على باب الله.. "الأرزقية" يبحثون عن اللقمة الحلال تحت شمس الشقى (صور)
"على باب الله شايلين حمولنا، ومستسلمين ما يرزق غير الله".. كلمات حال الكثير من أصحاب المهن البسيطة، الذين يقتاتون من الرزق الذي يحصلون عليه "اليوم بيومه"، فمنهم من ترك أبنائه جائعة وخرج ليعود لسد رمقهم، ومنهم من طلب الستر الحلال ولقمة العيش بعرق الشقا.
على أحد الأرصفة بمنطقة الحسين، يقف شاب عشريني،
وأمامه عربة من الخشب المتهالك تحتوي على كميات
كبيرة من التسالي "لب وسوداني وحلويات" لإرضاء ذوق زبائنه، الذي ينتظرهم
يوميًا كل صباح قبل بدء اليوم الدراسي، وعقب انتهائه، خاصة أن زبائنه معظمهم من الأطفال.
على الجانب الأخر يمكث رجل خمسيني في ذات الأزقة
وأمامه مجموعة من الفواكهة، يحاول أن يرزق منها، وبالرغم من ارتفاع الأسعار إلا انه
يحاول البيع بأسعار مخفضة لأنتهاء يومه والرجوع لأبنائه لسد احتياجتهم، ولكن رحلته
اليومية لم تمر كما يريد، لذا أخذ "الشيشة" ونيس يومه لمرور الوقت.
ويتناول البعض الآخر طعامه قبل الذهاب للعمل صباحًا،
حيث اعتاد بعض العمال على التردد على عربة الفول لأنها الأنسب ماديًا، فضلا عن إمدادهم
بالطاقة، فيما يهورل تلاميذ المدارس لعربة
"البيض والبقسماط"، للشراء منهم قبل وعق اليوم الدراسي.
شاب أنيق الهيئة، ذو ابتسامة لا تفارق وجهه توحي
بقدر كبير من الرضا رغم ضيق الحال، يقف أمام عربة الرزق، بمنتصف شارع الحسين، لا يبالي
للبرد القارص، فيما يسير أحد العمال حاملاً أطباق الفول للزبائن مواجهًا تعبه متكأ
على الله، رضيًا بالحال.