"الرمالي": 91 % من أطفالنا يستخدمون الأجهزة الذكية
يرصد الكاتب الصحفي مسلم الرمالي أن أطفال 91 % من الأُسر السعودية، يستخدمون الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، محذرا من التأثير السلبي لهذه الظاهرة، حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف محتوى ما يتابعه الأطفال، ولا تحدد إطارا زمنيا لاستخدام الأجهزة، وفي شأن آخر، يحدد الكاتب الصحفي محمد المختار الفال ثلاثة أسباب توجب منح الجنسية لأبناء المواطنة السعودية من زوج أجنبي.
هذا ما جنته علينا التقنية
وذكر في مقاله " هذا ما جنته علينا التقنية" بصحيفة " الوطن "، يرصد الرمالي نتائج استطلاع أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام شارك فيه 1039 مواطنا من الجنسين في منتصف مايو 2017، لافتا إلى الأثر السلبي للتقنية خاصة على الأطفال، ويقول "يظهر لنا جليا التأثير السلبي لاستخدام الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية على الأطفال، خلال كثير من الرسائل العلمية، والتغريدات التحذيرية، والفيديوهات التوعوية التي ترفع مستوى الوعي حول الآثار السلبية للتقنية الحديثة على الأطفال صحيا ونفسيا، إدراكيا واجتماعيا، ومع ذلك فإن 91 % من الأُسر السعودية تستخدم أطفالها الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، و43 % منهم لم تتجاوز أعمارهم 5 سنوات .. وفق استطلاع أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام شارك فيه 1039 مواطنا من الجنسين في منتصف مايو 2017، فإن 4 ساعات هي متوسط عدد الساعات اليومية لاستخدام الأطفال الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية".
ماذا يشاهدون ؟
ويتساءل الرمالي " ما البرامج والتطبيقات التي يقضي أبناؤنا أوقاتهم في متابعتها؟ .. وفقا للاستطلاع، فإن 79 % من الأطفال يفضلون استخدام التطبيقات الترفيهية، بينما 11 % يفضلون برامج التواصل الاجتماعي، ثم 7 % يفضلون التطبيقات التعليمية، وأخيرا 2,5 % يفضلون تطبيقات الهوايات .. 50 % من الوالدين أكدوا أنهم يتابعون أطفالهم على فترات متفاوتة عند استخدام الأجهزة الذكية، بينما 7 % لا يتابعون أطفالهم أبدا عند استخدامهم التقنية، و37 % من الوالدين لاحظ أن استخدام أطفالهم الأجهزة الذكية له أثر سلبي عليهم".
أسهل طريقة
ويعلق الرمالي قائلا " أسهل طريقة لتهدئة «شغب» وصراخ الأطفال داخل المنزل هو منحهم أجهزة ذكية وألعابا إلكترونية؛ ليستقر هدوء البيت، ولتبقى الأشياء في مكانها الطبيعي، وكذلك للمحافظة على أثاث البيت من عبث الأبناء .. هذه الصفقة ليس من شروطها -للأسف- معرفة المحتوى الذي يتابعه الأطفال، وكذلك تحديد الإطار الزمني لاستخدام الأجهزة، فهناك ألعاب الحروب والصراعات، والتي تعتمد على تدمير وقتل الآخرين بطريقة شيقة وحماسية، ومع الوقت بالتأكيد ستعزز العنف، وتفتح عيون الأطفال على أساليب الجريمة".
عزلة وإدمان
ثم يرصد الرمالي التأثير السلبي للتقنية على الأطفال، ويقول " تشير دراسة قدمتها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال عام 2017 إلى أن بعض الأطفال يمنح استخدام الأجهزة قبل البدء حتى بالكلام، وبالتالي هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لتأخير مهارات النطق والتحدث، ووجد الباحثون أنه كلما زاد وقت استخدام الأجهزة كان من المرجح أن يكون الطفل معرضا للتأخر في الكلام واستخدام اللغة التعبيرية .. حالة الإدمان التي يعانيها أطفالنا مع الأجهزة الذكية جعلت شاشة التلفاز والرسوم المتحركة لا قيمة لها، واللعب مع الأقران طريقة تقليدية، وبالتالي فلعزلة الطفل مع هذه الأجهزة آثارها السلبية على نمو الطفل العقلي، والوجداني، والاجتماعي، وكذلك تؤثر على تفاعله النفسي مع محيطه الأسري، لذا ينبغي على الوالدين أن يقضيا وقتا مع أبنائهما بالجلوس والحوار واللعب، وكذلك إدارة المحتوى الذي يطلع عليه أبناؤهما في الأجهزة الذكية أو الألعاب الإلكترونية".
سببان لرفض الجنسية
وفي مقاله " منح الجنسية لأبناء السعودية.. استكمال لأهليتها الحقوقية " بصحيفة " الحياة"، يناقش الفال القضية في ضوء موافقة غالبية أعضاء مجلس الشورى على درس مقترحين لتعديل نظام الجنسية العربية السعودية، الأمر الذي سيمكن أبناء السعوديات من الحصول على جنسية الأم حال اعتماد التعديلات، ويتوقف الفال أمام سببين يقدمهما معارضو منح الجنسية ويقول " إذا نظرنا إلى مبررات المعارضين، في الشورى، لمنح أبناء السعودية جنسية أمهم، نجدها تستند إلى معطيين: ( شرعي ) يناقش الموضوع من زاوية نسبة الأولاد إلى آبائهم، و( اقتصادي ) يرى أن المنح يشكل ضرراً اقتصادياً".
