ما وراء تغيير اسم شارع سليم الأول بالزيتون؟

تقارير وحوارات



تعد أسماء الشوارع خير دليل على تاريخ الشعوب، فاختيار الأسماء التي أخذتها شوارع القاهرة لم تكن صدفة، بل تم اختيارها عن قصد، فقد أخذت أسماء أسماء الملوك والحكام والسلاطين وشخصيات مشهورة، وأسماء نضالية، فضلاً عن دول عربية، إلا أنه وعلي الجانب الآخر فإن إطلاق الأسماء على الشوارع لم يكن بالأمر الموفق دائما فهناك البعض تخلد ذكرى الحكام الدمويين واشهرهم شارع "سليم الأول" بمنطقة الزيتون.
 
ويعود اسم الشارع إلى سليم الأول سلطان تركيا العثمانية والذي كان السبب في الفتح العثماني والذي حرم مصر من استقلالها ما يزيد على 500 عام.
 
قتل حاكم مصر السابق له "طومان باي "
وعلي الجانب الآخر يعتبر "سليم الأول" أحد أبرز الحكام الدمويين الذين تعاقبوا على مصر وليس أدل على ذلك من قيامه بقتل إخوته وأبنائهم حتى يضمن تثبيت حكمه ضد مؤامراتهم كما يروى عنه أنه قتل حاكم مصر السابق له "طومان باي " شنقا على باب زويلة وعلق جثته 3 أيام.
 
الخيانة سلاحه
وكان سلاحه في مرج دابق وفي صحراء العباسية هو الخيانة، ثم بعد أن دخل القاهرة وأصبحت مصر ولاية عثمانية بعد ان كانت دولة عظمي في المنطقة أمر بشحن كل نفيس فيها إلي اسطنبول "الاستانة" عاصمة حكمه وفي مقدمتها الآثار المحمدية لسيدنا رسول الله، بل وجمع كل معلم وأوسطي في صنعته وشحنهم إلي بلاده ليسهموا في بناء نهضتها.
 
موازيًا لشارع  "طومان باي"
وظلت مصر تحت الحكم العثماني المباشر أربعة قرون، ومن ثم  ظلت مصر تدفع الجزية لتركيا حتي عام 1952، ولم يكتفي بذلك بل أطلق اسم هذا الطاغية علي واحد من أكبر شوارع القاهرة ويسير موازياً ومجاوراً لشارع يحمل اسم البطل المصري "طومان باي".
 
سبب تغير الإسم
في سياق ما سبق قرر المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، تغيير اسم شارع سليم الأول بالزيتون بناء على ما تقدم به الدكتور محمد صبرى الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر، الذي افقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها وأعدم أخر سلطان مملوكي "طومان باي" وحل الجيش المصري على أن يتم إجراء حوار مجتمعي تحت رئاسة رئيس حي الزيتون مع أهالي الحي، وأصحاب المحلات، والمهتمين من المثقفين والمؤرخين لاختيار الاسم المناسب.