كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن تكاليف توليد الكهرباء من طاقة الرياح البرية باتت تضاهي أي مصدر آخر لتوليد الطاقة اذ تراجعت تكاليف إنتاج طاقة الرياح البرية بنسبة الربع تقريبا منذ عام 2010 بالتزامن مع هبوط تكاليف إنتاج الطاقة الكهروضوئية الشمسية بنسبة 73% خلال هذه الفترة ..متوقعة ان توفر أبرز مشاريع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية الشمسية بحلول عام 2019 كهرباء تعادل 3 سنتات لكل كيلو واط ساعي أو أقل.
وبحسب تقرير "تكاليف توليد الطاقة المتجددة في عام 2017" الصادر مؤخرا عن "آيرينا" ..بات متوسط التكلفة العالمية المعدلة للكهرباء الناتجة عن طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية الشمسية خلال الأشهر الـ 12 الماضية يبلغ 6 و10 سنت أمريكي على التوالي لكل كيلو واط ساعي مع إشارة نتائج المزادات الأخيرة إلى احتمال مساهمة المشاريع المستقبلية بخفض هذه المعدلات بشكل ملحوظ.
وسلط التقرير الضوء على تشغيل مشاريع طاقة الرياح البرية بشكل روتيني بتكلفة 4 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي فيما تتراوح التكلفة الحالية لإنتاج الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفوري بين 5 الى 17 سنتا أمريكيا لكل كيلو واط ساعي.
وقال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن هذا التحول الجديد يمثل نقلة نوعية في منظومة الطاقة حيث يعتبر هذا الهبوط في تكاليف تقنيات الطاقة المتجددة غير مسبوق ويعكس دور الطاقة المتجددة في إحداث طفرة في منظومة الطاقة العالمية.
وتم إطلاق تقرير "تكاليف توليد الطاقة المتجددة في عام 2017" في اليوم الأول من انطلاق أعمال الجمعية العمومية الثامنة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة وهو يسلط الضوء على منافسة الأشكال الأخرى لتوليد الطاقة المتجددة - مثل مشاريع الطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية - من حيث التكاليف للطاقة الكهربائية الناتجة عن الوقود الأحفوري خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة.
ويشير التقرير إلى احتمال مساهمة أبرز مشاريع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية الشمسية بحلول عام 2019 في توفير كهرباء تبلغ قيمتها 3 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي أي أقل بكثير من التكلفة الحالية لإنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري.
وتم تصنيف ممارسات الشراء التنافسية إلى جانب بزوغ نجم قاعدة كبيرة من خبراء تطوير المشاريع المتوسطة والكبيرة الذين يتنافسون لاغتنام الفرص المتاحة في السوق العالمية كعاملين جديدين ساهما في هبوط الأسعار مؤخرا بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية المتواصلة.
وأوضح أمين أن التحول إلى الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة الجديدة يعتبر ليس مجرد قرار يراعي البيئة بل إنه أصبح وبإجماع الأغلبية قرارا اقتصاديا ذكيا وباتت حكومات العالم تدرك إمكانات الطاقة المتجددة وهي تحاول المضي قدما في تطبيق خطط اقتصادية منخفضة الكربون مدعومة بنظم الطاقة القائمة على مصادر الطاقة المتجددة .. مشيرا إلى أن هذا التحول في قطاع الطاقة أن يحقق المزيد من الزخم ويدعم توافر فرص العمل ووتيرة النمو والقطاع الصحي والأمن الوطني والحد من ظاهرة التغير المناخي حول العالم في عام 2018 وما بعده.
كما يشير التقرير إلى أن نتائج المزادات توضح أن تكاليف مشاريع طاقة الرياح البحرية والطاقة الشمسية المركزة التي سيتم إطلاقها بين عامي 2020 و2022 ستتراوح بين 6 -10 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي مما يسرع من وتيرة انتشار هذه المشاريع عالميا.
ويسلط التقرير الضوء على تراجع متوسط التكلفة العالمية المعدلة للكهرباء الناتجة عن حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية على المستوى الخدمي بنسبة 73% بين عامي 2010 و2017 إلى 10 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي إلى جانب هبوط متوسط تكلفة الكهرباء الناتجة عن طاقة الرياح البرية بنسبة 23% بين عامي 2010 و2017 حيث يجري حاليا تشغيل المشاريع بشكل روتيني بتكلفة 4 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي ووصول متوسط التكلفة العالمية المعدلة للكهرباء إلى حوالي 6 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي.
ومن المتوقع بحلول عام 2019 أن توفر أبرز مشاريع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية الشمسية كهرباء تعادل 3 سنتات لكل كيلو واط ساعي، أو أقل.. وبلغ متوسط التكلفة العالمية المعدلة للكهرباء الناتجة عن مشاريع الطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والتي تم إطلاقها في عام 2017 حوالي 7 سنتات أمريكية لكل كيلو واط ساعي.
فيما يأتي الهبوط القياسي لأسعار الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أبوظبي وتشيلي ودبي والمكسيك والبيرو والمملكة العربية السعودية لإرساء معيار جديد للأسعار عند 3 سنتات أمريكية "وأقل".
وتشير نتائج المزادات والمشاريع إلى أن جميع تقنيات إنتاج الطاقة الكهربائية المتجددة على المستوى التجاري ستدخل حلبة المنافسة بحلول عام 2020 وحتى أنها ستقوض الاعتماد على الوقود الأحفوري عبر توليد كهرباء تتراوح تكلفتها بين 3 – 10 سنتات أمريكية.
وتم إطلاق التقرير ضمن إطار أعمال الجمعية العمومية الثامنة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" والتي تشهد مشاركة أكثر من 1100 ممثل حكومي من 153 بلدا وبوصفه الحدث الأبرز للتعاون الدولي بمجال الطاقة المتجددة يرسي هذا الاجتماع خططا استراتيجية توجه عمل الوكالة خلال السنوات الأربع المقبلة وذلك بما يضمن اضطلاعها بدور ريادي في دفع مسيرة التحول بقطاع الطاقة العالمي.