النسب الشرعي
ويرد الفال على السببين قائلا "أعتقد أن ( محاصرة ) النقاش في دائرة النسب الشرعي يخرج القضية من إطارها التنظيمي، الذي للدولة فيه متسع شرعي يتصل بكثير من المستجدات وما تقتضيه المصلحة، فمنح الجنسية له مسوغاته، ومنها الإلحاق بالآباء بحكم النسب الشرعي، ولكن منها أيضاً قرار ولي الأمر، وحق تقدم من ولد على أرض المملكة للحصول على الجنسية، فإذا أضيف إلى تلك المسوغات وغيرها حق الأم، بوصفها مواطناً كامل الأهلية، عليه من الواجبات وله من الحقوق ما لشقيقها الرجل، ومن الحقوق المهمة لهذا المواطن ( المرأة ) أن يكتسب أولاده، الذين هم ثمرة اختياره المشروع، ما يؤكد ارتباطهم بوطنه ووطنهم".
مئات الآلاف فقط
ويضيف الفال " أما القول إن منح الجنسية لأبناء السعوديات ( يسبب ضغطاً على الموارد الطبيعية )، فهو كلام متعجل لم يتأمل الواقع ويقدر متطلبات المستقبل، فالواقع يقول إن بلادنا تحتضن أكثر من تسعة ملايين أجنبي، وتستقبل أكثر منهم سنوياً للحج والعمرة، وتخطط لمضاعفة الأعداد لتحقيق أهداف الرؤية 2030، واستمرار النمو الطبيعي في بلاد وهبها الرزاق ثروات طبيعية ومعنوية عريضة، واستثمار كنوزها الظاهرة والكامنة يحتاج إلى قوى بشرية مرتبطة بها ارتباطاً حقيقياً وليس ارتباط من ( يغتنم ) المواسم ثم يطير، وأبناء السعوديات ( المواطنون ) بحكم الواقع، لا يزيدون على مئات الآلاف، في أعلى التقديرات، ويشكلون طاقات شابة، يحمل كثير منهم مؤهلات علمية ومهارات مهنية لا تقل عما يحمله غالبية الوافدين الذين يستقدمون بعقود عالية التكاليف.
هؤلاء أبناء السعودية
ثم يقدم الفال ثلاثة أسباب توجب منح الجنسية، ويقول:
1- وهذه الفئة من ( المواطنين أبناء المواطنات ) تضم أطباء وطبيبات، ومهندسين ومعلمات، وخبراء إداريين ومستشارين، ورواد ورائدات أعمال، يشعرون بالقلق وعدم الاستقرار، والمصلحة تتطلب أن يوفر لهم وطن أمهاتهم ووطنهم، الذي لا يعرفون غيره، هذه الحاجة الضرورية للحياة الكريمة، فليس من المصلحة أن نهدر طاقات بأيدينا ثم نبحث عنها خارج الحدود، والاتجاه إلى الاستفادة من «المواليد» في الحقل الرياضي دليل على وجاهة الرأي الداعي إلى تمكين أبناء السعوديات من الانتظام في حياة مجتمع لا يعرفون غيره. وقضية اجتماعية واقتصادية وتنموية وإنسانية وسياسية، بهذا الحجم، لا تترك لما تعكسه بعض «حوارات» شبكات التواصل الاجتماعي التي يضيق أصحابها حتى بمن ليس من مدينتهم أو قريتهم.!
2- دوحة هذا الوطن الكبير أوسع من «خيام» الأفراد ومنازلهم، ونظرة القيادة إلى أبناء شعبها يتساوى فيها الرجل والمرأة، فهما مواطنان مخلصان يعتزان بالانتماء إلى هذا الوطن ومن يرتبط بهما يرث عنهما خصال الولاء والانتماء والاعتزاز، بل أكاد أقول إن المرأة «المواطنة» أقدر من الرجل «المواطن» على تنشئة الأبناء على حب الأهل والعشيرة والوطن وزرع الولاء والاعتزاز بالقيم وهم في الأرحام، فإذا تنفسوا الهواء تغذوا بما يرسخ تلك القيم، وهذا مشاهد في الحياة، فلا ينبغي أن ينظر إلى أبناء «السعودية» على أنهم أقل انتماء إلى وطنهم من أبناء «السعودي»، هذا يطعن في أهلية مربية الرجال ويهضم بعض حقوقها. وقدوتنا يؤكد أن «ابن بنت القوم منهم»، يسري عليه ما يسري على الجميع، المخلص الشهم الوفي يعامل بما يستحقه والناكر للجميل تطبق بحقه الأنظمة الرادعة كما تطبق على «ابن خاله» المنبت عن الوطن.
3- سيكون من الإساءة إلى المواطنة السعودية أن نتهمها في مشاعرها وننتقص من حبها لوطنها ونتصور أن أبناءها ما تمسكوا بهذا الوطن إلا بحثاً عن العيش والاستفادة من ثرواته، وإن كان هذا حقهم بالانتماء إلى تلك الأم المواطنة التي زرعت فيهم حبه والولاء له".