بعد خروجها من المعتقل.. نور التميمي تكشف لـ"الفجر" كواليس محاكمة الاحتلال الإسرائيلي لها (حوار)
التزمت الصمت أثناء التحقيقات داخل سجون الاحتلال.. و"عهد" بصحة جيدة
المرأة الفلسطينية انتفاضة يفوح منها عطر الفتيات.. ودور الشباب أقوى تجاه
القضية
سجون الاحتلال مليئة
بالقاصرات.. وهناك غرف مُخصصة لهم
القدس عربية.. وحتمًا
ستعود للعرب مرة أخرى
"أيام المعتقل تجربة مؤثرة، وبيكوّن عنا خبره".. بهذه الكلمات
لخصت سليلة النضال والوطنية نور التميمي، المتهمة بالاعتداء على
جنديين إسرائيليين مع ابنة عمها "عهد"، ما شعرت به واستنتجته من تجربة المعتقل
التي استمرت لمدة أسبوعين، حيث أطلقت السلطات الإسرائيلية فجر يوم الجمعة الماضية،
سراح الفتاة الفلسطينية، عقب اعتقالها في خضم تحركات بالضفة الغربية منددة باعتراف
ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
لم يكن قرار المحكمة الإسرائيلية، بالإفراج عن "نور" بمثابة
الفرحة الكاملة، بل كان شعورًا مختلطًا، نظرًا لأن حريتها إلى هذه اللحظة في يد
قوات الإحتلال، فالقضية لازالت قائمة، فإخلى سبيلها مقابل 3 شروط، أولهما
دفع كفالة مالية بلغت خمسة آلاف شيكل ما يعادل 1500 دولار، بالإضافة إلى توقيع
العائلة على كفالة أخرى بقيمة عشرة آلاف شيكل- أ يقرب من ثلاثة آلاف دولار- ستدفع
في حال لم تمثل نور التميمي أمام القضاء لمحاكمتها، فضلاً عن توقيع كفيل يحمل
الهوية الإسرائيلية لم يحدد هويته، وأن تتوجه الفتاة الفلسطينية كل يوم
"جمعة" إلى أقرب مركز شرطة إسرائيلية وتوقع على وجودها في المنطقة- قرية
النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة-، ناهيك عن أنها تركت في السجن إخوات
فلسطينيات لها، لذا لم يمكن أن تكمل الفرحة الكاملة وأخواتها داخل معتقلات المحتل،
بهذه الكلمات وصفت نور التميمي لـ"الفجر" كيف استقبلت خبر
الإفراج عنها.
كانت
التحقيقات تدور في إطار استفهامات عن مصور مقطع الفيديو- ظهرت فيه نور مع
عهد وتم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما تدفعان وتضربان
جنديين إسرائيليين-، وكم عدد أسرتها، وأسئلة خاصة بالفتاة الفلسطينية خاصة، فضلاً
عن السؤال عن قريتها وأبناء القرية؛ لكنها التزمت الصمت والصمود، بالرغم من نهرها
عدة مرات إلا أنها لم تجاوب على أي سؤال، وظلت محتفظة بموقفها.
قضت "نور" ساعات المعتقل في السجن المدني، وكان غير مسموح لها
الخروج في ساحة المعتقل سوى عدة دقائق، خلال خروجها لهذه الساحة رأت ابنة عمها
"عهد التميمي"، وجلست معها وتحدثنا لكن مجرد وقت قليل، لأن الأخيرة كانت
تمكث بغرفة القاصرات، ولكنها بصحة وحال جيد: "عهد منيحة ومتماسكة
للنهاية".
أصعب موقف واجهته الفتاة الفلسطنية، ولم تنساه، عندما تم إطلاق سراحها
الساعة الثانية عشر:"أعلم منذ نعومة أظافري، أن من يتم الإفراج عنه ينزل على
حاجز طويل يطل على شارع مستوطنين ملىء بالتراب، وزيتون، وكان في بالي أن اهالي ما
يعرفه موعد إطلاق سراحي، فانتباني خوف شديد، ولكن بنهاية هذا الحاجز رأيت أبي
وعائلتي وتبدل الخوف لأمان"، مشيرةً إلى أنه لا يوجد حاليًا بداخلها أي
شعور بالخوف: "مافي شىء نخاف منه ما هيطلع منهم أكتر من حبس كام يوم وكام
شهر".
المرأة الفلسطينية، انتفاضة يفوح منها عطر الفتيات الشابات المزينات بخضاب
الدم، يدًا بيد إلى جانب شبابها، فالفتيات لها تأثير أكبر على العالم، فلم يتحرك
العالم تجاه عنف الرجال، مثلما يكون في ردة فعل قوية تجاه المرأة وهو ما حدث في
عديد من القضايا على مر التاريخ، ولكن دور الشباب أقوى: "فلسطين مليئة
بالرجال، ولكن البنات يلعبن دور منيح وبيكونوا موجودين في قلب الحدث دوما".
ليست كبنات جيلها، فطموحها كبنت الوصول للنجاح في دراستها للإعلام،
والتي اختراتها تحديدًا لدفاع عن القضية الفلسطنية، وايصال صوت شعبها ورسالة
فلسطين إلى العالم: "بدى الشعب ياخد حقه ويتم حل الدولتين،
والحفاظ على كرامته، وكيفية انتهاك إسرائيل إلنا"، مشددة أنها ستمارس
طريقها ودراستها كي تحقق آمال شعبها.