الرزق يحب الخفية.. "الجريل المحمول" مشروع لشباب المحروسة: هنحوله لـ"أبليكشن" (صور)
وسط أصوات السيارات وهرولة المارة يقف شاب في العقد الثاني من عمره، على إحدى الطرقات بمنطقة الدقي، حاملاً "جريل محمول"، يحتوي على مجموعة من الأدوات الخاصة لعمل "المأكولات السريعة" بأنواعها المختلفة، مرتديًا قفازًا بلاستيكيًا في يده حفاظًا على أرواح المواطنين، ما جذب العابرون له وللوقوف أمامه لرؤية ماذا يصنع هذا الشاب استغرابًا بمشروعه البسيط، مما جعلهم يقبلون على الشراء منه.
"عبدالرحمن
رمضان"، الطالب بالفرقة الثانية كلية نظم ومعلومات، لم ينتظر حصوله على الشهادة
الجامعية للوصول لتحقيق أحلامه، متجاهلا الأقاويل السلبية ومعاناة الشباب، وقرر أن
يحقق هدفه بصحوبة أصدقائه الذين اتجهوا لتطوير ذاتهم مبكرًا حتى لا يكونوا رقمًا في طابور الوظائف، وبالبحث
المستمر وجدوا فكرة "المطعم المحمول"، غير المكلف فالجهاز المستخدم لا تتعدى
تكلفته3200 جنيه، وليس خطر على حامله، فهو مؤمن عليه حفاظًا على حامله والمواطنين،
وفقًا لقول الشاب العشريني.
وبصوت
يملؤه الفخر والعزة، يضيف "رمضان"، أن الفكرة نالت إعجابه وقام بالتجربة قاصدًا
مواقع تجمع الطلاب والشباب، مشيرًا إلى أنه وجد إقبالا كبيرًا من المارة، لاسيما وأن
أسعار المأكولات مخفضة عن المطاعم الأخرى، بالإضافة إلى مذاقها الطيب والأمن من حيث النظافة، فسعر كل من "الكبدة
والكفتة والسجق والبرجر"، 6 جنيهات فقط، أما "البرجر بطعم الجبنة"، سعره 7 جنيهات، "شيش طاووق وشاورم فراخ"
9 جنيهات، بينما البانية تكلفته 8 جنبهات، معللاً خفض الأسعار إلى أنهم لا يحتاجون كهرباء
وإيجار محال.
ويلتقط منه أطراف الحديث "محمد عبد الحكيم"، ذو الثامن والعشرين عامًا، خريج كلية السياحة والفنادق، مؤسس المشروع، موضحًا أنه أعجب بالفكرة رؤيتها في عدة بلدان أوربية، فبدأ يفكر في تنفيذها بمصر للاستفادة منها ومساعدة الشباب، مشيرًا إلى أن الجهاز بدأت تكلفته 2800 وتطور إلى أن وصل لهذا الشكل بـ3200 جنيه.
أما عن تدريبات
العاملين أكد أنه قبل عمل الموظف يتم تدريبه
على الجهاز وطرق التسوية، وكيفية حلول في حال مواجهته بعض الأعطال والمخاطر، لافتًا إلى أن الجهاز مؤمن بمطفأة للحريق حرصًا
على أرواح العاملين.
"جامعة
القاهرة سبب شهرة المشروع".. بهذه الكلمات يضيف مؤسس المشروع، أنه اتخذ من بوابات
الجامعة موقعًا للمشروع، إلى أن اشتهر عبر الانترنت وبين الأصدقاء، حتى توسعوا إلى
مناطق أخرى كالدقي ومناطق الجيزة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة سيقصدون مناطق القاهرة
الكبرى والمحافظات لتوسع المشروع في جميع أنحاء الجمهورية: "كتير من الشباب في
بعض المحافظات مثل طنطا وغيرها لتطبيق المشروع هناك".
وبحرص
شديد لأمان استكمال مشروعهم والسير في الطريق الصحيح، قال إنه في البداية كان يواجهه أزمات وبخاصةً في أوراق التسجيل والتراخيص، فاتجه إلى توثيق المشروع
في السجل التجاري، وإجراء بطاقة ضريبة حتى تم التسجيل في الغرفة التجارية، ولكن أوراق
التراخيص من الحي لا زالت عائق أساسي:" بنحاول لحد دلوقتي نطلع ورقه ترخيص نوقف
بالشارع من الحي لكن الأمر صعب لحد دلوقتي، وده مطلبنا الوحيد من الدولة وخاصة أن الرئيس
السيسي بيدعم الشباب والمشاريع الصغيرة"، مؤكدًا أنهم لا يشغلون الطريق العام
ولا يلقون مخلفاتهم في الشارع، فهم حريصين على نظافة الشارع وظهور مشورعهم بشكل حضاري.
لم يتوقف
حلم الشباب الحالم إلى هنا، بل أكد مؤسس الفكرة، أنهم طوال الوقت يبحثون عن تطوير المشروع،
لذا يخططون الآن لعمل تطبيق إلكتروني
"أبليكشن" عبر الهاتف المحمول لتوصيل المأكولات السريعة لأي مكان في أنحاء
المحروسة الفترة المقبلة.