من انضمامه للإخوان لـ"تولي منصب بالأوقاف".. رحلة الشيخ محمد الغزالي
" الجهاد التربوي أقرب مناهج الإصلاح للصواب".. هكذا رأى الشيخ الراحل محمد الغزالي، تقديم العمل التربوي الجماهيري على العمل السياسي الضيق، حيث كانا أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وعُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين"
وبالتزامن مع ذكرى رحيل "الغزالي" اليوم التاسع من مارس، تستعرض "الفجر"، رحلته بداية من انضمامة للإخوان حتى أصبح وكيلاً للأوقاف، فيما يلي.
السبب وراء لقب الغزالي
محمد الغزالي أحمد السقا، وتلقب بالـ"الغزالي"، لأن والده رأى في منامه الإمام أبوحامد الغزالي وقال له "إنه سينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه".
تعليمه
وأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه آنذاك: "كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة".
والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر.
انضمامه لجماعة الإخوان
انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الأول حسن البنا، سافر إلى الجزائر سنة 1984 م للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة, درس فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينات القرن العشرين. نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1409 هـ /1989 م، واعتقل الغزالي مع من اعتقلوا بعد حل جماعة الإخوان المسلمين سنة 1948، وأودع في معتقل الطور.
انشقاقة عن الجماعة
بعد سنة 1952 نشب خلاف بين الغزالي وحسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان المسلمين وقتها، خرج على إثره الغزالي من الجماعة.
وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر
بعد تخرجه عمل إمامًا وخطيبًا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا بالأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد، وفي سنة 1391هـ 1971م أعير للمملكة العربية السعودية أستاذًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ودرّس في كلية الشريعة بقطر، وفي سنة 1401هـ 1981م، عين وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر، كما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه.
أعماله
وألَّف الشيخ الغزالي أكثر من خمسين عملًا جميعهم يهدف إلى نشر حقائق الإسلام، منها:"صيحة التحذير من دعاة التنصير، معركة المصحف، الإسلام والمناهج الاشتراكية، التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام، الاستعمار أحقاد وأطماع، والإسلام في مواجهة الزحف الأحمر، قذائف الحق والإسلام المفترى عليه".
وتوجَّه نحو دراسة أحوال المجتمع المسلم فجاءت قضية المرأة، وتوسيع دائرة تعليمها، وفتح المجال لإسهاماتها في مقدمة منهاجه العملي في الإصلاح الاجتماعي.