صحف الخليج تكشف التنسيق السري بين قطر والحوثي لافتتاح مكتب لـ"الجزيرة" في صنعاء

تقارير وحوارات

الجزيرة
الجزيرة





تناولت الصحف الخليجية اليوم الأربعاء عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الإمارات اليوم" بأن الدوحة جندت المتمرد تيمان أرديمي لإسقاط نظام تشاد، وكذلك ما أشارت إليه صحيفة "الخليج"بأن المعارضة القطرية تبدأ تدشين حملة لـ "الخلاص" من نظام الحمدين الإرهابي.


ورقة قطر لإسقاط نظام تشاد
نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" تقريرًا أكد فيه مقربون من السياسي التشادي المتمرد تيمان أرديمي أنه لا يزال يقيم في الدوحة، واستبعدوا بشدة أن تُقْدم قطر على مقايضته لاستعادة العلاقة مع إنجمينا، لأنه يمثل ورقة النظام القطري لتحقيق مشروعه في غرب إفريقيا.

وتيمان أرديمي، سياسي تشادي، تمرد على نظام الرئيس إدريس ديبي في 2006، واختار المقاومة المسلحة بعد تأسيس جيش من أبناء قبيلته "الزغاوة"، وتمكن من دخول العاصمة إنجمينا، بمعاونة حركة محمد نوري الشهيرة في 2008، لكنه فشل في الاستيلاء على الحكم، وتدرج إلى أن انتخب رئيساً للمعارضة التشادية المسلحة.

وعقب المصالحة التي جرت بين السودان وتشاد في 2009 غادر تيمان إلى قطر، التي ظلت تؤويه وتدعمه لتقويض نظام الحكم في إنجمينا، وخلافاً لما راج خلال الأيام الماضية بمغادرة تيمان قطر إلى وجهة غير معلومة، أكد مقربون منه لـ"بوابة العين الإخبارية" أنه لايزال يقيم في الدوحة، واستبعدوا بشدة أن تقدم قطر على مقايضة تيمان لاستعادة العلاقة مع إنجمينا، لأنه حسب توصيفهم يمثل ورقة النظام القطري لتحقيق مشروعه في غرب إفريقيا.

وبعد أن تلقت قطر صفعة من النظام التشادي، نتيجة دعمها وإيوائها المعارضة المسلحة، بدأت تروج الآن إلى استعدادها لإبعاد تيمان أرديمي وآخرين مناوئين للرئيس ديبي، بغرض استعادة العلاقات المقطوعة، وسرت معلومات بمغادرة تيمان الدوحة، ولكنّ مقربين منه قطعوا باستحالة تخلي النظام القطري عن الرجل الأول في المعارضة التشادية، باعتباره ورقة رابحة لتحقيق مشروعه في المنطقة.

وتيمان الذي تراهن عليه الدوحة لتحقيق أجندتها التمددية، لا يحظى بقبول أو سند لدى الأوساط التشادية، فكثير من الناشطين التشاديين لا يثقون بنواياه النضالية، ويعتبرونه مجرد انتهازي يستقوي بقطر لمواجهة النظام الذي صنعه، وكانت تشاد أغلقت سفارة قطر في أغسطس الماضي، بعد أن قطعت مصر والسعودية والبحرين والإمارات وعدد آخر من الدول العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، بسبب تورط الدوحة في زعزعة أمن واستقرار البلاد.


حملة لـ "الخلاص" من نظام الحمدين
كما نشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا حث فيه الشيخ سلطان بن سحيم، أحد رموز المعارضة الوطنية القطرية، أبناء بلاده إلى الانضمام إلى حملة تستهدف إسقاط نظام الحمدين الذي أصبح معزولاً في المنطقة لدعمه الإرهاب ورفضه أي انصياع لشروط تسوية أزمة الدوحة مع محيطها العربي.

ودعا ابن سحيم، الذي سبق أن أعرب عن دعمه لتشكيل حكومة في المنفى لتصحيح الأوضاع في قطر، إلى المشاركة في حملة "يوم الخلاص" الذي يوافق احتفالات قطر بيومها الوطني. وقال الشيخ سلطان في تغريدة على تويتر "الأسبوع القادم هو اليوم الوطني لقطر ١٨ ديسمبر وسيصادف يوم الخلاص من هذا التنظيم وندعو جميع الشرفاء بالداخل والخارج للانضمام لهذه الحملة".
 
