خبراء يُجيبون.. ما وراء إدعاء دفاع هشام جنينة إصابته بصدمة نفسية؟

تقارير وحوارات


إدعت هيئة الدفاع عن المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات إصابته بصدمة نفسية وعدم توازنه العصبى خلال تسجيله الذى زعم فيه احتفاظ رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق مستدعى سامى عنان، بوثائق ومستندات تخص الدولة المصرية، وأدعى احتواءها على ما يدين الدولة وقيادتها ومؤسساتها.

 

واستبعد المختصون في حديثهم لـ "الفجر" إصابة "جنينة" بعدم إتزان نفسي، وفسر الخبراء بيان هيئة الدفاع عن جنينة، وهو ما نوضحه من خلال السطور التالية.

 

دفاع "جنينة": صدمة عصبية نالت من توازنه العصبي

نشر الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، والمتحدث السابق باسم حملة الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، بيانًا إعلاميًا قال إنه من هيئة الدفاع عن المستشار هشام جنينة، الرئيس الأسبق للجهاز المركزي للمحاسبات.

 

وجاء في البيان، أن الهيئة أعربت عن اهتمامها بنقله دون إبطاء إلى مستشفى متخصص لمتابعة حالته؛ حيث كان يعاني من صدمة نفسية نالت من توازنه العصبي، وهو ما يمكن أن يدركه كل من تابع التسجيل الذي أجراه له، وأتاحه للجمهور، أحد زواره، وهو طريح الفراش يعاني من كسر في محجر العين وكسر مضاعف في الساق؛ وقد كان واضحا لكل من شاهد الحديث، بعد بثه ما يعانيه من ألم وانهيار في الحالة الصحية العامة، من جراء صدمة التعدي عليه، وما كتبه له الأطباء من مسكنات ومهدئات ذات آثار سلبية يقينية على الوعي والإدراك الكاملين.

 

وأكد البيان، أنه تم تصوير هشام جنينة في سرير المرض خلسة بكاميرا جهاز هاتف محمول، ناطق بوضعه الصحي، وهو ما يجعل ما سجل له، وما يدلي به من أقوال في تحقيقات النيابة العسكرية لا يعبر عن إرادته الواعية، ويستوجب وقف التحقيقات الحالية والمواجهات الجارية وعرضه دون إبطاء على فريق طبي ليستكمل الشفاء أولاً.

 

وتابع البيان: "ولا يراود هيئة الدفاع ثمة شك في حرص النيابة العسكرية على ضمانات التحقيق القضائي بعد استقرار الحالة الصحية العامة للمستشار هشام جنينة، وزوال الآثار الجانبية لما يتعاطاه منذ الحادث من أدوية تخفيفا لما يمر به من آلام عضوية ونفسية".

 

وذكر البيان أن "جنينة يستحق الرعاية الصحية في هذه المرحلة الحرجة، فلا يسأل أو يساءل عما يبديه تحت تأثير ما تعرض له من تعد وما يخضع له من أدوية، لأن مثله لا يستحق حاليا إلا الرعاية الصحية الكاملة في مستشفى به أطباء مؤهلين للتعامل معه نفسيا وعضويا".

 

وأردفت الهيئة قائلة: "كلنا يعلم أن جنينة يعلم قدر الكلمة، ولا ينطق إلا بما يعي وبيده ميزان لعباراته، ونظره معلق بحب البلد الذي نشأ ويعيش فيه، وأن ما أتيح من تسجيل له بملابس المرض، متحدثا بعيون لا تقوى على الفتح، يشي بحتمية متابعتة العلاج دون إبطاء قبل أن يمثل متهما بما يشين نزولا على حقه علينا كإنسان نال البطش الغادر منه بفعل أيد آثمة لن تفلت من قبضة القضاء المصري العادل".

 

"الجمل": دفاع جنينة يريد نفي التهمة

وفي سياق ما سبق قال المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق لـ "الفجر" إن الغرض من ما جاء على لسان هيئة الدفاع عن "جنينة" نفي التهمة عنه من خلال القول بأنه ذو عقلية غير متزنه.

 

وأضاف أن ما قيل من قبل هيئة الدفاع عن "جنينة" يتعين ثبوته من قبل المختصون بالتحقيقات، مشيرًا أن الأمر يتعلق بحالة الكشف بعد عرضه على الجهة الطبية.

 

وأوضح رئيس مجلس الدولة الأسبق أن الحديث عن إصابة "جنينة" بعدم الإتزان النفسي، هي بمثابة كلمة عامة ومجردة وهو ما يتطلب الكشف عن هل هو شخص ذو إرادة سليمة وعقليًا متزن أم أنه مريض نفسي؟.

 

أستاذ قانون: الجناية لا ترتكب دون الشعور بها

ومن جانبه قال الدكتور نبيل حلمي، أستاذ ورئيس قسم القانون الدولي العام وعميد كلية الحقوق جامعة الزقازيق سابقا" إن المرض العصبي له أنواع متعددة.

 

وأضاف في تصريح لـ "الفجر"، أن بعد حديث دفاع "جنينة" عن إصابته بصدمة نفسية نالت من توازنه العصبي، يستوجب إحالته للطب الشرعي لمعرفة حقيقة ونوع المرض النفسي الذي يمر به، وآثاره في حال وجوده على أعصابه ونضجه.

 

وأكد أستاذ القانون الدولي، أن جهات التحقيق تستأنف التحقيق معه في حال إثبات عدم إصابته بمرض نفسي، وفي حال إصابته بخلل ستؤجل التحقيقات.

 

وأوضح أستاذ القانون الدولي أنه يستبعد إصابة "جنينة" بخلل عقلي، مضيفًا أنه كان يقود السيارة بنفسه قبل إصابته، وتابع: "لا اعتقد أن يقوم جنينة بارتكاب جناية دون أن يشعر".

 

خبير نفسي: المهدئات لا تؤثر على الإتزان

فيما قال الدكتور جمال فرويز،استشاري الطب النفسي لـ "الفجر"، إن الأدوية المهدئة أو مضادات الاكتئاب لا تؤثر على توازن الإنسان.

 

وأضاف أن في حال ثبوت معاناة "جنينة" من إرهاق نفسي سيتم تأجيل التحقيقات معه، وفي هذه الحالة سيتم وضعه في المصحة النفسية 45 يومًا.

 

وتابع استشاري الطب النفسي للتأكيد على أن الأدوية المعالجة والمهدئات لا تؤثر على "جنينة": "الدواء لا يؤثر على سلوكيات الإنسان".