منال لاشين تكتب: قل رفعا ولا تقل تعديلا
قبل ثورة 25 يناير كان هناك قواعد سياسية راسخة، وكانت لغة الحكومة منضبطة وبتعبيرات محددة، فعندما يقول وزير التموين لا مساس بالدعم فالناس تعرف ان الدعم سيقل، وإذا قال وزير المالية إننا نعانى من ندرة الموارد، فالناس تفهم أن الضرائب ستزيد وأن ضرائب جديدة فى الطريق، وإذا قال الرئيس إننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية، فالناس تعرف أن فيه حملة اعتقالات كبرى فى الطريق، وهكذا كان الناس تعرف نية الحكومة ولا تفاجأ بقراراتها أو إجراءاتها، وكانت هناك ميزة أخرى لهذا الأسلوب الحكومى، فهو يخفف الضغط والنكد على الناس لأنه يتحول إلى نكتة تتبعها عشرات بل مئات النكات.
والحق أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين أعاد للحكومة أسلوبها واستعاد تقاليدها الراسخة بعد مضى سنوات.
فوزير الصحة يقول إنه بصدد تعديل أسعار 3600 دواء، وتعبير تعديل أسعار يعنى على بلاطة رفع أسعار الدواء، وهكذا أعاد الوزير هذه التقاليد، كل ما يحب يرفع أسعار دواء يقول لنا إنه يعدل أسعار الدواء يفهم المواطن أننا إزاء رفع جديد لأدوية جديدة، وتعددت النكات على حكاية أو لفظ التعديل، يقولك الدواء زاد ثمنه وبقى بـ50 جنيها بعد تعديل وزير الصحة، وتسأل الصيدلى الدواء دا سعر اتعدل يرد قائلا اتعدل بعشرة جنيه، فيفهم المواطن أن سعره زاد عشرة جنيهات، ونكته مواطن مات من كثر أسعار الدواء ما اتعدلت، وحلت كلمة التعديل فى حياتنا محل كله الزيادة، ابنى يقولى عايز تعديل فى المصروف عشان الأسعار بتزيد، والسيدة التى تساعدنا فى المنزل طالبة تعديل فى مرتبها، والسواق طالب التعديل، ولذلك يجب أن نحيى وزير الصحة على استعادة تقاليد الحكومة ونطلب منه بأعلى صوت كفاية تعديل.