"حقن لوتوفولون" و"اللبن الرايب وأقراص الريفو" نصائح القاصرات للإجهاض الآمن
زواج القاصرات انتشر بصورة كبيرة داخل المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة، خاصة فى الريف والقرى، ولكن الغريب ورغم محاولات الدولة المتكررة فى التصدى لتلك الظاهرة، فإن هناك العديد من الجرائم الجديدة التى ظهرت نتيجة لذلك الزواج الذى لا يتفق مع تعاليم جميع الديانات، بالإضافة إلى مخالفته الصريحة لنصوص الدستور.
وعلى رأس تلك الجرائم الجديدة يأتى إجهاض القاصرات، وفى محاولة منا إلى الوقوف على أسبابه ودوافعه، تواصلت «الفجر» مع بعض الحالات، التى فضلت اختيار أسماء وهمية أثناء لقائنا معها، حرصا على مستقبلها من جهة، وخوفًا من أهاليهم من جهة أخرى.
«زينب» كانت الحالة الأولى التى استمعنا إليها، قالت تلك الفتاة التى لم تتجاوز العشرين عامًا والحسرة تملأ صوتها: «اضطررت إلى إجراء عملية الإجهاض قبل بلوغى الخامسة عشرة من عمرى، وتحديدًا عندما كنت طالبة فى الصف الثانى الثانوى التجارى، بإحدى مدراس منطقة الهرم، بعد إقامتى مع جدتى؛ بسبب سفر أبى وأمى إلى السعودية للعمل هناك».
وتابعت: «فى أحد الأيام التقيت بشاب لطيف يدعى أحمد، وبعد فترة قليلة نشأت بيننا علاقة عاطفية، مع بداية دخولى مرحلة الدراسة الثانوية، وطوال عامين تقابلنا يوميًا، وبسبب تعلقى الشديد به وتفكيرى أغلب الوقت فى مستقبلنا معًا رسبت فى عامى الأول بالمدرسة، بعد ذلك توطدت العلاقة بيننا أكثر، واستغل أحمد قربى منه وأقنعنى بالسفر معه إلى الإسكندرية لمدة يومين.
وهناك جمعتنا علاقة جنسية كاملة، حتى شعرت ببعض الألم فى بطنى، فذهبت إلى المستشفى للكشف، فأخبرتنى الطبيبة بأننى حامل، لم أتمالك نفسى من هول الصدمة، فوقع الخبر علىّ كالصاعقة، وقررت أن أخبر زملائى فى المدرسة بحقيقة الأمر، أملا فى الوصول إلى حل قد ينقذنى من تلك المصيبة، فنصحنى أصدقائى بأن نتزوج سريعا».
تستكمل زينت: «عرضت الأمر على أحمد، وبالفعل تقدم ليطلب يدى من أهلى، ولكنهم رفضوا لصغر أعمارنا، وحاولت أكثر من مرة إجهاض الجنين، ولكنى لم أتمكن، فأخبرت جدتى، التى اصطحبتنى إلى محافظة أخرى، وهناك قامت بإجهاضى بواسطة حقنة «لوتوفولون»، بعدما نصحها بها أحد الصيادلة، لأنها تحتوى على هرمونات الأستروجين والبروجسترون، وتستخدم فى حال انقطاع الدورة الشهرية أو تأخرها، كما تساعد عضلات الرحم على الارتخاء، ما يساهم فى إجهاض الجنين».
أما «هبة»، فكانت الحالة الثانية التى قابلتها «الفجر»، قالت والدموع تنهمر من عينيها: «أنا سيدة محطمة، تخطيت الثلاثين ولم أتزوج حتى الآن خوفًا من الفضيحة، بعدما فقدت عذريتى وأنا طالبة فى المرحلة الإعدادية، والسبب أننى وقعت فى حب أحد الشباب، وسلمته نفسى لكنه تخلى عنى.
أخبرت خالتى بما حدث، فاصطحبنى إلى إحدى صديقاتها وتعمل ممرضة، فأكدت أننى حامل، ونصحتنى بشرب اللبن الرايب مع أقراص «ريفو»، لأن ذلك سيساعدنى على إجهاض الجنين بشكل آمن، وهو ما حدث بالفعل، ولكن حياتى بعد ذلك انقلبت رأسا على عقب، حيث تركت الدراسة ولم أكمل تعليمى، ليس ذلك فحسب، بل اضطررت أن أرفض أى عريس يتقدم لخطبتى، بسبب خوفى الشديد من أن ينكشف سرى ويفضح أمرى.