بعد موجة الاستقالات التي ضربت البيت الأبيض.. خبراء يكشفون مفاجآت مدوية
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القدس
عاصمة لإسرائيل وبدأت موجة الاستقالات داخل البيت الأبيض أولها من دينا باول الأمريكية
من أصل مصري من منصبها كنائب لمستشار الأمن القومي الأمريكي، ولاحقتها السفيرة إليزابيث
شاكلفورد والتي توصف إعلاميًا بـ "النجم الصاعد" في عالم الدبلوماسية بواشنطن
مُوجهة انتقادات شديدة للإدارة الأمريكية، الأمر الذي أكد عليه الخبراء أن الاستقالات
تؤكد خطأ سياسات ترامب في الحكم.
استقالة دينا باول بعد قرار ترامب
في الآونة الأخيرة، أعلن البيت الأبيض استقالة دينا
باول الأمريكية من أصل مصري من منصبها كنائب لمستشار الأمن القومي الأمريكي والتي جاءت
بعد يوم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل
السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وتشير تقارير الصحافة الأمريكية إلى أن باول التي
تعد واحدة من أكثر النساء المؤثرين في إدارة ترامب سوف تغادر منصبها في البيت الأبيض
مطلع فبراير المقبل لكنها ستواصل العمل كمستشارة للرئيس الأمريكي لسياسات الشرق الأوسط.
استقالة إليزابيث شاكلفورد
وقالت قناة "سي إن إن" الأمريكية، إن
سفيرة أمريكية كانت توصف بأنها "النجم الصاعد" في عالم الدبلوماسية بواشنطن
وجهت رسالة استقالة حادة اللهجة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون تحدثت فيها عن حالة من
التذمر الواسع النطاق داخل الوزارة تحت قيادته، وكذلك عن تأثير كبير تمارسه الأجهزة
الأمريكية على الموظفين الذين تراجعت معنوياتهم بسبب "قلة الإحترام الصادمة"
التى تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ووفقًا لـ "سي إن إن"، قدمت السفيرة إليزابيث
شاكلفورد في السابع من نوفمبر الماضي، وتوجهت فيها إلى الوزير تيلرسون بالقول إنه بحال
لم يكن قادرا على إظهار القيادة المطلوب فى الوزارة ووقف رحيل الموظفين من مناصبهم،
فعليه أن "يتبعها إلى خارج الباب" على حد قولها، وتابعت السفيرة التى خدمت
فى جنوب السودان وكينيا وبولندا، بالقول إن الوزارة تحت إدارة تيلرسون "تلاشت"
وتراجع نفوذها حول العالم بسبب الاعتماد المتزايد للإدارة على العناصر العسكرية فى
وقت تحصل فيه تبدلات سياسية كبيرة مضيفة: "لقد تنازلنا "فى وزارة الخارجية"
عن سلطتنا بإدارة السياسة الخارجية الأمريكية لصالح وزارة الدفاع وذلك بطلب من البيت
الأبيض رغم مخالفة ذلك لمصالح أمتنا.
وطالبت شاكلفورد بمنح وزارة الخارجية المزيد من
الموارد لإدارة الشؤون السياسية الأمريكية حول العالم، منتقدة ما وصفته بـ"غياب
القيادة على أعلى مستوى فى الوزارة"، كما نددت السفيرة بما قالت إنها "لا
مبالاة" لدى الإدارة الأمريكية وتيلرسون نفسه حيال قضايا حقوق الإنسان، مستدلة
على ذلك بالرسالة التى وجهها تيلرسون لموظفى الوزارة فى الثالث من مايو الماضى، ودعاهم
فيها إلى عدم التركيز على قضايا حقوق الإنسان بحال تصادم ذلك مع أولويات السياسة الخارجية.
استقالات البيت الأبيض لهذه الأسباب
من جانبه، قال السفير عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية
الأسبق في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن استقالة كل من دينا باول الأمريكية من
منصبها كنائب لمستشار الأمن القومي الأمريكي وبعدها بأيام السفيرة إليزابيث شاكلفورد
"النجم الصاعد" في عالم الدبلوماسية بواشنطن ليس لها إلا مدلول واحد وهو
رفضهم القاطع للسياسات والقرارات التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخاصة إعلان
القدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف الصفتي، أن الرئيس الأمريكي طلب في الآونة
الأخيرة طلبات لم يطلبها أي رئيس أمريكي سابق وتتمثل في مطالبته بتخفيض ميزانية وزارة
الخارجية الأمريكية لنسبة قد تصل إلى 27%، وكذلك طلب بتخفيض الدعم للأمم المتحدة بمبلغ
وقدره 250 مليون دولار، مؤكدًا أن تلك القرارات غير مدروسة على الإطلاق وهو ما استوجب
غضب الدبلوماسيين الأمريكيين وتقديم السفيرة إليزابيث شاكلفورد باستقالاتها.
سياسات ترامب "مزاجية"
وفي نفس السياق، قال السفير أحمد أبو الخير مساعد
وزير الخارجية الأسبق في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب من توليه مقاليد نظام الحكم وينتهج سياسات عشوائية غير مقبولة بقيمة الولايات
المتحدة الأمريكية.
وأضاف أبو الخير، أن ترامب يحكم الولايات المتحدة
بسياسة "المزاج" وهذا غير مقبول في الأعراف الدبلوماسية السياسية وظهر هذا
في أكثر من مشهد بخلافه الدائم مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، مؤكدًا أن
استقالة السفيرة إليزابيث شاكلفورد "النجم الصاعد" في عالم الدبلوماسية بواشنطن
تؤكد أن هناك تخبطات سياسية بالبيت الأبيض ومن أهمها قضية القدس.