نصائح للحماية من الإنفلونزا
مع تزايد حالات الوفاة نتيجة الإصابة بأمراض الإنفلونزا إثر تقلبات الطقس، قدم بحث جديد للمعهد الطبي في العاصمة براغ تعريفا بمراحل الإصابة وكيفية تحصين الجسم من الزكام والمرض، بحيث يسهل على الجميع معرفته. وفي نفس الوقت قدم البحث نصائح لتسريع مراحل تجاوز أزمة المرض عبر خطوات يتوجب تطبيقها بعناية.
البحث جاء بعد تحذير السلطات التشيكية من تزايد انتشار الإنفلونزا، حيث بلغت نسبة الإصابات مؤخرا 33% مع تسجيل 264 حالة خطرة تصل حد الوفاة، مع ارتفاع حالات مرضية تنفسية إلى نسبة 9.6% مع تسجيل 51 حالة وفاة خلال شهرين فقط.
وشرح البحث أنواعا غريبة تعرف بالجراثيم بشكل فيروسات أو بكتيريا أو طفيليات غالبا ما ترتبط بالزكام بنوع يسمى الرينوفيروس، بينما يعود التهاب اللوزتين إلى أصل فيروسي أو بكتيري، حيث ينظم الجسم عدة حواجز يتوجب معرفتها لمقاومة الاعتداءات.
أول خطوط تلك المقاومة تكون طبيعية وأبرزها البشرة التي تحول دون تكاثر الجراثيم بسبب طبيعتها الدهنية والإفرازات الداخلية، مثل اللعاب الذي يتميز بخصائص مطهرة، والإفرازات الأنفية اللزجة والحمضية، بحيث لا يمكن للفيروسات أن تعيش فيها وبالتالي تجنب الإفراط في استخدام المعقمات والاستحمام أكثر من مرة يوميا.
إذا تمكنت الجراثيم من عبور هذه الحواجز فستجد مواجهة مع خلايا تعرف بالبلاعم التي تلعب دور جنود لنظام مناعتنا، إذ تمتلك القدرة على تدمير بعض أنواع البكتيريا والفيروسات عبر التهامها.
وهنا يجب تقوية الجهاز المناعي لتقوية البلاعم لمنع التكاثر البكتيري أو الفيروسي، فتفرز مواد للمطالبة بالمساعدة الكيميائية لتسرع الكريات البيضاء إلى النجدة، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب، وهنا يلعب فيتامين سي دورا أساسيا في تسريع حركة الكريات البيضاء لجعلها أكثر مقاومة عبر تحصين جدارها، لكن الأمر هنا يحتاج الى الراحة لتسهيل تفعيل الفيتامين سي لمحاربة الفيروس، بينما يمنع الجهد وقلة المبالاة والعمل من التعافي ويزيد حالة المرض إلى درجة الخطورة.
الفيروس يتغير
رئيسة العيادة الداخلية لدائرة براغ والمشاركة في البحث بشكل استشارات طبية الدكتورة أفانا مارتينكوفا، تقول إن الفيروس يتغير من إصابة قبل سنة مثلا إلى شكل آخر بهدف تعطيل نظام المناعة، في حين أن إصابة الأطفال والرضع بالتهاب الأنف والأذن والحنجرة تعود إلى وجود أكثر من مائة نوع من الحمى الأنفية، لتصبح هذه الالتهابات اقل كثافة مع فترة النمو نتيجة دخول معظم هذه الفيروسات إلى الجسم.
وتضيف مارتينكوفا في حديثها للجزيرة نت أن البحث أشار إلى طرق فعالة لتحصين أنفسنا من الزكام والإنفلونزا، ومنها أنه قبل بدء فصل الشتاء وأثناءه يتوجب الإكثار من تناول الفيتامينات الطبيعية والعناصر المعدنية الغذائية، ضمن نظام غذائي مضاد للبرد غني بالفيتامين سي بشرب كوب من عصير البرتقال صباحا وأثناء النهار بتناول الكيوي بنسبة يومية بين 60 إلى 100 ملغ، وهي كمية يسهل تأمينها عند تناول مكملات خلال اليوم، مثل الملفوف والبندورة والفلفل والبطاطا، إضافة إلى شرب كوب من الحليب في المساء.
وتلفت إلى أن النحاس عنصر معدني غذائي مهم جدا له خصائص مضادة لالتهاب اللوزتين مثلا أو التهاب أغشية المخ، فهو يقوي دفاعات جسمنا المناعية ويحارب التعب وفقر الدم ويسهل تصنيع خضاب الدم وعمليات الاستيعاب المعوي للحديد، حيث تتراوح حاجتنا اليومية إلى لنحاس بين 2 و3 ملغ يؤمنها نظام غذائي غني بالزيوت والفاكهة الطبيعية، وفي حال قلتها فالمجففة أيضا تفي بالغرض، مشيرة إلى أهمية الرياضة ومراعاة ساعات النوم الكافية.