ترامب يهدد بوقف المساعدات عن الفلسطينيين حتى قبولهم بمحادثات سلام ترعاها واشنطن
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إن الفلسطينيين "قللوا من احترام" بلاده، مؤكدا أنه سيعلق مساعدات بمئات ملايين الدولارات إلى أن يوافقوا على العودة إلى محادثات سلام برعاية واشنطن.
من جهتها، أكدت الرئاسة الفلسطينية عدم الالتقاء بمسؤولي الإدارة الأمريكية لحين سحب الولايات المتحدة اعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أنه سيقوم بتعليق مساعدات تقدر بمئات الملايين من الدولارات إلى الفلسطينيين إلى حين قبولهم بالعودة إلى مفاوضات سلام برعاية أمريكية، معتبرا أن الفلسطينيين "قللوا من احترام" الولايات المتحدة.
وقال ترامب خلال لقاء ودي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في دافوس حيث يشاركان في المنتدى الاقتصادي العالمي "لقد قللوا من احترامنا قبل أسبوع بعدم السماح لنائب رئيسنا الرائع بمقابلتهم". وأضاف "نحن نمنحهم مئات الملايين، وهذه الأموال لن تسلم لهم إلا إذا جلسوا وتفاوضوا حول السلام".
واختتم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الثلاثاء أول جولة له في الشرق الأوسط بزيارة إسرائيل بعدما قاطع الفلسطينيون زيارته ورفضوا الاجتماع معه. وألقى بنس الاثنين خطابا أمام البرلمان الإسرائيلي تعهد فيه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قبل نهاية 2019.
كما شنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي هجوما مباشرا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس أمام مجلس الأمن، وقالت إنه يفتقر إلى الشجاعة الضرورية لتوقيع اتفاق سلام. وأضافت هايلي أن الولايات المتحدة لا تزال "ملتزمة إلى حد كبير" باتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني "لكننا لن نطارد قيادة فلسطينية تفتقر إلى ما هو ضروري للتوصل إلى السلام".
ورفض مسؤولون فلسطينيون الخميس انتقادات ترامب، وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن "عدم لقاء ظالمك ليس دليلا على عدم الاحترام، بل دليل على احترامك لذاتك".
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الفلسطينيين لن يلتقوا بمسؤولي الإدارة الأمريكية لحين سحب الولايات المتحدة اعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل. وقال أبو ردينة "نحن نقول ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإنها ستبقى خارج الطاولة (المفاوضات)".
ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى "التراجع عن قرارها والاعتراف بدولة فلسطين والقدس الشرقية كعاصمة لها، واحترام قرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية" مؤكدا أن هذا ما يعتبره الفلسطينيون" أساس أي مفاوضات قادمة". وأضاف "أي أحد لا يحترم هذه الأسس سيكون خارج الطاولة".
وشهدت العلاقات الفلسطينية الأمريكية توترا شديدا بعد قرار ترامب في 6 كانون الأول/ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي أنهى عقودا من الدبلوماسية الأمريكية المتريثة، ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى رفض لقاء بنس.
ونفذ الفلسطينيون الثلاثاء إضرابا عاما في الضفة الغربية المحتلة للاحتجاج على زيارة بنس والتنديد بالانحياز التام لإسرائيل الذي تنتهجه إدارة ترامب، واندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من الحواجز العسكرية والمستوطنات.
والقدس في صلب النزاع بين الدولة العبرية والفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، في حين أعلنت إسرائيل في 1980 القدس، المحتلة منذ ،1967 عاصمتها الأبدية.