شيخ الأزهر: ادعاء اليهود بأحقيتهم في بيت المقدس ليس له سند علمي أو تاريخي
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن ادعاء اليهود بأن المسلمين ليس لهم حق في القدس وأنها لم تذكر في القرآن الكريم، هو من قبيل الترَّهات التي تخلو من أي مضمون علمي أو تاريخي، والمشكلة في أننا كعرب ومسلمين غير مهيئين للتعامل مع القضية بالجدية الواجبة، وسبب ذلك هو الأمية الثقافية التي وقع فيها شباب العرب والمسلمين في مقابل شباب صهيوني لديه الحظ الوافر من المعلومات بغض النظر عن كونها صحيحة أو مضللة أو مغلوطة، ولكنها كونت لديه رؤية وصورة ذهنية على أسس تاريخية، جعلت عنده استعداد للدفاع والتضحية من أجل قضيته، بينما شبابنا لا يعرف شيئًا عن هذه القضية.
وأضاف الطيب، في حديثه الأسبوعي الذي يذاع على الفضائية المصرية، يوم الجمعة، أن الكيان الصهيوني زُرع كخنجر في خاصرة العالم العربي للقضاء عليه، ولكي تبقى لهذا الكيان الغاصب الكلمة الأخيرة في المنطقة، وقد ذكرنا سابقًا كيف أن كلينتون استيقظ واطمأن أن الحل الجديد للدولتين لا يصطدم مع السفر اليوشعي، كما أشرنا إلى كتاب اسمه "الكتاب المقدس والاستعمار" ألفه القس مايكل برير، الذي عاش في فلسطين، وهذا العنوان ذو دلالات عميقة، وهو ليس من تأليف العرب والمسلمين، وإنما هو عنوان المؤلف، وهو يوضح أن التوراة كانت وراء الاستعمار، ومن يقرأ فهرسه بسرعة نرى كيف تحدث عن الأرض وقيمتها في التوراة في سفر يوشع وأسفار أخرى.
وبين الإمام الأكبر، أن هذه النصوص هي وراء هذا الاستعمار، فالتفسير المغلوط لنصوص معينة من التوراة هي التي أذاقت العالم الويلات، وهي التي بررت استعمار الغير، وأخيرًا استعمار فلسطين، وهناك كتاب آخر لمحمد جلال إدريس، قدم فيه القدس أو أورشليم ليس من وجهة نظر المسلمين أو المسيحيين ولكن من وجهة نظر الفكر الديني الإسرائيلي سواء من خلال التوراة أو شروحها، واعتمد في إثبات أن القدس عربية وليست إسرائيلية وأن إسرائيل ليس له أي حق بها، على الكتب الدينية اليهودية، ونحن بحاجة لترويج مثل هذه الأفكار.
وأكد الأمام الأكبر، أن من يقول إن القدس لم تذكر باسمها في القرآن ويستدل بذلك على عدم أحقية المسلمين بالقدس، فإن كلامه يشبه كلام هذيان محقق، فالقدس فعلًا لم تذكر باسمها وهو من علامات إعجاز القرآن الكريم، ولكنها ذكرت في القرآن بالوصف :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" أي أنها بلدة مباركة، فالقرآن لم يذكرها باسمها لسبب بسيط جدًا وهي أنه لو استعرضنا أسماء القدس على مدار التاريخ من أول اليبوسيين ذكرت بعدة أسماء وكان الاسم يتغير حسب الاستعمار، فقد استعمرت من الفرس والبابليين والرومان حتى العهد الإسلامي، فذكرت مرة باسم إيلياء وباسم يبوس وباسم مدينة داوود.
وأوضح أن مدراش اليهود ينص على أن مدينة القدس لها سبعون اسمًا في المدراش، وسنخصص بعض الحلقات لوصف الكتاب المقدس في العهد القديم حتى يكون لدى أبنائنا فكر عن هذا الموضوع، ولذلك لم يذكرها القرآن باسم أو اثنين من السبعين وإنما ذكرها بوصفها المستمر الذي لا يتغير، أما مكة مثلًا ذكرت باسم بكة ومكة، ولم يتغير اسمها حتى الآن، فذكرها باسمها لأنه لما ذكرها به عرف الناس هذا المكان، لكن لو اختار أي اسم من السبعين، التي يذكرها اليهود وليس المسلمين أو العرب، ألم يكن ذلك يقدم حجة لليهود على أن يستمسكوا بأكاذيبهم، وأن القدس ليس فيها للمسلمين موطئ قدم، فذكرها بوصفها لأن الوصف ثابت، أما الأسماء تتغير من جيل إلى جيل ومن استعمار إلى استعمار.