"التميمي".. حكاية عائلة أصبحت أيقونة الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني
لم تكن عهد التميمي، الوحيدة التي وجه لها القضاء الإسرائيلي اتهامات، بل ووجهت المحكمة لعهد 5 اتهامات لاعتدائها على قوات الأمن والتحريض، فيما اتهمت والدتها بتصوير واقعة الاعتداء والتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن انتهاك قوات الإحتلال حقوق العديد من أفراد العائلة.
ووجه الإدعاء الإسرائيلي 12 اتهاما للفتاة الفلسطينية
عهد التميمي بينها صفع جندي قبل نحو أسبوعين وإلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية
في الضفة الغربية.
وتضمنت الاتهامات "إعتداء بظروف خطرة على جنديين،
واعاقة عمل الجنود، وتحريض، وتوجيه تهديدات، وإهانة جنود، ومشاركة بأعمال شغب والقاء
حجارة في أحداث سابقة".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور لعهد
وهي تصفع وتدفع الجندي بعيدا عن منزل أهلها.
واعتقلت الفتاة ذات السادسة عشر عامًا على يد قوة
من جيش الاحتلال، فجر 19 ديسمبر الماضي، وذلك ردًا على تصدي الفتاة مع ابنة عمها
"نور" لجنديين من الاحتلال حاولا نصب كمين على مدخل منزليهما للشبان الذين
يرشقونهم بالحجارة خلال اقتحام قرية النبي صالح، بعد أن قال والدها "باسم"
إن الجنود داهموا منزله، وصادروا الهواتف النقالة، وأجهزة الكومبيوتر، واعتقلوا ابنته،
ثم زوجته؛ حين ذهبت تسأل عن ابنتها.
نور التميمي ووالدة عهد
ووجه الإدعاء الإسرائيلي اتهامات مشابهه لابن عمها
نور التميمي وناريمان التميمي والدة عهد التي صورت المقطع الشهير أمام منزل العائلة،
وتم اعتقالهن.
قنص الطفل محمد التميمى
اعتداء الجنود على حرمة منزل عهد واستخدمه منصة
لقنص الطفل محمد التميمى "ابن عمها "
والبالغ 15 عاما، برصاصة استقرت في
قاع الجمجمة ويرقد حاليا في حالة حرجة في قسم العناية المركزة بالمستشفى.
منال التميمي
وفي 28 ديسمبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى
الفلسطينية منال التميمي، إحدى قريبات عهد التميمى من أمام سجن عوفر قرب رام الله،
وذلك خلال مسيرة تضامنية نظمتها القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية دعما للفتاة
"عهد" خلال جلسة محاكمتها اليوم.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل
للدموع وغاز الفلفل على المتظاهرين لتفريقهم من أمام سجن عوفر، واعتقلت اثنين آخرين
أحدهما هو الناشط فى المقاومة الشعبية جميل البرغوثي.
باسم التميمي
وبعد التحقيق مع والدها باسم التميمي، والد عهد،
تم إخلاء سبيل ، وبمجرد أن خرج كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":
"عدت الآن من المحكمة، هناك كانت "عهد" على بعد أمتار قليلة.. يحجبك
عن روحك وابنتك وقلبك ومشاعرك ومستقبلك وأملك، "قيد" و"سجان" و"نظام
فصل عنصري" يمعن في تغييب الحق.. لم تكن تلك اللحظات سهلة، لكن كل أحزان الدنيا
والأوجاع.. بعد الابنة والزوجة والابن الجريح تكون بردا وفخرا وسلاما حين يشرق التحدي
والشموخ فى عينى عهد، أيقونة المقاومة ورمز التحدى.. عهد التى صفعت وجه الاحتلال ووجه
العنصرية ورمز الرعب.
اعتقالات متعددة لأفراد عائلة "التميمي"
لم يكن ذاك المشهد الذي سطره شريط الفيديو الأول
في حياة عائلة "التميمي" التي عرفت بين الفلسطينيين كنموذج للمقاومة والنضال،
فعدد مرات اعتقال والدي عهد، لا تحصى فعدد الاعتداءات التي نالت من العائلة من جنود
الاحتلال، والتي بدأت لعائلة عهد الصغيرة منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام
1987، فقد احتجاجًا أسبوعيًا ضد إقامة جدار الفصل العنصري، ومصادرة أراضي القرية لصالح
مستوطنة "حلميش"، وتتحمل العائلة في سبيل ذلك قنابل الغاز المسيل للدموع،
والرصاص المطاطي، والرصاص الحي، التي يلقيها جيش الاحتلال لتفريق تلك المسيرات، وهي
إحدى العائلات التي تواجه خطر "التهجير القسري"، فقوات الاحتلال تهددها بهدم
منزلها، بدعوى عدم الترخيص.