الصحف الإسرائيلية تلقت تعليمات رسمية بعدم استفزاز العرب خشية انتفاضة جديدة
فور انتهاء الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، من خطابه الأخير الذى أعلن فيه أن القدس عاصمة لإسرائيل، زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القرار الأمريكى لا يصب فى مصلحة تل أبيب، وأنه لم يأت بجديد، لأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، أمر بديهى يدركه الأطفال الرضع.
وحاول المحللون إظهار الانزعاج من إعلان ترامب، بالتركيز على عبارة «الحرم الشريف» التى قيلت لأول مرة، مؤكدين أن ترامب مهتم بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس أيضاً.
كان موقف الإعلام الإسرائيلى واضحاً، فمعظم وسائله قللت من شأن الخطاب، لعدم إثارة مشاعر الفلسطينيين والعرب، خوفاً من اندلاع انتفاضة جديدة، وذلك بالتزامن مع تعليمات ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعدم الخوض فى تفاصيل الخطاب قبل وبعد إلقائه، حتى لا يتم استفزاز الفلسطينيين، والدول العربية أيضاً، رغم توقعات موقع «نعنع» الإخبارى الإسرائيلى، التى أكدت أن الدول العربية، لن يكون لها رد فعل على قرار ترامب، باستثناء السماح لمواطنيها بالتظاهر للتنفيس عن حالة الغضب، بجانب الخوف من إيران وحزب الله، لأنهما قادران على تفجير انتفاضة فلسطينية جديدة.
الإعلام الإسرائيلى فضل عدم الخوض فى تفاصيل الحدث، لمعرفته أن كل ما يتناوله تتم ترجمته فى الصحف العربية، فبدأت الصحف العبرية تروج لأكاذيب واضحة، مثل صحيفة هاآرتس التى أشارت إلى أن «إعلان ترامب سيكلف إسرائيل كثيراً، حيث ستتم مطالبتها مستقبل، بتقديم مبادرات وتنازلات للفلسطينيين قبل أى مفاوضات.
صحيفة «إسرائيل اليوم»، انتقدت الضجة التى أثارها القرار الأمريكى، لأنه لن يؤدى لتحسن فى مسألة السيادة على القدس، وأن ما تحقق لا قيمة له فى حال حدوث موجة من العنف، لذا لا يصب فى مصلحة إسرائيل على الإطلاق.
موقع «نيوز وان «العبرى، أشار أيضاً إلى أن ترامب لم يذكر فى خطابه، عبارة «القدس الموحدة»، ولكنه تحدث عن وجود صفقة كبرى ستؤدى لحل الدولتين.
صحيفة معاريف كانت بعيدة عن هذا السياق قليلاً، لكنها أشارت إلى أن الإعلان الأمريكى، أفاد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذى يواجه شبح السجن، بعد اتهامه فى عدة قضايا فساد، حيث سيعود بفضل ترامب للعب دور القائد والزعيم الذى لولا ضغوطه على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لضاعت القدس من إسرائيل، وأنه فى حال اندلاع انتفاضة فلسطينية، وتهديد أردوغان بقطع العلاقات مع تل أبيب وإطلاق حماس الصواريخ على المدن الإسرائيلية، سيستغل نتنياهو هذا السيناريو السيئ، ليقول للعالم «انظروا.. العرب لا يريدون السلام».
مقال آخر صدر بصحيفة هاآرتس، قلل من الدوافع الحقيقية للرئيس الأمريكى وراء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً إلى هدف ترامب تحقيق مجد شخصى مقارنة بمن سبقوه من الرؤساء الأمريكيين، لأن الكونجرس أيد قبل 20 عاماً اعتبار القدس عاصمة للدولة العبرية، فيما أجل الرؤساء الأمريكيون تنفيذ القرار فقط.