عادل حمودة يكتب: كنت شاهداً على ضياع القدس
كلمة السر فى عملية القدس: المسيح المخلص الذى سيدخل هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى
■ عرفات رفض 93% من أرض الضفة.. واعترافًا بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية خوفًا على حياته ومات مسمومًا بلا مقابل
■ قال سائح أوروبى: سأعود بعد عامين لزيارة الأماكن المقدسة فردت راهبة: لو ظلت الأماكن المقدسة
■ ترامب قدم أورشليم هدية عيد ميلاد ابنته وزوجها.. ومستشاروه من اليهود المتعصبين غنوا: «هابى بيرث داى تو إيفانكا وكوشنر»
■ الحرب الدينية ستشتعل من أجل مساحة 15640 مترًا مربعًا فى قلب المدينة القديمة فيها الأقصى والمبكى وقبر المسيح وكنيسة القيامة
■ الرئيس الأمريكى وعد حكامًا عربًا بعدم نقل السفارة لكنه أدرك أنهم لا يملكون ما يضغطون به عليه فكل منهم منشغل بمتاعبه السياسية والأمنية
■ إسرائيل استردت موقعها القديم على رأس الدول المعادية للعرب.. والعالم فقد ثقته فى قيادة الولايات المتحدة.. والإرهاب سيزداد بدعوى أن الجهاد من أجل القدس يبدأ بإسقاط النظم الكافرة
يقع قصر الأندلس فى محيط دائرة الاتحادية ويستخدم عادة استراحة لكبار ضيوف الدولة وإن لم يمنع أن يكون مقرا للجنة العليا للانتخابات الرئاسية عام 2012.
فى شرفة الدور العلوى للقصر دعانى ياسر عرفات إلى حوار على إفطار.
لاحظت أنه يحرص على تقديم الطعام بيديه إلى ضيوفه بينما يكتفى بقليل من عسل النحل يضعه بالقرب منه.
تصورت أنه يخشى على حياته من الموت بالسم لكن المتحدث باسمه نبيل أبوردينة أكد لى أن أبو عمار يشبع من إطعام من حوله أكثر.
كان عرفات عائدا من واشنطن بعد أن رفض المقترحات السلمية التى قدمها بيل كلينتون فى أيامه الأخيرة قبل أن يغادر البيت الأبيض فى نهاية عام 2000 وبعد مفاوضات شاقة فى منتجع كامب ديفيد.
كان العرض الأمريكى مغريا ويقضى بسيادة الفلسطينيين على الحرم الشريف فى القدس مقابل سيادة إسرائيل على الحائط الغربى (حائط المبكى) وعدم عودة اللاجئين من الخارج (5 ملايين مقيم فى الخارج).
أما الدولة الفلسطينية فتتكون من 94 ــ 96 بالمائة من الضفة الغربية يضاف إليها نحو 3 بالمائة من الأراضى الإسرائيلية بديلا وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وتضمن العرض انسحاب إسرائيل من وادى الأردن على مدى ثلاث سنوات تدخل خلالها قوات دولية بالتدريج.
وفى نهاية تلك الفترة ستكون الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية متلامسة متجاورة ولكن وجودا إسرائيليا صغيرا سيبقى فى مواقع محددة تحت سلطة القوات الدولية.
على التليفزيون الإسرائيلى قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يهود باراك يوم 25 ديسمبر 1999: إنه سيقبل بالمقترحات الأمريكية لو قبل بها عرفات.
لكن عرفات أرسل إلى كلينتون رسالة جادل فيها ضد سيادة إسرائيل على الحائط الغربى وضد وجود قوات إسرائيلية فى وادى الأردن أكثر من ستة أشهر وضد المساومة على حق اللاجئين فى العودة.
كانت الرسالة مطبوعة على الآلة الكاتبة وموقعة من عرفات مع ملاحظة بخط اليد يتمنى فيها للإدارة الأمريكية عيد ميلاد مجيدا وسنة جديدة سعيدة.
