منال لاشين تكتب: عودة خلافات المرأة الحديدية
سحر نصر: مافيش وزير هيطلع فى حملتى التليفزيونية
ووزراء الاقتصاد: وزيرة الاستثمار لم تحضر مؤتمراتنا
هى امرأة حديدية بالفعل.. حديدية الإرادة.. لا تستسلم بسهولة، ولو لمحت فى الكلمات ثمة إعجاب بها، فعندك حق فأنا معجبة بقدرة وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى سحر نصر على خوض المعارك بنفس البساطة التى ترتدى بها ملابسها ذات الماركات الفاخرة جدا جدا.
لا شك أن سحر قد خسرت العديد من المعارك وأن المؤشرات الخفية عن فقدان بعض نفوذها أصبحت علنية، فلم تحضر سحر نصر جلسة المباحثات الجماعية مع الرئيس السيسى ونائب الرئيس الأمريكى، وكان لافتا غياب وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، وحضور وزيرتى التخطيط والسياحة.
ولكن سحر استطاعت أن تحافظ على الاستمرار فى الحكومة بالوزارتين معا، ولم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء.
وعاد رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل من رحلة علاجه ليجد خلافات المجموعة الاقتصادية مستمرة وحكايات وقرارات جديدة تزيد اشتعال الخلافات، بل إن شريف إسماعيل وجد مشاكل ساخنة واستغناء بالجملة عن قيادات بالاستثمار، وبدا الأمر للرجل كأننا أمام انقلاب فى وزارة الاستثمار.
1- أزمة الحملة
آخر أزمات الوزيرة سحر نصر مع زملائها وزراء المجموعة الاقتصادية كانت بسبب الحملة الإعلانية لوزارة الاستثمار التى تسوق لقانون الاستثمار الجديد، وفى إطار التحضير للحملة اجتمع وزراء المجموعة الاقتصادية مع الطاقم الفنى للحملة، وخلال الاجتماع ظهر اقتراح بأن يشترك كل وزراء المجموعة فى الحملة، كل وزير يقدم فقرة إعلانية يعرض خلالها إجراءات تبسيط إجراءات الاستثمار فى قطاعه، وذلك من منطلق أن تسهيل الاستثمار لا يتوقف على دور وزارة الاستثمار فقط، بل إن مهمة تسهيل الاستثمار هى مهمة جماعية لكل المجموعة الوزارية الاقتصادية، وتشمل قوانين كثيرة تدخل فى اختصاص وزارات أخرى بالإضافة إلى وزارة الاستثمار.
ولكن وزيرة الاستثمار سحر نصر رفضت هذا الاقتراح، وأصرت على عدم ظهور أى وزير فى الحملة التسويقية، وكان رأى الوزيرة أن الحملة يجب أن تقتصر على المستثمرين أو بالأحرى كبار المستثمرين فقط. سواء من المصريين أو الاجانب، وأضافت وزيرة الاستثمار أن الاقتصار على المستثمرين يعطى مصداقية أكثر من المسئولين.
وأدى هذا الرفض إلى اشتعال غضب الوزراء من سحر، خاصة أن بعضهم كان يعتبر الحملة فرصة للتلميع السياسى، ولم يتأخر رد الوزراء الغاضب على سحر، فقد قرر الوزراء حرمان سحر نصر من حضور المؤتمرات الخاصة بهم والتى تتعلق بقضايا ذات صلة بالاستثمار، ولم يعد الأمر مقصورا على رفض سحر نصر حضور المؤتمرات مع الوزراء الذين تكرههم، ولكن الوزراء أنفسهم أصبحوا لا يوجهون الدعوة لسحر نصر حتى فى لقاءاتهم مع المستثمرين الأجانب، وتقضى التقاليد حضور وزيرة الاستثمار فى كل اللقاءات الحكومية مع المستثمرين الأجانب.
2- أزمة مع الخارجية
وبعيدا عن المجموعة الاقتصادية تزايد الجفاء بين الوزيرة سحر نصر ووزير الخارجية سامح شكرى، وذلك بسبب تكرار سحر الهجوم على السفارات والسفراء واتهامهم بالفشل فى الترويج لسياسات الاستثمار فى مصر، وكان وزير الاستثمار السابق الدكتور محمود محيى الدين قد عقد ما يشبه البروتوكول بين الاستثمار والخارجية وكانت السفارات فى عهده تساعد فى تشجيع الاستثمار واستضافة فعاليات وأنشطة وزارة الاستثمار فى السفارات المصرية، ولكن وزيرة الاستثمار سحر نصر اعتبرت أن هذه المساعدة تمنحها حق انتقاد بل توجيه السفراء، وإعداد تقييم للسفارات فى مجال جذب الاستثمار وكأن الخارجية أصبحت جزءا من مملكتها أو وزارة ثالثة تابعة لها، وقد أغضب هذا السلوك السفراء، وعرضوا الأمر على وزير الخارجية فانحاز للسفراء، وأكد أنه لا يجوز أن تتعدى وزيرة التعاون الدولى والاستثمار على اختصاصاته الأصيلة والدستورية، ولهذا زاد التوتر بين سحر نصر وسامح شكرى، ويعود أول توتر بين سحر وشكرى إلى زيارة مشتركة للسعودية حيث اعتبر شكرى بعض ما قالته سحر تدخلا فى أعمال الخارجية، بينما يردد أنصار سحر قصة أخرى، ويؤكدون أن الاستقبال الحافل لسحر أزعج سامح شكرى.
3- ضربة معلم
ولكن سحر تلقت ضربة كبيرة وفى صميم اختصاصاتها، فقد تكرر سيناريو الخلافات مع قيادات الهيئة العامة للاستثمار، واعترضوا على إصرار سحر نصر على التنكيل بالقيادات والعاملين بالهيئة لصالح موظفى التعاون الدولى، واستقال رئيس مجلس إدارة المناطق الحرة حسام الحداد واستقال معه قيادى آخر بالهيئة، وكان على رأس المستقيلين الرئيس التنفيذى للهيئة العامة لاستثمار منى زوبع، وجاء خطاب الاستقالة حاملا الكثير من الشكاوى من محاباة الوزيرة لقطاع التعاون الدولى على حساب الهيئة العامة للاستثمار، واستمر التوتر وامتنعت منى زوبع عن الذهاب لعملها، وفى هذه الأثناء عاد رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل من رحلة العلاج بالخارج، وعلم بما يحدث فى الهيئة العامة للاستثمار ورفض فكرة تطفيش قيادات الهيئة من قبل وزيرة الاستثمار، وبحسب معلومات حصلت عليها «الفجر»، فإن رئيس الحكومة أرسل أحد معاونيه لرئيسة الهيئة منى زوبع وطلب رئيس الحكومة من منى التراجع عن استقالتها، والعودة للعمل وكانت رسالة رئيس الحكومة كافية بأن تستجيب السيدة منى وتعود للعمل، رغم أنف الوزيرة.
واعتبر الكثيرون أن ما حدث ضربة موجعة لوزيرة الاستثمار فى عقر دارها، ورد على كثير من أفعالها.
ولا تزال سحر فى ساحة المعارك وكأنها لا تزدهر إلا فى مناخ الخلافات والخناقات.