شرح حديث: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة"

إسلاميات

بوابة الفجر


عن أبي هريرة رضى الله عنه" عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) [ رواه البخاري]. 

رجل أعطى بي ثم غدر 
يقصد الله عزّ وجل بهذه العبارة كل عبد عاهد عهداً، وحلف بالله ثمّ نقض عهده، ويعتبر الغدر من الصفات الذميمة التي حذر منها الإسلام، حيث إنه لا يتحلى بها إلا فاقد إيمان ومنافق، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) [رواه البخاري]، والغادر في يوم القيامة يحمل لواء غدره خزياً وعاراً بين الخلائق، ويكون الله عزّ وجل خصماً له في ذلك اليوم، أما عقابه في الدنيا فيكون بمعاملته من جنس العمل، فيعامله الله بعكس مقصوده، فلا يتمّ له أمراً، ولا ييسر له قضاء حوائجه. 

باع حراً فأكل ثمنه 
قد خصّ الله عزّ وجل الأكل؛ وذلك لأنه أعظم المقصود، وقد جعل الله إثم ذلك شديداً؛ لأنّ المسلمين متساوون في الحرية، فلا يجوز للمسلم بيع حر، لأن من باع حراً، فقد منع التصرف فيما أباح الله له، وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه، واستعباد الحر يكون في أمرين: أن يعتقده، ثمّ يجحد ذلك أو يكتمه، أما الأمر الثاني هو أن يستخدمه كرهاً بعد العتق، وقد أجمع العلماء على منع بيع الحر. 

رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره 
نجد أن بعض الناس يستأجرون عمالاً كي يعملوا عندهم، وعندما ينتهي هؤلاء العمال من عملهم يمنعهم أصحاب العمل من حقهم، ويبخسهم من أجرهم، فكثيراً ما نجد موظفين، أو سائقين، أو خدم، أو غير ذلك من أصحاب المهن، ممن يمكثون لأشهر أو ربما لسنوات دون أن يحصلوا على أجورهم، ومستحقاتهم المالية، وقد جعل الله عقاب من يمنع حق أجير أن يكون عزّ وجل خصماً له يوم القيامة، على خلاف من يوفي الأجير حقه؛ فإن الله يبارك له في ماله، ويخلف عليهم أفضل مما أنفقوا.