منال لاشين تكتب: هشام جنينة حاول إفساد العلاقة بين السيسي والمسيحيين قبل الانتخابات
ورّط عنان فى جريمة الخيانة العظمى
«لا تصاحب العبيط ولا تشغله».. مثل شعبى كنت أسمعه كثيرا من جدتى رحمها الله. فقد كانت امرأة حكيمة تستمد حكمتها من آلاف السنين التى كانت تبدو لى من تجاعيد وجهها. كانت ترى أن الكوارث التى يجيبها العبيط على نفسه ومن حوله أكثر خطورة من الشرير أو قليل الأصل. وقد اعتبر الكثيرون أن المستشار هشام جنينة عبيط أضر بنفسه وبسامى عنان الذى اختاره نائبا له فى لعبة لم تتم. وقد يكون لهؤلاء بعض الحق. فما قاله جنينة فى حوار مع قناة إخوانية مجهولة لا يصدر عن عاقل. اتهامات بل بالأحرى أكاذيب حقيرة ومتجاوزة كل الخطوط.
واعتبر آخرون أن جنينة بهذه الاتهامات والأكاذيب ينتقم مما جرى له من ضرب مبرح لا تزال آثارها على عينيه ووجهه.
ولكننى أعتقد أن جنينة كان واعيا مصرا وطامحا لتحقيق هدف خبيث. هدف حلم به منذ ثورة 30 يونيو.أو بالأحرى منذ أن قامت الثورة بالإطاحة بالإخوان أهل وعشرة المستشار هشام جنينة.. فقد كتبنا عشرات المرات عن موقف جنينة السلبى والرافض لـ30 يونيو.وعن تنكيله بمجموعة تمرد فى الجهاز المركزى للمحاسبات.فقد تولى جنينة مهمة رئاسة المركزى للمحاسبات باختيار المستشار محمود مكى نائب رئيس الإخوان محمد مرسى.والعلاقة بين مكى وجنينة ترجع إلى سنوات طويلة سابقة على ثورة 25 يناير. وعن التزامل فى مجموعة استقلال القضاء قبل الثورة. وهى المجموعة التى فازت برئاسة نادى القضاة قبل ثورة 25 يناير. ولم يستطع أن يرفض جنينة طلب مكى. وبعد ثورة 30 يونيو توقع البعض أن يبادر هشام جنينة بتقديم استقالته. بل إننى طالبته بوضع استقالته تحت تصرف الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور. ولكنه استمر. وبدأ فى التحرش الرقابى والقانونى بأهم مؤسسات الدولة. مرة يصرح بأن الداخلية ترفض السماح لرجال الجهاز بمراقبة أموالهم. ومرة يعلق على مصروفات الرئاسة. ومرة ثالثة على الجهات غير الخاضعة للجهاز. واستمر جنينة يدلى بتصريحات نارية ثم يعود إلى نفيها. واستمر أيضا فى دعم الإخوان المتسربين فى الجهاز ودعم جمعية غير شرعية أقاموها فى عهده.
لكن دوام الحال من المحال. فقد فتح تصريح الفساد ما بعد 2013 عليه أبوابا كثيرة انتهت بإخراجه من الجهاز ودخل فى دوامة التقاضى للدفاع عن نفسه.
ولذلك أثق أن جنينة كان يريد تحقيق أهداف معينة من وراء الاتهامات أو بالأحرى التخاريف والأكاذيب التى رددها هشام جنينة فى حواره. فقد توفقت عند أكاذيبه حول وجود مستندات لدى الفريق عنان توضح الطرف الثالث أو المتسبب فى أكثر من قضية حساسة، لأنها قضايا تتعلق بالدم. خاصة قضية أحداث ماسبيرو الذى استشهد فيها بعض شباب المصريين المسيحيين. وهذه القضية تحديدا حاولت أجهزة مخابرات أجنبية استغلالها لإحراج الحكومة المصرية.وأظن وليس كل الظن إثما أن جنينة كان يريد أن يشوش على العلاقة بين الرئيس السيسى والأقباط. وهى علاقة متينة جدا وأقوى علاقة بين المسيحيين ورئيس مصرى. وهذه العلاقة تضايق بل تحرق دم كثيرين. فجنينة كان يهدف لإحداث الوقيعة المستحيلة بين السيسى والمسيحيين. خاصة ونحن فى أجواء انتخابات رئاسية. لقد أراد جنينة أن يلمح لوجود علاقة بين المؤسسات وكارثة ماسبيرو.وهو بذلك يحقق هدفا آخر، لأنه يبرىء الإخوان من احتمال تورطهم فى كارثة ماسبيرو.
هدف آخر لجنينة يثبت أنه إخوانى. فقد كرر أكاذيب الإخوان بأن ثورة 30 يونيو مدبرة. وهنا يعبر المستشار هشام جنينة عما كتمه فى نفسه وعقله منذ ثورة 30 يونيو. وأنه قد اضطر للقول بأن 30 يونيو ثورة حفاظ على منصبه كرئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، وتحت ضغط الاتهامات الإعلامية له بأنه ضد 30 يونيو وإخوانى.
ولم يجد جنينة فرصة أفضل بادعاء أن أحد قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه مستندات أن ثورة 30 يونيو مدبرة. وكأن ما شاركنا من مظاهرات لأكثر من 30 مليون مواطن كانت فى بلد آخر، أو مجرد حلم أو وهم.
ولقد جاء الرد سريعا جدا على أكاذيب هشام جنينة. فقد نفى كل من ابن عنان ومحاميه الأستاذ ناصر أمين كل ما قاله جنينة. بل إن محامى عنان هدد، وأعلن أنه سيرفع قضية ضد هشام جنينة فى القضاء العسكرى. فما قاله هشام جنينة من أكاذيب يورط الفريق سامى عنان فى تهم عديدة، على رأسها الخيانة العظمى، لأن جنينة قال إن عنان هرب مستندات تخص الدولة وأهم مؤسساتها إلى خارج البلاد.. ولا أدرى كيف فات على رجل درس القانون أن هذه التهمة هى نفس التهمة التى يُحاكم بها مرسى.
ولذلك البعض مقتنع بأن هشام جنينة عبيط ورط عنان وورط نفسه فى تهم عديدة. وبدأت عجلة المحاكمة بالقبض على المستشار هشام جنينة.