كان العرض الأمريكى فى تصورى أفضل ما حصل عليه الفلسطينيون منذ بدأوا المفاوضات السلمية وعندما واجهت أبو عمار بهذا التصور صمت ولم يعلق وربما لمحت فى عينيه نظرات ندم.
وعندما سألته عن موقف الحكام العرب من هذه التسوية أجاب: وصفوها للأمريكان بأنها تاريخية وفى الوقت نفسه حذرونى منها.
فى تلك الليلة التقيت أسامة الباز فى مطعم الكبابجى المفضل له على النيل وعرفت منه أن عرفات تلقى تهديدات بالقتل لو وافق على العرض الأمريكى.
وحسب ما ذكرت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها فى مذكراتها التى نشرتها تحت عنوان السيدة الوزيرة: إن الفلسطينيين لم يركزوا على الكثير الذى كان بوسعهم أن يكسبوه وإن ركزوا على القليل المطلوب التخلى عنه، فقد رفضوا تسليم عشرة سنتات ليربحوا دولارا أما عرفات فكان يخشى أن يقتل إذا قال: نعم ولم يكن بوسعنا أن نلومه.
وبفشل كامب ديفيد ماتت عملية السلام.. وشعر الأمريكيون بأن عرفات أصبح عديم الجدوى فى التفاوض.. وبوصول أريكل شارون إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية لم يخف عداءه لعرفات.. ورفض مقابلته.. ومنعه من مغادرة مقره فى مدينة رام الله.. وهدد بعدم السماح بعودته إذا ما سافر إلى بيروت لحضور القمة العربية المنعقدة هناك فى 26 مارس 2002.
وبعد ثلاثة أيام حاصرت القوات الإسرائيلية المقر وأطلقت الدبابات داناتها فهدمت جدرانه ولكن عرفات لم يستقل من الرئاسة وإن بدأت صحته فى التدهور الذى راح يتزايد شهرا بعد آخر حتى وصلت إلى حالة حرجة فنقل إلى مستشفى بيرسى الفرنسى فى 29 أكتوبر 2004 وبعد ستة أيام أعلن وفاته بالسم.
ويومها شمت معلقون أمريكيون وإسرائيليون فيه.. فقد خسر أفضل تسوية سلمية خوفا على حياته.. لكنه.. خسر حياته بلا مقابل.
على أن التشدد الإسرائيلى فى قضية القدس بدأ وتسوية كلينتون لم تجهض بعد.. فى يوم 28 سبتمبر 2000 قام شارون بصحبة ألف جندى وشرطى وسياسى من حزب الليكود بالمشى فى ساحة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وفى اليوم التالى رد الفلسطينيون بمظاهرات كبيرة قذفوا فيها حائط المبكى وانتهت بقتل أربعة وجرح مئتين منهم، لتبدأ جولة جديدة من العنف بين الطرفين امتدت إلى المزارات المقدسة، ومنها قبر النبى يوسف فى نابلس.
لقد رمى شارون عود كبريت فى صفيحة بنزين ليؤكد مطالبة إسرائيل بالسيادة على القدس وليحصل على ميزة سياسية على براك، وبالفعل نجح فى العام التالى أن يصبح رئيسا للحكومة لتدخل قضية القدس فى نفق مظلم يزداد سوادا كلما توغلت فيه.
إن قلب القدس القديمة هو جوهر الصراع عليها.. مساحة لا تزيد على 15460 مترًا مربعًا من الينابيع والحدائق والمبانى والقباب التى يشير إليها اليهود باسم هيكل سليمان ويشير إليها المسلمون باسم الحرم الشريف بجانب كنيسة القيامة وقبر المسيح ومسرح صلبه، الذى يسمونه (الجلجلة)، وضريح النبى زكريا وعين النبى أيوب.
