د. نادية صالح تكتب : ثقافة الألم
دين كبير فى رقبتى لكل قارئ وقارئة عزيزة تشرفت بسؤالهم عن غيابى، وعن صحتى ثم دعائهم لى الذى أحسست أنه طاول السماء حتى استمعت إليه ومنّ الله عليّ بالصحة والعافية، والحمد لله أولاً الذى كان لطيفاً فى قضائه، الشكر لكل الأحباب والأصدقاء والزملاء فى جريدة «الفجر» وعلى رأسهم العزيز جداً الأستاذ عادل حمودة وحرمه السيدة الفاضلة ناهد، أدام الله عليكم جميعاً الصحة والسلامة من كل سوء.
وللحق لم أكن أدرى أن «للقلم» حضناً دافئاً يأخذك بعيداً عن آلامك- كما أشعر الآن- وكأنك تحكى لأعز الأحباب مسترخياً ومتذكراً.. ماذا جري؟! ما الذى كان؟! وكيف هى الصحة الآن؟! ..... و...... وكل حواديت الدواء والمستشفى ورحلة البحث عن عروق حضرتى من أجل الجلوكوز الذى يحل محل الفطار والغداء والعشاء ثم النداء على «منى» من أنشط خريجات كلية التمريض فى مستشفى السلام التى تستعد - كما عرفت- لنيل درجة الماجستير بإذن الله، وهى مع زميلات لها إيمان ونهاد ومجموعة كبيرة من زينة التمريض فى مستشفى السلام الدولى بالمعادى، وكلهم زينة للتمريض فى مصر الذى مهما قالوا عنه إلا أنه فى النهاية مصرى أصلى.
ولا أدرى كيف كنت أراقب ذلك كله والألم يعتصرنى ولكن يبدو أن جينات الإعلام لا تنام يا سادة ولذا أعذرونا أيها الناس إذا انفعلنا أو غضبنا أو ارتفع صوتنا، فالأمور لدينا فى شبكات اتصال انسانية ساسة جداً ولكن فى النهاية كلنا مصريون شرفاء.
أما عن الأطباء فسوف أترك حواديتهم وحكاياتهم إلى القادم- إن شاء الله- من التأملات ولكن وللحق كانوا جميعاً صورة لمصر الحلوة المتقدمة علمياً وإنسانياً ودولياً وشعرت بالفخر لأن هؤلاء العلماء شركائى فى الوطن، وكان ذلك رغم تعبى وآلامى.
وفى هذه الأيام تأكدت تماماً أن مصر داخلنا، وأن واقعنا الحالى التعيس لم يفارقنى وقلت فى نفسى مين قال إن الناس فى مصر بقت وحشة؟! مين قال كيت وكيت من الكلام اللى طول النهار بنسمعه.. يا عالم.. الدنيا بخير ومصر بخير.. وعند هذا الحد أخذت «تأملاتي» تزداد عمقاً، وأخذت أبحث وأسأل: هل يمكن أن يكون للألم ثقافة؟! وهل هناك ما يمكن أن نسميه ثقافة الألم؟ وهل تتألم البلاد كما يتألم الناس؟ وللحق كانت الإجابة: نعم.. هناك ثقافة للألم.. والتفاصيل فى الأسبوع القادم إن شاء الله.