إيمان كمال تكتب: التكريم للنجمات.. ولا عزاء لقضايا المرأة
ربما صدق من قال بأن المرأة تحتاج إلى عشرات بل مئات الأعمال لتعبر عن همومها وحياتها، ولكن ما الذى تحتاجه المرأة بعد تجاوز كل هذه السنوات وبعد أن باتت السينما لا تحمل نفس حالة الوعى والانفتاح الذى شهدته فى بدايتها، ما الصيغة التى نتفق عليها بأنها بالفعل احتياجات للمرأة حاليا؟! هل لا تزال المرأة بحاجة لكى ترتدى ما تريد وأن تفتح «شبابيك» غرفتها كى ترى الشمس؟ كما شاهدنا ماجدة فى «الآنسة حنفى» والتى كانت فى الماضى هى لسان حال بنات جيلها بأغلب أدوارها.
فى الماضى كانت البطلات لهن الصدارة فى كثير من الأوقات، فليس شرطا أن ينحصر دورها فى العمل الفنى وحتى فى المجتمع كونها «سنيدة» فالمجتمع كان لديه وعى وايمان حقيقى غير متناقض بالقضية، وجاءت بعدها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى قررت أن تغير جلدها فى مرحلة مهمة من مشوارها الفنى لتتبنى قضايا المرأة هى الأخرى، وواصلت الرسالة بعدهن الفنانة إلهام شاهين فباتت تضع فى مخيلتها التى نضجت مع الوقت والخبرة أن النساء بحاجة لمن يعبر عنهن فتفردت بين نجمات جيلها بهذه المساحة.
فى جيلنا الحالى ربما لم نجد النجمة التى تحمل هذه الرسالة بشكل واضح باستثناءات قليلة لأعمال قدمتها هند صبرى ومنة شلبى ونيللى كريم وربما آخريات .. ربما عن إدارك ووعى وربما بمبدأ الدور هو من ينادى صاحبه كما اعتدن القول.
لا اختلف على نجومية منى زكى ولا على موهبتها الكبيرة التى جعلتها دائما فى الصف الأول حتى إن تفوقت كثيرات عليها (بحكم السنوات الطويلة التى لا تضمن البقاء على القمة دائما) لكنى تعجبت من تكريمها فى مهرجان اسوان لأفلام المرأة وفكرت فى عمل يحمل رسالة حقيقية عن همومنا أو يحمل فكرا ما ينصف المرأة فى الجوانب المظلمة، ففى فيلمها تيمور وشفيقة خذلتنى «منى» كما خذلت الكثيرات حينما تخلت عن أحلامها وطموحها من أجل حب بدا «مراهق» فى كثير من المشاهد باستثناء تجربتها الوحيدة مع يسرى نصر الله فى «احكى يا شهرزاد» والذى كان من المفترض أن يكون انطلاقة جديدة لها.
أما مهرجان بيروت لسينما المرأة الذى انطلقت دورته الأولى قبل ايام فاختار إلهام شاهين ليكرمها ويعرض فيلمها «يوم للستات» وهو أمر منطقى وطبيعى كون إلهام رائدة لجيلها فى هذه المنطقة.
أما اختيار مهرجانات المرأة فى مصر سواء أسوان وحتى النسخة الأخرى فى القاهرة لا أفهم ما المعيار الحقيقى للتكريم هل هو للنجمات اللاتى قدمن أعمالا حقيقية لقضايا المرأة أم أن الأمر يرتبط بنجمة تخطف الأضواء وهى تسير على السجادة الحمراء.
فى زمن الأبيض والأسود لم تكن البطلة مجرد سنيدة فكانت كيانا حقيقيا له دور كامل ومنطقى فى الأحداث، ولذلك كانت أعمال المرأة تحمل المصداقية والواقعية لأن المرأة وقتها لم تكن مجرد «سنيدة» حتى وإن لم تحصل على حقوقها كاملة، حاليا باتت النجومية والتفرد هو ما يهم النجمات ولا يعنيهن بعد ذلك كل ما يخص النساء من قضايا إلا من رحم ربى، فأصبح الدور يقاس بالمازورة وأصبحت الأكثر أجرا هى الأهم وإلا ستصبح مجرد «سنيدة».
منى زكى نجمة بكل المقاييس تحمل الكثير من الموهبة والتفرد والوعى ايضا لكنها بحاجة لنقلة حقيقية فى مشوارها نقلة فى الأعمال التى تختارها كى تمثلنى وتمثل بنات جيلها كى تعبر بشكل واع وحقيقى عن احتياجات المرأة فى زمن «سينما الألوان».