محمود بدران يكتب : فحدثني عن مصر عندما يحكمها شعبها

ركن القراء

محمود بدران يكتب
محمود بدران يكتب : فحدثني عن مصر عندما يحكمها شعبها

لقد اصبح من البديهي لأي انسان عاقل ان يدرك أن مصر صارت علي حافه الهاوية الاقتصاديه ، فقد قامت الثوره عندما احتد الفساد واغرق البلاد ووصل الشعب الي درجه الغليان للحاجه الملحة للتغير ، فالذي حدث ماهو الا استكمالا لمسلسل الفساد الذي اصبحت مصر امامه جثه هامده لاتتاثر بالصراعات والاهمال والتشتت والانهيار ، حتي شعبها العظيم وقد يبدو انه تاقلم مع حياه الانهيار التي يعيشها الان او ان صح التعبير قد اصابه اليأس وهو محق في ذلك فاحلامه واماله التي كانت في مخيلته بعد التغير قد ذهبت ادراج الرياح اضافه لكل هذا شبح كلمه ؛غدا؛ التي اصبحت كابوس يطارد المواطن المصري في ظل هذا الجو الملي بالمشاحنات والتضليل والانهيار.

فالمواطن المصري البسيط اصبح بين شقي الرحا يفكر في غد كيف ييدبر فيه قوت يومه بعدما كان يبحث عن حريته وكرامته ومعاني اسمي بكثير اصبح لايريد الا قوته فقط فكرامته اهينت امام كاميرات التلفاز وامام العالم اجمع وحريته كبلت بميليشيات ودولة بوليسية جديدة وديون وقروض ستبقي اغلالا في رقاب اولاده الي ان تسدد حتي حلمه قد سرق منه فام الدنيا ، الان بلد الخيرات اصبحت تحسب يوميا مخزونها الذي يكفي الايام معدوده وتنتظر ان ينتهي بين الحين والاخر ففي ظل حاله التخبط الاقتصادي المعلومه للجميع والخوف المسيطر علي الغني قبل الفقير فاذا بمؤسسه الرئاسه يسيطر عليها كميه رهيبه من التفائل الاقتصادي فخرج رئيس الوزراء المصري بمعلوماته الخارقه لقوانين الطبيعه بأن الدول لاتفلس وعلي نفس المنوال يكمل رئيس الجمهوريه بان الاقتصاد بخير والدولار بداء في الانخفاض وكل ذالك في ظل ان جهابزة الاقتصاد قد بح صوتهم من التحذيرات والدراسات فالا اجد اي مبرر للوغارتمات الرئاسه بحاله الانتعاش الاقتصادي التي يعيشون فيها هم فهل يرجع هذا لوجود من يدعم سقطاتهم الاقتصاديه الصارخه ام ان تلك الازمه لاتعنيهم من الاساس ومايفعلونه ماهو الا كبسولات مهدئه لشعبهم ام ان يلزم علينا ان نفكر في زاويه اخري وان نقول بان لايوجد من الاساس ازمه اقتصاديه ، ومايحدث ماهو الا حاله من حالات ارهاب الشعب الااجباره علي كلمه الاستقرار حتي ينحني بعيدا عما يحلم به من اهداف ساميه ومشروعه كالحريه والديموقراطيه وغيرهم فكيف لدوله تحسب مخزونها من القمح والارز والغلات الذي يكفي بالكاد لاايام معدودة وذالك علي حسب تقديرات الحكومه الموقرة أن موكب تأمين الرئيس في صلاته يكفي ان يحل مشاكل الكثير من الاسر المصرية فكيف بطائرة بعد ان تتزود بالوقود وذالك فقط لتصوير مظاهره فنحن اماما الفساد بعينه بيد دول عربيه كانت مجرد رمال بالصحراء قبل ان ترسل طائرات للتصوير ترسلهم للانقاذ السريع لعربيات الاسعاف العالقه في الطرق وتوقفنا حتي تبرم وزارة الداخليه صفقه غاز بمليارات الجنيهات ، هل رات الدوله ان ذالك الشعب العنيد لن يحيد عن هدفه ومطلبه ؟ فبدا النظام في حشد دفاعاته الهاويه ليتبع اسلوب اخر غير اسلوب التهديد الاقتصادي وهو القوة والعنف للاسف نحن الان كشعب لانستطيع ان نقرر ان كانت الازمة الاقتصادية مفتعله ام هي فعلا علي حسب معطيات الوضع الراهن قائمه ومتشعبه؟؟.

لانعلم لان مازالت مصر يحكمها حكام وليس شعبها فحدثني عن مصر عندما يحكمها شعبها.