سبعينية كعب داير بأوراقها على اللجان الانتخابية: عاوزة السيسي يرجعلي بيتي
قابضة
بيديها اليمنى على أوراق تثبت ملكيتها لوحدتها السكنية التي أخذت منها عنوةً، وبيسارها
كيسًا من القماش يحوي بعض المأكولات وبطاقتها الشخصية، عقب أن علمت بموعد الانتخابات
الرئاسية 2018، معلقه أمنيتها الوحيدة على صناديق الإقتراع، آملة بأن تقابل إحدى المسئولين
أمام أو داخل اللجان الانتخابية، لحل أزمتها العالقة منذ عامًا، لاسيما وأنها لا تمتلك
سند في الحياة بعد طلاقها من زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب.
تقف
الحاجة فاطمة عرفات، أمام إحدى اللجان الانتخابية، في حيرة بعد فشلها في الإدلاء بصوتها،
فكانت صدمة المرأة السبعينية عندما علمت من إحدى الشباب بمنطقة عابدين والمساهمين في
تمكين المواطنين من الوصول إلى اللجان الانتخابية، أنها وافدة من مركز طما بمحافظة
سوهاج، ولا يمكن أن تدلى بصوتها، ما جعلها تنصب فكرها على عتبة ما يدور في رأسها.
فلم
تلق "عرفات"، الكائنه في منطقة روض الفرج، بالانتخابات الرئاسية بالاً فهدفها
الأساسي عودة منزلها لها "بيتي أخده مني بالعافية وبقالي سنة مرميه في الشارع
ومش عارفة أعمل ايه، وأول ما عرفت أن في انتخابات جيت انتخب السيسي.. وأشوف حد من الحكومة
يساعدني وكان نفسي أدخل للقاضي ويشوف الأوراق اللي بتثبت حقي"، مؤكدة أنها تمتلك
وحدتها السكنية منذ أكثر من خمسون عامًا بعد أن طلقها زوجها وتزوج عليها، وتركها وحيدة
في القاهرة لا تعرف أحدًا، ظلت تعمل حتى أن اشتريته بمقابل مادي قيمته تسعة مائة جنيه
آنذاك.
شردت
للحظات ثم لانت ملامحها، بنظرة كره ممزوجة باليأس لتعبر عن غاضبها وقلة حيلتها
"واحد اسمه مصطفى مشهور بالمنطقة طردني وأخد الشقة لأني وحيدة وماليش ظهر.. أمي
ماتت وأنا عيلة وأبوية اتجوز ومراته بهدلتني ولما اتجوزت قولت اتحرمت من العيشة العذاب..
لكن اللي حصل العكس وبعد ماجبت مكان يلمني من الشارع الناس استكرته عليه وحرموني منه
ورجعت للشارع تاني.. وصحتي خلاص ما بقدرش اشتغل وبالعافية لو روحت ساعدت حد في شغل
البيت علشان الاقي أكل".
"نفسي السيسي
ينجح علشان يجازي الظلمة".. عبارة ظلت ترددها المرأة السبعينية طوال مكوثها امام
اللجان الانتخابية، لاسيما عند رؤيتها لبعض المواطنين الذين يرتدون "بدل"،
ظنة أنهم يحملون مناصبب بالدولة مهرولة عليهم مقدمة أوراقها لهم مطالبة سماع قصتها
ومساعدتها، ولكن آملها تخيب من جديد لتعيد الأمر عدة مرات دون جدوى، ما جعلها تذهب
مع ارتفاع آذان المغرب في آخر أيام الانتخابات الرئاسية من حيث أتت بخفي حنين.