشحين المتنافسين والأحزاب والقوى السياسية والمدنية، ورغم ذلك فقد أعطتنا الانتخابات دلالات ومؤشرات يجب أن توضع فى الاعتبار وأكدت أن لدينا مشكلات واضحة تتعلق بالمشاركة وعزوف الشباب وعدد الأصوات الباطلة وجوانب أخرى كثيرة بل وبرهنت على أن الصندوق الانتخابي هو جزء من العملية الديمقراطية، وليس كل العملية الديمقراطية، متابعا: أن المشاركة اللحظية بالتصويت فيه ينبغى أن تسبقها قناعات ودوافع وواقع يدفع المواطن للذهاب إليه طواعية وبرغبة نابعة من ذاته للإدلاء بصوته.
وأكد السادات على أن كل هذا لا ينبغى إنكاره أو تجاهله بل ينبغى الوقوف على أسبابه والعمل على عدم تكراره أو على الأقل تقليله فى الاستحقاقات القادمة.
وعليه فإنني أدعو الرئيس إلى أن يبادر بالدعوة إلى حوار وطني موسع يضم الأحزاب والقوى السياسية والشباب وقادة المجتمع المدني والاستماع إلى الأصوات العاقلة التى لديها ربما تحفظات على قضايا بعينها ورؤى مختلفة من منطلق الوطنية والحرص على الصالح العام ليشعر الجميع أنه شريك يستمع إليه ويؤخذ رأيه فى قضايا الحاضر وتطلعات المستقبل.
وأردف: ربما نكون قد بذلنا جهدا كبيرا فى ملفات بعينها كالإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب فى حين أن هناك ملفات أخرى تستحق جهدا مماثل وتتطلب العناية بها قبل أن تتضاعف تأثيراتها ومخاطرها، لذا فإننا بحاجة إلى حوار جاد وهادف وفعال فالحوار غير المتكافئ أو الحوار لمجرد الترضية والذوق العام لن يجلب سوى مزيد من التراجع والانشقاق وبالتالي عدم حدوثه أفضل.
وأشار إلى أننا نتطلع قريبا إلى حوار يفتح صفحة جديدة من العلاقة بين مختلف أطراف المعادلة السياسية، ولنترك خلافات الماضي وكل المصالح الضيقة ولنتحد على مصلحة الوطن واستقراره، وعلى الإعلام أن يفتح أبوابه لرموز المعارضة من أصحاب الخبرة وذوى الأصوات العاقلة حتى يستمع إليهم ونتمنى أن نراهم فى أماكن صنع واتخاذ القرار وفى المجالس الاستشارية حول الرئيس وفى المجالس الأخرى كالقومي لحقوق الإنسان وباقى المجالس الأخرى على اختلافها وتنوعها.
واختتم السادات: وفى النهاية نأمل أن يستجيب الرئيس لهذه الدعوة الوطنية ونشهد حوار وطني يليق بمصر والمصريين يخرج بنتائج ملزمة لنحقق لمصر مستقبلا أفضل.