بوابة الفجر ترصد آراء خبراء الاقتصاد حول ازمة السولار وإضراب سائقي الميكروباص
محمد حلمي: الأزمة تأتي كرد فعل طبيعي على غلاء أسعار السولار
عبد الفتاح الجبالي: الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية يتطلب فى الأساس إرادة سياسية حقيقية من الحكومة
جوده عبد الخالق: الحكومة الحالية لا تنظر إلى المشاكل الاقتصادية وكل ما يهمها هو الجانب السياسي
أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن ما تمر به مصر حالياً ومحافظتي القاهرة والجيزة على وجه الخصوص من شلل مروري تام بسبب إضراب سائقي السرفيس يؤكد على فشل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور هشام قنديل فى حل أياً من المشكلات التى تعانى منها البلاد أو التى واجهها النظام الحالى والتى كانت على رأسها ازمة المرور, مؤكدين أنه على الحكومة الحالية تحمل مسئوليتها والبدء فى إجراءات أقتصادية حقيقية من اجل الخروج من الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد والتى تأتى أزمة السولار كجزء منها .
حيث قال محمد حلمى الخبير الاقتصادى، إن الأزمة التى تمر بها القاهرة الكبرى اليوم والتى أشعلها سائقي السرفيس لم تأتي بسبب سائقى السرفيس ولم يفتعلها السائقين كما يظن البعض وإنما ما أعلنوه من إضراب عن العمل اليوم يأتى كرد فعل طبيعي على غلاء أسعار السولار وعدم توافره ما دفع الكثيرين منهم إلى البحث عنه بالسوق السوداء وبأسعار غالية جداً وهو ما أدى إلى اقتطاع جزء كبير من دخولهم البسيطة وهو ما دفعهم إلى القيام بالإضراب عن العمل بل وإلى التهديد بتصعيد ذلك الإضراب.
وأضاف أن الأزمة الحالية هى أزمة متكررة منذ النظام السياسي السابق وحتى الآن تسبب فيها تجار السوق السوداء والذين يحصلون على السولار المدعم ويقومون ببيعه بأسعار مرتفعة لتحقيق هامش ربح كبير, مؤكداً أن أولئك التجار لم تستطع الحكومة الحالية الكشف عنهم وإيقاف نشاطهم كما لم تستطع الحكومات السابقة وهو ما يؤكد توغل مثل أولئك التجار فى الأوساط السياسية وأوساط المال المصرية صاحبة النفوذ الكبير, مطالباً الحكومة الحالية بالتعامل بمنتهى الحسم مع مثل أولئك التجار وفى كافة المجالات والنشاطات حتى لا ينتشر الفساد المالى أكثر من ذلك فى الدولة المصرية .
أما قال عبد الفتاح الجبالى الخبير الاقتصادى بمركز الأهرام الاستراتيجى، إن الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية يتطلب فى الأساس إرادة سياسية حقيقية من الحكومة ومؤسسة الرئاسة, ثم يتطلب الشجاعة الكافية للدخول فى إجراءات اقتصادية حقيقية من أجل انتشال البلاد من الوضع الأقتصادى الحالى والذى تأتى أزمة السولار كجزء بسيط منه.
وأكد أنه على الحكومة المصرية البدء فى تنفيذ إجراءات من شانها وصول دعم الطاقة لمستحقيه الحقيقيين وليس إلى الأغنياء والذين لا يحتاجون إليه من أصحاب السيارات الفارهة أو أصحاب المصانع العملاقة كما يحدث الآن .
وأضاف الجبالى أنه على الحكومة الحالية أيضا العمل على الضرب بيد من حديد على رجال الأعمال والتجار الذين يقومون بتهريب السولار والبنزين المدعم من قبل الدولة ويقومون ببيعه فى السوق السوداء بأضعاف ثمنه الحقيقى, كما أن على الحكومة العمل على إعادة النظر فى الاتفاقيات التى أبرمتها مصر فى السابق من أجل تصديرها للغاز الطبيعى إلى الدول الأخرى مثل أسبانيا وإسرائيل والأردن وغيرها لتتناسب الأسعار المصرية لتصدير مثل تلك المنتجات مع الأسعار العالمية والدولية المتعارف عليها, مؤكداً أن من يدفع الثمن الحقيقي لمثل تلك الاتفاقيات ليست الحكومة وإنما الشعب المصرى .
ومن جانبه قال جوده عبد الخالق استاذ الاقتصاد، إن الحكومة الحالية لا تنظر إلى المشاكل الاقتصادية وكل ما يهمها هو الجانب السياسي للدولة وما يحدث من خلافات سياسية واشتباكات في الميادين دون النظر إلى وضع حلول جذرية للتخلص من المشاكل الاقتصادية المتفشية في البلاد.
وأضاف أن أزمة السولار ربما تستمر في الفترات المقبلة ولابد من وضع حلول للتخلص منها نهائيا وما على شاكلتها من مشاكل والتي تتمثل أغلبها في مشاكل تموينية بحتة، مطالبا الحكومة بوضع قوانين للحد من شراء وبيع السلع التموينية في الأسواق السوداء.