بعد صفعها جنديان إسرائيليين.. القصة الكاملة لاعتقال الاحتلال الصهيوني لعهد التميمي
"اطلع برا يا معذب يا حمش".. كلمات قليلة، ولكنها تعني الكثير، للشابة الفلسطينية عهد التميمي البالغة من العمر 17 عامًا، التي وجهتها لجنديان من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اختبائهم بسور منزلها وإطلاق الرصاص على الشباب الفلسطيني، قبل يومين، لتلقى نفس مصير الشباب فجر اليوم الثلاثاء، باعتقالها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
لم تتحمل
عهد التميمي الشابة الفلسطينية البالغة من العمر 17 عام، تدنيس قوات الاحتلال منزلها
والاختباء به، في بلدة النبي صالح برام الله، فقامت بطردهم وصفعهم حتى الخروج من المنزل،
لتتداول مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات لشجاعة "التميمي"، في وجه قوات
الاحتلال، إلى أن تسابقت الصحف الإسرائيلية على خبر اعتقالها فجر اليوم الثلاثاء.
عهد الطفلة التي منعت جيش الاحتلال من دخول ساحة
منزل عائلتها قبل يومين في القرية، اقتحمت قوات الاحتلال ليلًا القرية مدججين بالسلاح
والعتاد والحراسة والدروع المضادة للرصاص، وخاض جيش الاحتلال ليحقق "انتصاره"
على طفلة بعمر 17 عاما.
والد
"عهد" نشر على صفحته على موقع "فيس بوك" مشاهد لجنود الاحتلال
لحظة اقتحامهم منزل العائلة لاعتقال عهد، ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير
وأجهزة الاتصال الخاصة، حيث قام الجنود بالاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش المنزل.
وأظهرت
مشاهد مصورة على صفحة الوالد أيضًا حوار العائلة مع الجنود الذين كانوا في المنزل لحظة
محاولة اعتقالهم التميمي، وصراخ الأم على الجنود؛ لأنهم منعوها من تصوير ابنتها عبر
الهاتف الخلوي، حيث قالت الأم إنه يحق لها تصوير ابنتها.
المعتقلة
"عهد" هي فتاة فلسطينية تستقبل عامها السابع عشر وتحمل على عاتقها منذ سنوات
طفولتها القضية الفلسطينية، وترعرت على النضال حيث نشأت في كنف عائلة رفضت أن تخضع
لقوانين المحتل مما أدى إلى تعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات أما والدتها
فاعتقلتها قوات الاحتلال 5 مرات وشقيقها مرتين بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال
بسبب الاستشهاد وأصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام والسلطة الإسرائيلية.
"عهد"
أنقذت قبل عامين شقيقها 8 أعوام من بين أيدي جنود الاحتلال الذين تسابقوا لاعتقال طفل
يده مكسورة، لتكون تهمة الطفلة اليوم، منع الجيش من اقتحام ساحة منزل عائلتها.
ولا
تزال تحتفظ ذاكرة "عهد"، حينما اعتقل الجنود أخاها الأكبر وناضلت وصرخت بوجوههم
وكانت وقتها لم تتعد الـ 12 عامًا، كما لم تغفل ذاكرتها اعتقال أمها التي زرعت في نفسها
الصبر والجلد والشجاعة وسجلت كاميرات التليفزيون "عضتها" التي تركت أثرها
على يد الجندي الإسرائيلي واستطاعت أن تمنعه من اعتقال أخيها بمساعدة والدتها وعمتها.
المواطنة
الفلسطينية ناريمان التميمي من قرية النبي صالح شمال غرب رام الله وهي والدة الفتاة
عهد التميمي، لقت نفس مصير ابنتها، حيث اعتقلتها قوات الاحتلال من أمام مركز الشرطة
الإسرائيلية "بنيامين" شمال رام الله حيث كانت متوجهة من أجل معرفة مصير
ابنتها.
ونظرًا
لشجاعتها، فقد تسلمت "عهد"، جائزة "حنظله للشجاعة" عام 2012، من
قبل بلدية "باشاك شهير" في إسطنبول؛ لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي،
والتقت في حينه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (رئيس الجمهورية الحالي).