من الاحتلال للتحرير.. قصة عودة طابا لأحضان مصر
تظل قصتها مجسدة في ذاكرة الشعب المصري، يوم رُفع علم مصر خفاقًا فوق أرض طابا معلنًا للعالم أجمع استرداد أخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة الكلية لمصر على سيناء، في مثل هذا اليوم 19 مارس 1989، التي تقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى.
أزمة
الفرمان
ظهرت
أزمة طابا، في 13 فبراير 1841م، حينما صدر فرمان عثماني منح بمقتضاه محمد علي وأبناءه
من بعده حكم مصر والسودان، وأرفقت خريطة بالفرمان لتوضيح ماهية حدود مصر، والتي وضعت
الغالبية العظمى لسيناء داخل مصر، واستمر الوضع على هذا الحال حتى عام 1892 حين أرسل
السلطان العثماني فرمان لمصر يحرمها من نصف سيناء، فتدخلت بريطانيا وحدثت أزمة مشهورة
سميت أزمة الفرمان أو قضية الفرمان والتي انتهت بموافقة السلطان عبد الحميد على خط
الحدود المصرية الذي يبدأ من رفح شمالاً على البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوباً
على نقطة تقع على بعد ثلاثة أميال غرب قلعة العقبة.
أزمة
مع تركيا
وفي
عام 1906 حدثت أزمة أخرى حينما تقدمت قوات تركية إلى بقعة طابا، فحدثت أزمة كبيرة تدخلت
على إثرها بريطانيا للمرة الثانية وأجبرت العثمانيين على الانسحاب، وبعدها تقرر بناء
خط الحدود المصري بعلامات مرقمة.
ومنذ ذلك الحين استقرت طابا كجزء من التراب الوطني
المصري.
وفي
1922م، وبعد أن اعترفت إنجلترا بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة في تصريح 28 فبراير أعطيت
الحدود طابعًا دوليًا، كما أن قيام الانتداب البريطاني على فلسطين عزز هذه الحدود وسماها
الحد الفاصل.
وفي 1956و بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته إنجلترا
وفرنسا وإسرائيل، على مصر تم توقيع اتفاقيات للهدنة بين مصر وإسرائيل ووافقت الأخيرة،
على خط الهدنة الذي حدد خارج أراضي طابا والجزء المطل على البحر.
الاحتلال
وفي
5 يونيو 1967م، احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا وبعد حرب 6 أكتوبر وانتصار مصر
فيها وبعد مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل.
وفي 1979 وقع الرئيس السادات معاهدة "كامب ديفيد"
التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء.
التحرير
وفي 25 أبريل 1982 خرجت إسرائيل من كل سيناء ما عدا
"طابا" إلى أن خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي وتم جلاء
الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك برفع العلم عليها،
واعتبر هذا اليوم "عيد تحرير طابا".