المسلمون يؤمنون بأن ساحة الحرم الشريف هى المكان الذى عرج منه النبى محمد إلى السماوات عقب ليلة الإسراء من مكة إلى القدس، كما يضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
واليهود يعتقدون أن الجدار الغربى للحرم الشريف هو مكان الهيكل الذى بناه الملك سليمان وهدم بعد نفيهم إلى بابل، ولذلك يحلمون بنسف المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل من جديد.
وفى صلواتهم أمام الحائط يقولون: من أجل الهيكل العظيم نقف بذلة وننوح.. من أجل أسوار هذه المدينة نقف بذلة وننوح.. من أجل مملكتنا التى بادت نقف بذلة وننوح.. آه.. آه.. تحنن يا رب على صهيون واجمع شتات أبناء أورشليم.
وهم يبكون بحرقة.. ويخبطون جباههم فى الحائط.. ويدسون الأدعية بين الحجارة من أجل اكتمال المعجزة والنبوءة.
والمعجزة هى إعادة بناء البيت المقدس بيت همقديش أو هيكل سليمان.. أول معبد بنى لليهود.. أما النبوءة فهى أن يظهر المسيح ــ المخلص ليكون أول من يصلى فى الهيكل الجديد فيخر له اليهود ساجدين مؤمنين بعد أن كذبوه وصلبوه فيما قبل.
والمؤكد أن بإدارة ترامب يهودًا أقنعوه بتلك الأسطورة الدينية التى تحولت إلى غنيمة سياسية.. منهم محامى العقارات جيسون جرينبلات الذى عينه ترامب ممثلا خاصا مكلفا بالمفاوضات الدولية وهو منصب مستحدث.. ومنهم ديفيد فريدمان السفير الأمريكى فى إسرائيل الذى يرفض المساس بالمستوطنات واعتبرها جزءًا من الدولة الصهيونية.. وقبلهما جاريد كوشنر مبعوثه إلى الشرق الأوسط وصهره الذى رفض الزواج من ابنته إيفانكا إلا بعد أن تحولت إلى اليهودية.
والمؤكد أن هؤلاء أقنعوه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقبل قراره وضعوه أمام حائط المبكى يصلى وينوح.. وربما طلب كوشنر وإيفانكا أن تكون القدس هدية عيد ميلادهما الأخير فى أكتوبر الماضى.. وذلك ليس مبالغة.. فهو يؤمن بأن العائلة هى أفضل من يصنع سياساته بجانب أصدقائه القدامى من أصحاب شركات العقارات.
على أن فى إسرائيل جماعات متشددة تخالف ذلك تماما.
منها جماعة نيوتورى كارتا أو حماة القلعة التى تعيش فى القدس.. داخل حى ماى شياريم ويحرم أعضاؤها الخدمة فى الجيش ويرفضون الاعتراف بالدولة.. فالمسيح المخلص ــ كما يؤمنون ــ لم يبعث بعد.. وهو لا يأتى على أصوات المدافع وجثث القتلى وإنما سيأتى فى صمت كما يفعل اللصوص فى الليل.
أما الصلاة أمام حائط المبكى فأكبر الكبائر لأنها صلاة لصنم.. صلاة وثنية.. تؤدى إلى الشرك بالله.. فليأت المسيح أولا ثم نبنى معه الهيكل من جديد.
وهناك جماعة أجودات إسرائيل التى تعارض الاستيطان وتصف إسرائيل بدولة الخطيئة وحركة أوز فى شالوم أو الشجاعة والسلام التى تقبل بجواز تقسيم الأرض وترى أن النبى داود لم يسمح له بتشييد معبد للرب بعدما حارب كثيرا، ورغم أنه لم يرتكب خطيئة فقد وصف بالدنس بسبب ما سفك من دماء.. أما النبى سليمان فسمح له ببناء الهيكل لأنه لم يقاتل بسيف وتنازل عن 20 مدينة لملك أجنبى مقابل إقرار السلام.