وتمسكت الدوحة بالعناد، ولم تستجب لطلبات السعودية والإمارات ومصر والبحرين بالتوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية، وتتزايد ضغوط المعارضة القطرية على النظام، وهي التي عقدت مؤتمرها الأول في لندن قبل أشهر ودعت فيه إلى تغيير سياسة دعم وتمويل الإرهاب في قطر الغنية بالغاز.

واستهدفت المخابرات القطرية شخصيات بارزة في أسرة آل ثاني من بينهم الشيخ سلطان والشيخ عبدالله بن علي الذي تعول عليه المعارضة لقيادة مشروعها الوطني، وكلاهما يقيم خارج قطر. وفي أكتوبر الماضي، داهمت قوة أمنية قصر الشيخ سلطان بن سحيم في قطر وصادرت أموالاً ووثائق. وقبل ذلك، جمّدت السلطات الحسابات البنكية للشيخ عبدالله بن علي، الذي دعا لاحقاً النظام القطري إلى طرد صيادي الفرص وأصدقاء المصالح والعودة إلى حضنها الخليجي وأهلها الغيورين عليها فلن ينفعنا أحد سواهم.

ويعد الشيخ عبدالله أحد كبار أسرة آل ثاني، فجده الشيخ عبدالله بن جاسم هو ثالث حكام قطر ووالده رابع حكام قطر الشيخ علي بن عبدالله وشقيقه هو خامس حكام قطر الشيخ أحمد بن علي.

من جانب آخر، قال المعارض القطري علي آل دهنيم إن قيام قطر بالتبرع لجمعية مهتمة بدعم المتضررين من الحروب هدفه البحث عن مخرج من الأزمة الخليجية مع أي دولة حتى وإن كانت "إسرائيل"، وأوضح الدهنيم، في تصريحات تلفزيونية مساء أمس الأول، أن العلاقة بين النظام القطري و"إسرائيل" هي غريبة، خاصة أن قطر تبرعت ب6 مليارات دولار لإسرائيل في الوقت التي تحارب فيه الأشقاء في مصر، مؤكداً أن الديوان الأميري أعطى امتيازات لـ "إسرائيل" بهدف إنشاء تطبيع شعبي وتجاري مع "إسرائيل".


افتتاح مكتب لـ"الجزيرة" في صنعاء
كما علمت "عكاظ" من مصادر متطابقة داخل العاصمة صنعاء، أن القطريين قطعوا شوطا كبيرا في مفاهماتهم مع الحوثيين بشأن افتتاح مكتب لذراع الدوحة الإعلامي قناة الجزيرة في صنعاء بالتنسيق مع الميليشيا المتمردة المدعومة من إيران.

 وأكدت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها خشية التصفية، مساهمة التطورات الأخيرة في اليمن في تسريع وتيرة المفاهمات بين الدوحة والميليشيا الإرهابية، لافتاً إلى أن الدوحة سبق أن حصلت على موافقة مبدئية لفتح مكتب لقناة الجزيرة في صنعاء من ميليشيا الحوثي.

من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام اليمني الدكتور عبده مغلس أن الدعم الإعلامي الذي تقدمه قطر للميليشيات الحوثية عبر قناة الجزيرة لم يعد خفياً وليس بحاجة لفتح مكتب أو مقر، بل إنها أصبحت تعمل من داخل صنعاء بكل أريحية وتحظى بكل التسهيلات من الميليشيات التي تقدم لها التقارير جاهزة.

وقال مغلس لـ"عكاظ" إن قناة الجزيرة تعمل ضمن مشروع كبير يهدف إلى تفتيت المنطقة واليمن وهي تؤدي دورها مع الحوثيين الذين يعتبرون امتدادا لهذا المشروع الإرهابي فمن أنشأها ومولها وهو نفسه من يدعم الحوثيين، معتبراً أن افتتاح الجزيرة مكتبا لها أو مقرا لم يعد مهما كونها تؤدي دورها المنوط بها في خدمة التوجه العام للميليشيا.

وأشار إلى أن قناة الجزيرة أصبحت اليوم "تلعب على المكشوف مثلها مثل قناة الميادين والقنوات الأخرى المدعومة إيرانياً"، مستبعداً أن تؤثر هذه القنوات على توجهات التحالف العربي والشرعية الهادفة إلى إنقاذ اليمن واستعادة الدولة والقضاء على الميليشيات الإرهابية الإيرانية في اليمن.