منال لاشين تكتب: الفرصة الثانية للسيسي
سنوات الحسم الأربع
استغل الرئيس السيسى فرصة الولاية الأولى فى ترسيخ مؤسسات الدولة وحمايتها من الانهيار، وفى الإسراع باقامة مشروعات عديدة فى البنية الاساسية، واعتقد ان الرئيس السيسى سيستغل الولاية الثانية فى فرصة اكمال المشروعات وبدء الإصلاح فى ملفى الصحة والتعليم كما قلت فى الأسبوع الماضى.
ولكننى أرى ان هناك فرصة امام الرئيس السيسى لإنجاز ملفات أخرى تأجل الدخول فيها لاسباب لا يتسع المجال الآن لذكرها، ومن المفيد لمصر حكومة وشعبًا ان ينتهز الرئيس السيسى فرصة الولاية الثانية لإنجازها.
على رأس هذه الملفات ملف العدالة الاجتماعية، والعدالة الاجتماعية ليست فقط برامج تكافل وكرامة أو شهادة الأمان، فهذه الأمور هى الحدود الدنيا أو مسكنات للعدالة الاجتماعية، ولكن العدالة الاجتماعية تعنى وضع التشريعات التى ترسخ العدالة الاجتماعية، على بلاطة يجب إقرار الضريبة على الثروة فى مصر، ورفع نسبة الضرائب على الدخل بالنسبة للأغنياء، وذلك حتى يتسنى للجميع ان يدفع ثمن الإصلاح الاقتصادى، ولا تدفعه الطبقات الفقيرة والمتوسطة فقط.
ويجب ان ننتهز الفرصة لجبر خاطر الطبقة المتوسطة التى تحملت توابع وكوارث الإصلاح الاقتصادى، وليس شرطا ان نوقف قطار الاصلاح لجبر خاطر هذه الطبقة، ولكن على الأقل لا يجب ان نترك قطار غلاء الأسعار يدهسهم دون مواجهة جشع التجار والمحتكرين، ولذلك أتصور ان الرئيس السيسى يحتاج ان ينتهز فرصة الولاية الثانية فى ضبط الأسعار ومواجهة الجشع، واعتبار هذه القضية قضية حياة أو موت، لأنها بالفعل قضية حياة أو موت للطبقة المتوسطة.
من الملفات المهمة فى الولاية الثانية أن ننتهز فرصة هذه الولاية الحاسمة لنزيد من مساحة الشفافية فى كل المشروعات التى تقام، وأهمية الشفافية أنها تسمح لمتخذ القرار فى التعرف على كل الآراء والمخاطر التى يمكن تجنبها فى الوقت المناسب، لأن الشفافية تتيح للمواطنين والخبراء معرفة هذه المشروعات ودراسة كل الجوانب المختلفة فى هذه المشروعات.
اما اهم ملف من وجهة نظرى فهو ملف الحريات وإتاحة المناخ العام للعمل الاهلى والسياسى، ودعم العمل الحزبى لتقوية الاحزاب.وهذه المهمة هى من مهام الدولة والحكومات فى العالم كله، وبعض الدول الديمقراطية تمنح دعما ماليا للأحزاب حتى تحمى التنوع فى المجمتع.
اتمنى ان ننتهز فرصة الولاية الثانية للاحتفاء بالاختلاف الموضوعى والنقد الجاد ولو كان حادا وان نرفع شعار اختلافنا بيجمعنا، لأن ما ينقص المجتمع المصرى ليس الترابط، ولكنه التسامح وقبول الاختلاف، وحتى لا يساء فهمى فأنا لا أقصد الإخوان لا من بعيد أو قريب، ولكنى أقصد تحالف أو ائتلاف 30 يونيو الذى تباعد الكثير من عناصره ورجاله ونسائه.
وأتمنى ايضا ان ينتهز الرئيس السيسى فرصة الولاية الثانية لتقوية المؤسسات خاصة الحكومية فليس من المعقول أو المقبول ان نظل فى كل أزمة نعتمد على حلول استثنائية حتى لو كانت ناجحة، لابد من تقوية الأجهزة الحكومية وإصلاحها وإدخال فكرة ادارة الازمات فى كل الوزارات والمؤسسات، لابد ان نصل بالمؤسسات للعمل بكامل طاقتها وكفاءتها.
أتمنى ايضا ان ينتهز الرئيس السيسى فرصة الولاية الثانية لإعادة تشغيل المصانع العامة والخاصة بكامل طاقتها حتى نوقف نزيف الخسائر فى المصانع المتوقفة كليا أو جزئيا.وأتمنى ان ينتهز الرئيس السيسى فرصة الولاية الثانية لمنح صناعة الدواء الوطنية دفعة قوية على غرار ما حدث فى الكهرباء، وان تزدهر شركات قطاع الأعمال فى هذه الولاية.
باختصار أتمنى ان ينتهز الرئيس السيسى فرصة الولاية الثانية لتحقيق كل شعارات الثورة عيش حرية كرامة وعدالة اجتماعية.
وأتمنى للرئيس السيسى التوفيق فى ولايته الثانية الحاسمة وأتمنى لمصر السلامة.