ولكن على الجانب الآخر من يجد مشيئة الرب فى القتل والسرقة والقسوة مثل الحاخام مناحم كوشر الذى قال فى كتابه «طرق الخلاص ودلائله»: إن حرب الأيام الستة فى يونيو 1967 انطوت على معجزات كبيرة.. وأضاف: إن ترحيل العرب واحتلال القدس واغتصاب الأرض دلائل تبشر بظهور المسيح المخلص.
لقد خر اليهود ساجدين عندما استولوا على القدس وتحدثوا عن جنود الملك داود الذين حاربوا معهم وعن صوت المسيح المخلص الذى شجعهم على مواصلة القتال وعن أيامه التى اقتربت ودنت.
وقال وزير الدفاع موشى ديان: ها قد عدنا إلى بيت إسرائيل ها قد عدنا إلى عاصمة إسرائيل.
وقال مناحم بيجن رئيس الحكومة فيما بعد: إننا لا نحكم من تلقاء أنفسنا بل هى مشيئة السماء إن التاريخ لا يقف معنا فقط وإنما الله أيضا.
وما أن شعر بيجن بأن أسهم الليكود بدأت فى الهبوط بعد أن قرر إعادة سيناء إلى مصر حتى أعلن فى أغسطس 1980 ضم القدس الشرقية إلى إسرائيل لتصبح القدس الموحدة عاصمة أبدية للدولة الصهيونية ويومها قال: هذه مشيئة الله.
ويومها أيضا.. أعيد للأذهان ما سبق أن هدد به تيودور هرتزل لو احتلوا القدس: سنزيل المسجد الأقصى من على خريطة المدينة المقدسة.
وبالفعل.. أشعلت النيران فى المسجد الأقصى.. وبدأت الحفريات تحته.. ورفض ترميم أعمدته.. لتكون إزالته تدريجيا بفعل القدم.
والأخطر.. أن إسرائيل حاصرت القدس الشرقية بخمس دوائر من المستوطنات لتغير من روحها.. ضمت 152 ألف وحدة سكنية.. يقيم فيها 182 ألف يهودى.. ومهدت إسرائيل طرقا التفافية لربط تلك المستوطنات بمستوطنات الضفة الغربية.
وفى الوقت نفسه تناقص عدد الفلسطينيين فى القدس حتى وصلوا إلى 28 ألف نسمة بما يعادل ثلث سكان المدينة ولم تعد الأرض التى يمتلكونها تزيد على 14% بعد أن كانت كلها لهم.
ورغم أبيات الشعر التى قرضها العرب غزلا فى القدس أو حزنا عليها فإن الدفاع عنها لم يتجاوز الشجب والتنديد وفى الحد الأقصى حرق العلم الإسرائيلى عقب كل اعتداء على المقدسات الإسلامية.
لقد أشعل سائح أسترالى هو مايكل دينس روهن النار فى الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى يوم 21 أغسطس 1969 واحترق منبر صلاح الدين ورغم أن إسرائيل ادعت أنه مختل عقليا فإنها قطعت المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد وعطلت سير سيارات الإطفاء.
واحتاج العرب إلى ست سنوات بعد الحريق لكى يكونوا لجنة القدس برئاسة ملك المغرب الحسن الثانى وورث رئاستها بعد وفاته ابنه محمد السادس الذى اكتفى حين أعلن ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس برسالة إليه بدأها ــ وسط حالة الغضب التى عمت العالم بسبب القرار الأمريكى بجملة يطيب لى وأنهاها بجملة تمنى فيها أن يقبل أسمى عبارات مودته وتقديره وفى المتن عبارات إنشائية لا تتجاوز حديثا مكررا عن الشرعية الدولية التى يرى ترامب أنها لا تساوى الحبر الذى وقع به قراره.
ولا شك أن ترامب اتخذ قراره فى توقيت وصل فيه العرب إلى حالة من الضعف انشغلت فيها كل دولة من دولهم بمتاعبها الذاتية.. خراب فى سوريا.. إرهاب فى مصر.. توتر فى لبنان.. انهيار فى ليبيا.. وحرب فى اليمن.. وتغيرات فى السعودية.
لقد سهلت حالة العجز العربى إصدار القرار الأمريكى ودخلت فى حسابات متخذيه أن رد الفعل لن يزيد عن الشجب والتظاهر وحرق الأعلام دون أن يصل إلى حد قطع العلاقات مع الولايات المتحدة.. أو مقاطعة بضائعها.. أو حتى فقد الثقة فى رئيسها الذى أخل بوعده لحكام عرب بعدم نقل سفارة بلاده إلى القدس.
لقد كانت القدس قضية مؤجلة فى المفاوضات ــ بعد قضايا الأمن والأرض واللاجئين ــ لكنها بقرار ترامب قفزت ــ رغم صعوبة التفاهم حولها ــ إلى المقدمة وهو ما يعنى أنه جرى الإجهاز على ما تبقى من فرص الحل السلمى.
وربما تتراجع الدول العربية التى ليست لها علاقات رسمية مع إسرائيل عن التفاهم سرا معها.
لكن المؤكد أن إسرائيل عادت إلى مكانتها القديمة فى قائمة الأعداء بعد أن تراجعت كراهيتها تاركة مكانها لدول عربية وإقليمية.
والمؤكد أيضا أن القضية الفلسطينية عادت للصدارة من جديد فلم تعد قضية شعبها وحده وإنما أصبحت قضية الشعوب العربية والإسلامية كلها.
والمؤكد كذلك أن خريطة التحالفات الدولية ستتغير فلم تعد أوروبا تثق فى قيادة الولايات المتحدة للعالم وستجدها الصين فرصة للتحول من التأثير الاقتصادى إلى التأثير السياسى وستنضم إليها دول أخرى صاعدة بما يهدد المكانة الأمريكية.
وفى ظل المناخ الدينى المتطرف الذى تفرضه إسرائيل على المنطقة سيزداد الإرهاب شراسة بمبرر الجهاد من أجل القدس.. لكن.. الإرهاب لن يواجه إسرائيل وإنما سيواجه الدول العربية والإسلامية بدعوى أن حكامها يجب التخلص منهم أولا حتى لا تزداد سلطتهم استقرارا لو فنيت إسرائيل طبقا لفتوى العدو القريب أولى بالقتال التى خرجت من تنظيم الجهاد الذى اغتال السادات ولا تزال سارية.
وليس مثل القدس مبررا للحروب الدينية.
القدس بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وبالنسبة للمسيحيين قبر السيد المسيح وكنيسة القيامة والمكان الذى صلب فيه.
وبالنسبة لليهود يقول الرب فى الكتاب المقدس: هذه أورشليم أقمتها وسط الشعوب ومن حولها الأرض.. من أورشليم تخرج كلمة الرب ومن صهيون تخرج شريعته.. وفى الكتاب المقدس أيضا: إذا نسيتك يا أورشليم تنسانى يمينى ليلتصق لسانى بحلقى إذا لم أتذكرك.
إن الله منح العالم عشرة أجزاء من الروعة كان نصيب القدس منها تسعة أجزاء ومنح الله العالم عشرة أجزاء من القسوة كان نصيب القدس منها تسعة أجزاء.
بقدر الروعة نجد القسوة.. وبقدر الصلاة نجد القتل.. وبقدر رحمة الأنبياء نجد ظلام الجنرالات.
فى كتابها رحلة إلى القدس تسجل جريس هالسيل أن زائرا أوروبيا قال لراهبة فى القدس:
سوف أعود بعد سنتين إلى الأراضى المقدسة.
فردت عليه قائلة:
إذا ظلت هناك أرض مقدسة.